المحتوى الرئيسى

استطلاع: نحو نصف مسلمي ألمانيا انخرطوا في مساعدة اللاجئين

03/27 13:13

ذكر 44% من المسلمين الذين شملهم استطلاع أجرته مؤسسة "بيرتلسمان" في ألمانيا أنهم انخرطوا العام الماضي في أنشطة لمساعدة اللاجئين. وفي المقابل، بلغت هذه النسبة بين المسيحيين 21% واللادينيين 17%. وبوجه عام شارك نحو خمس الألمان العام الماضي في أنشطة لمساعدة اللاجئين.

تجدر الإشارة إلى أن بيانات هذا الاستطلاع المنشور اليوم الاثنين (27 آذار/مارس 2017) استهلال لسلسلة من البيانات المنتظر نشرها على مدار هذا العام في إطار  مؤشر الرصد الديني الثالث الذي تجريه المؤسسة، والذي شمل أكثر من 10 آلاف شخص في ألمانيا والنمسا وسويسرا وفرنسا وبريطانيا وتركيا. ويهدف هذا المؤشر إلى بحث دور الدين في السياق المجتمعي.

وفي ألمانيا وحدها شمل الاستطلاع عينة عشوائية بلغت 1500 شخص، وتم إضافة عينة عشوائية أخرى مكونة من نحو ألف مسلم لرصد المواقف المختلفة للمسلمين في ألمانيا.

أعلن رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور (المخابرات الداخلية في ألمانيا) عن 340 محاولة استقطاب للاجئين جدد قام بها إسلامويون وسلفيون، ما يثير مخاوف الأجهزة الأمنية في ظل وجود "مساجد إسلاموية وسلفية في ألمانيا". (14.08.2016)

يرى جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية بأن المجموعات السلفية فشلت حتى الآن في ضم أعداد من اللاجئين إلى صفوفها. بيد أنه حذّر من مخاطر انضمام بعض اللاجئين إلى السلفيين في حال لم تتحقق توقعاتهم على المدى الطويل في ألمانيا. (04.07.2016)

ويعزو خبراء مؤسسة "بيرتلسمان"الألمانية المشاركة القوية للمسلمين في مساعدة اللاجئين إلى الأصل المشترك. وأوضح الخبراء أن الكثير من المسلمين المتطوعين لإغاثة اللاجئين ينحدرون من نفس المناطق التي جاء منها اللاجئون، مثل أفغانستان أو باكستان أو بنجلادش، كما ينحدر الكثير منهم أيضا من الشرق الأوسط.

 وذكر الخبراء أن المتطوعين المسلمين أثروا العمل التطوعي بإمكانيات لغوية وثقافية ورعاية نفسية مطلوبة على نحو خاص في العمل مع اللاجئين. واعتبر الخبراء المتطوعين المسلمين "بناة جسور مهمين في المجتمع الألماني" .

ومن ناحية أخرى، ذكر الخبراء أن المخاوف من إساءة استخدام التأثير الديني من قبل المسلمين أو المسيحيين على اللاجئين خلال انخراطهم في العمل التطوعي لم تتأكد، موضحين أن نسبة ضئيلة تتراوح بين 1 و 2% من المتطوعين أبدوا نزعة تحيزية لديانتهم، بينما تعاملت غالبية المتطوعين بانفتاح تجاه الديانات الأخرى.

وأشار الاستطلاع إلى أن النساء أكثر انخراطا في العمل التطوعي لمساعدة اللاجئين من الرجال. كما أظهرت البيانات أنه كلما ارتفع مستوى التعليم والوضع الاقتصادي للفرد زاد انخراطه في أنشطة إغاثة اللاجئين.

في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.

بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.

في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.

عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.

الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.

يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل