المحتوى الرئيسى

هل تحرق العفاريت قرى الصعيد ووجه بحري؟.. علماء الأزهر والاجتماع يجيبون

03/27 12:40

هل تحرق العفاريت قرى الصعيد ووجه بحري؟.. علماء الأزهر والاجتماع يجيبون

بين الحين والآخر، تخرج علينا قصص تروي قيام الجن والعفاريت بإحراق المنازل والبيوت، وصدقها قطاع عريض من الناس، ساعد في ذلك تكرر تلك الحرائق في عدد من القرى بالحافظات المختلفة، ولم يتم العثور على فاعلها حتى الآن، وقيدت ضد مجهول، وبعضها أرجع إلى قوى خفية، بالإضافة إلى تزايد عدد الدجالين ممن يدعون تواصلهم مع العالم الآخر من الجن والعفاريت، وروجوا لتلك الظاهرة بشكل كبير، لكن ماحقيقة الأمر، وهل بالفعل أن الجن والعفاريت هي من تقوم بتلك الحرائق؟ وما رأي علماء الأزهر في ذلك؟

لم تكن حرائق المنازل بدون وجود أسباب، في قرى منشية السعودية وميت الكرما بالدقهلية، الأولى أو الأخيرة، التي يحدث فيها إحراق للمنازل دون وجود أسباب ظاهرة أو ملموسة، فقد تكررت تلك الحرائق في عدد من القرى، كانت بدايتها في صعيد مصر، بقرية الترامسة، والتي استيقظ أهلها في سبتمبر من العام 2014، على اشتعال حرائق متتالية في المنازل والبيوت، بصورة مرعبة، وبدون وجود أسباب، مما أصاب الأهالي بالخوف والهلع.

وفي قرية عزبة النجار التابعة لقرية الدوالطة بمحافظة بني سويف، في العام 2015 تكررت تلك الحادثة، في سبعة منازل متجاورة، وكانت النيران تشتعل فيها بصورة يومية، دون سبب بعينه، كما تكرر نفس الأمر في قرية عرابة أبو الدهب بمحافظة سوهاج، عندما نشب حريق كبير في أكثر من 25 منزل، دون وجود فاعل للحريق، مما أرجعوا السبب وراء ذلك إلى "العفاريت"، كما تكرر الأمر ذاته أيضا في قرية الشرقاية التابعة لمركز كفر صقر، بمحافظة الشرقية.

من جانبها أوضحت الدكتورة عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث، بأن الحرائق المتكررة، والتي تشهدها القرى المصرية، ليس لها علاقة لامن قريب أو من بعيد بالجن والعفاريت، مؤكدة أن خلف هذه الحرائق، أسباب ملموسة، أبرزها تسبب ماس كهربائي في إشتعال الحرائق، يساعد في ذلك وجود مخلفات القش على اسطح المنازل، مستدلة بأن هذه الحرائق لانجد لها مكانا في المدن، وإنما تكثر في القرى.

وأشارت استاذ علم الإجتماع أن من ضمن الأسباب ايضا، عادة التدفئة التقليدية من إشعال الحطب، والتعرض المباشر له، لازال موجودا في قرى عديدة، وقد تتطاير شرارة تصل إلى مخلفات القش، فتساعد على انتشار الحرائق، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى وجود مساحة من الزراعات كحزام يلتف حول القرى قد يساعد ايضا عن عملية التخلص من المخلفات بالحرق أن تتطاير شرارة وتصل إلى المنازل، مما يترتب على ذلك نشوب حرائق متعددة، يساعد في لك عدم وجود حماية مدنية كافية قريبة من القرى، وضيق الشوارع في القرى التي تقف عائقا أمام وصول سيارات الحماية المدنية لموقع الحريق.

وأوضح الدكتور نبيل السمالوطي أستاذ علم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، بأن مايثار حول علاقة الجن بالحرائق هي خرافة، ابتدعها الدجالون، وساعد في ذلك تلك البيئة الخصبة للشارع المصري، في المدن والقرى والتي تسري قيها الشائعات بشكل كبير، مؤكدا أن سبب تلك الحرائق غير متصل بالجن أو العفاريت، كما يدعي البعض، وإنما يرجع لأسباب أخرى، وهي متعددة، ومن اختصاص الفرق الجنائية.

وأوضح السمالوطي، بأن الشائعات التي تسري يصدقها قطاع كبير من الناس، لأن الحالة التي يعيشها المجتمع المصري تجعله يصدق تلك الشائعات، ويعد ضعف الوعي والفهم والإدراك لدى البسطاء من ابناء المجتمع، وهو ما يجعل الشارع المصري بيئة خصبة لانتشار الشائعات، موضحا أنه أيضا من ضمن أسباب انتشارها، التصديق بما يدعي الدجالين، ومدعي علم الروحانيات، ومحاولة استغلال تلك الشائعات لاستقطاب البسطاء، فيقومون بترويج تلك الشائعات، وللأسف يصدقهم عدد كبير من المجتمع.

وأشار استاذ علم الإجتماع بجامعة الأزهر، أن عدم وجود أدلة ملموسة، أو أدلة عينية تكشف حقيقة الأمر، هو ماجعل الناس تصدق الخرافة التي تزعم بوجود جن وعفاريت خلف إحراق المنازل في القرى.

على جانب آخر ووفقا لرأي علماء الأزهر يؤكد الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بأن القول بأن الجن والعفاريت يقومون بإحراق المنازل هي خرافة لاوجود لها في الدين او الشرع، مؤكدا على أن الجن والعفاريت أضعف من هذا الفعل، ولايستطيعون القيام بهذا الأمر، مشددا على أن معظم البسطاء يلجأون إلى دجالين، ويصدقونهم في خرفاتهم وبدعهم، فتارة نجد دجال يقول أن ملك الجن قتل فهاج الجن وأحرق البيوت، ودجال آخر يدعي أن ملك الجن تزوج وأن الجن غير راض، فكل هذه خرافات وإدعاءات، ولا مجال للعقل أن يصدقها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل