المحتوى الرئيسى

شاهد.. مقابر السبع بنات مزار سياحي مهمل وعلاج لتأخر الإنجاب والزواج

03/27 12:00

أربع أبنية تعود للعصر الفاطمي، عبارة عن مقابر شيدت على هيئة قبب مرتفعة تتوسط ساحة كبيرة من الفناء، يتجلى عليها سمات المعمار الإسلامي، ويقال إنها آخر ما تبقى من الفن المعماري الإسلامي، هم قباب"السبع بنات"، الواقعة وسط عزبة خيرالله بالقرب من القلعة أعلى جبل المقطم بالقاهرة.

ومن المفترض أنهم كانوا سبع قبب ولكن لم يتبق سوى أربع قباب فقط وقبتين مهدمتين ولم يتبق منهم سوى عدد من الأحجار، والأخيرة تأكلها الإهمال والزمن لم يبق منها شيئا.

وتعددت الروايات حول حقيقة قباب"السبع بنات"، فهناك من يقول إنهم سبع فتيات من أبناء الشيخ الجيوشي المدفون بالقلعة وهؤلاء الفتيات السبع كانوا يحاربوا اليهود مع والدهم وتم قتلهن ودفنهن في تلك المنطقة وإقامة مقامات على شكل قباب لهم.

والكثير يرجع السبع قباب للوزير سعيد الحسين بن علي المغربي وزير الحاكم بأمر الله العبيدي الذي تم اتهامه بالخيانة وقتل الحاكم 6 من بناته والجثة السابعة تواردت الرويات في المنطقة حول كونها لشخص يدعى الشيخ أبو منصور الأصفحي لم تذكر عنه أي معلومات أو سبب دفنه في تلك المقابر.

ورغم التقدم التكنولوجي إلا أن هناك الكثير من الأشخاص خاصة النساء منهم تؤمن ببركات وكرامات تلك المقابر فأصبحت فكرة تأخر الإنجاب هاجسا يوسوس لكل السيدات فمنهن من يذهب للطبيب للعلاج ومنهن من يسلك طريقاً آخر وقد تكون تلك القباب وجهته.

التوجه لتلك المقابر ضمن اللائحة المطلوبة للإنجاب في عرف سكان عزبة خير الله، فجعلوها قبلة للتبرك ومصدر لفك النحس الذي يراودهم، ويأتون من كل مكان للحصول على تلك الكرامات وطلب ما يتمنون.

ولكن كالعادة فالكثير من المناطق الأثرية بمصر تصرخ من الأهمال والتجاهل المعتاد من قبل المسئولين، لتتحول من مزار سياحي لمقلب قمامة كبير.

وفى طريق محررات الوفد لمقابر عزبة خير الله، توجهت أنظارنا نحو قهوة بلدى صغيرة يجلس عليها رجل عجوز يبدو عليه من سكان المنطقة وبدأنا في التحاور معه لمعرفة صدق القصص والأساطير التي يرددها الأهالي عن مقابر السبع بنات.

روى الرجل السبعيني الكائن بعزبة خير الله الذي رفض ذكر اسمه ما يقوم به أهالي العزبة، موضحا أنهم حددوا منذ فترة بعيدة يوم السبت من كل أسبوع للتوجه للمقابر المهملة والمليئة بالقمامة والحيوانات الميتة لإقامة بعض الطقوس التي يتوهمون أنها ستساعدهم على إنجاب الأطفال.

تذهب السيدة وبحوزتها بعض أنواع البخور والحناء وتقوم بالدوران 6 مرات حول القباب السبع"المدافن" وإشعال البخور في إحدى زاويا القبة، ومن ثم تخلط الحناء بيدها وتطبعها على جدران القبة وقراءة بعض آيات القران لتنتظر بعد ذلك البشارة أنها أصبحت حاملا، بعد مرور فترة من إقامتها تلك الطقوس.

 يضيف أحد أهالي المنطقة "أن تلك الروايات والأساطير القديمة اتبعتها السيدات دون وعى ليسيطر عليهم الجهل لاتباع العادات الخاطئة والخرافات، رغبة في الإنجاب، موضحاً أن تلك العادات يسمع عنها منذ عقود وتتعاقبها الأجيال.

وفي نفس السياق قال عمارة محمد، أحد أهالي منطقة السبع بنات بعزبة خيرالله، إنه لا يدري القصة وراء تلك المقابر وهل بالفعل السبع بنات مدفونات بتلك المقابر أم لا، لافتًا أن الرواية التي رواها له أجداده هي: "أن هناك ست فتيات كانوا يحاربن اليهود مع أبيهم الشيخ الجيوشي، المعروف أنه مدفون بالقلعة".

وأكد محمد في حديثه لـ"بوابة الوفد"، أن مقابر السبع بنات تعتبر مزارًا سياحيًا ويلتقط فيه الأجانب الصور التذكارية، ولكن بعد تحولها لمقلب قمامة لم يعد هناك أي سائح يأتي للمنطقة لزيارتها، قائلًا: "كان في واحد أجنبي امبارح عايز يدخل معرفش من القمامة اشمأز من الشكل والريحة ومشي يعني إحنا اللي بنشوه صورة بلدنا وشكلنا قدام الناس لما يشوفونا بنهمل في آثارنا كده".

وأعرب محمد عن استيائه ممن يقبلون على المكان خاصة السيدات، الذين يؤمنون بالتخاريف والأساطير ويأتون للتبرك بتلك المقامات لفك النحس الذي يلازمهم، بسبب تأخر زواج أحدهم أو تأخر حملها.

وأرجع عمارة السبب وراء تدهور حال المقامات إلي إهمال المسئولين من هيئة الآثار وعدم الرقابة عليها مما جعلها تتحول من مزار سياحي لمقلب قمامة كبير ومرتع لذوي الخرافات والبدع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل