المحتوى الرئيسى

أحمد الخطيب وأمثاله... الرحمة فوق العدل | المصري اليوم

03/27 00:39

هل السجن هدف في حد ذاته؟ أم أنه وسيلة للقصاص من الذين أُدينوا بجرائم يُعاقب عليها القانون؟

حبس الحرية بالسجن عقوبة كافية لتأديب المدان، لكن أن يزيد عن حبس الحرية أضرار بحياة السجين، فهذا ليس جزءًا من العقوبة التي حكم بها القاضي بعد أن اطّلع على أوراق القضية واستفتى قلبه وأرضى ضميره.

تباطؤ وتراخي إدارة السجون المصرية في علاج المسجونين المرضى، مما يؤدي إلى تفاقم حالتهم الصحية، ليس جزءًا من العقوبة التي يقضونها، الإهمال الطبى والتكدس في السجون ومقار الشرطة أودى بحياة العشرات حتى الآن، وهو لا يخدم العدالة بل يسيء إليها.

أحمد الخطيب، (22 سنة)، محكوم عليه بعشر سنوات بتهمة الانتماء لجماعة محظورة، وهو على حافة الموت بسبب إهمال علاجه، وطبقًا لما صرح به أخوه، فإن أحمد دخل السجن ووزنه 75 كيلوجرامًا وفقد ما يقرب من 30 كيلو في محبسه، وهو يوشك على فقدان حياته كلها.

على «فيس بوك» قرأت هذه الكلمات التي تصف حال أحمد الخطيب:

«نتيجة تحاليل أحمد طلعت وما طلعش عنده لوكيميا (سرطان في الدم).. بس ده مش خبر حلو للأسف!

أحمد طلع عنده مرض خطير ونادر وملوش علاج ومميت وأسوأ من اللوكيميا!

ولو كان فيه احتمالية إنه يتعالج من اللوكيميا ف دلوقتي أحمد هيموت خلاص ومفيش مجال يتعالج ولا مرضه ليه علاج أصلًا!

أحمد طلع عنده مرض اسمه «داء الليشمانيا الحشوي» وده بييجي بسبب الأماكن اللي مش نضيفة وفيها حشرات.. زي السجن..

المرض ده يُدمر المناعة وكرات الدم والكبد والطحال والمعدة ونهايته بتبقى الموت!

أحمد كان داخل السجن كويس وبسبب ظروف السجن السيئة جاله المرض ده.. دلوقتي أحمد بيموت خلاص ومش عايزينه يموت في نفس المكان القذر.

تقرير قسم الباثولوجي في قصر العيني بيقول إن أحمد حالته متأخرة جدًا ومش قادرين يحددوا مدى انتشار المرض أصلًا، وأي ساعة زيادة أحمد هيقعدها في السجن هتسبب مضاعفات هتبقى نتيجتها حاجة واحدة بس.. وهي إن أحمد هيموت!

إحنا مش بنطالب بعلاج أحمد خلاص، لأن مرضه في حالة متأخرة وملوش علاج.. إحنا بنقول خرجوا أحمد يموت بره السجن أو انقلوه مستشفى عشان أحمد مناعته صفر ولو جاله برد هيموت!

أحمد في آخر جواب بعته لمامته كان بيقولها:

«خائفٌ أنا.. ليس من المرض ولكن أن أظل هنا وأموت بين جدران هذه الزنزانة البالية وأصبح فقط مجرد رقم في تعداد الموتى.. كما أنا الآن مجرد رقم هنا! يرفض عقلي التفكير في أن أموت هنا بعيدًا عنك يا أمي وإخوتي..

أخاف أن أموت وحيدًا وسط أربع حيطان!».

إحنا وصلنا لدرجة بؤس مخليانا نطلب إن ولد عنده 22 سنة يطلع يموت وسط أهله.. ممكن بقى تطلعوا أحمد يموت بره؟ ممكن تدوله عفو صحي وأهله يسفروه يتعالج بره مصر يمكن يتلحق؟

أحمد ما عملش التحاليل دي غير بالضغط اللي حصل وكلام الناس على السوشيال ميديا، اكتبوا عن أحمد قبل ما نصحى من النوم نلاقيه ميت في السجن!

أحمد يتلقى علاجًا خارج السجن الآن، وحالته الصحية سيئة، والعودة من جديد إلى زنزانته فيها خطر على حياته، وهناك أخبار عن أن وزارة الداخلية تدرس الإفراج الصحى عنه، وهذا خبر مفرح ونتمنى أن يحدث سريعًا.

بكاء الرئيس على شهداء الواجب في يوم الشهيد وتأثره الشديد بكلمات ذويهم المؤثرة، نقل إلينا إحساس أن رئيسنا رحيم، والرحمة تعم ولا تخص، الرحمة واجبة على الصديق والعدو ما دام الأخير في موقف ضعف يستوجب الرأفة، كل السجناء في مصر، ومنهم أحمد الخطيب، حياتهم أمانة في عنق السيسي بصفته رئيسًا لكل المصريين: الصالح منهم والطالح، إحساس الناس أن حياة السجناء لا تثير الرحمة في نفس الرئيس وحكومته تهز الثقة فيهم كمسؤولين، ويوم تهتز الثقة بين الحاكم وشعبه يتعرض البلد لأسوأ النتائج، وإذا توافرت هذه الثقة، الشعب سيقاوم كل عوامل التشكيك والزعزعة التي تتعرض لها مصر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل