المحتوى الرئيسى

ماذا تحوي وثيقة "حماس" الجديدة؟

03/26 14:12

ما أن أعلنت حركة "حماس" الفلسطينية، في منتصف فبراير الماضي، عكوفها على تعديل وثيقتها السياسية التي تسير عليها منذ عام1987 ، حتى خرجت توقعات عدة باحتمالية قطع علاقتها بجماعة الإخوان الإرهابية، لكسر ما سمته بعض الصحف العالمية العزلة التي تعيش فيها دوليًا، خاصة بعدما أكدت الحركة أن الوثيقة ستشمل تغييرًا في علاقة "حماس" الداخلية والخارجية.

الإعلان جاء على لسان، "إسماعيل رضوان"، القيادي في الحركة الفلسطينية، الذي أكد أن حركته تعكف في الوقت الحالي على إعداد وثيقة تحمل فكرها السياسي، وستنشرها قريبًا بعد الانتهاء من صياغتها، لتؤكد على ثوابت الحركة وعلاقاتها الداخلية والخارجية.

وبينت الحركة أن الميثاق الجديد سيشمل توجهاتها الجديدة خلال الأيام المقبلة، وسيتم بثه من العاصمة القطرية، وسيكون بمثابة الكتاب المقدس الذي سيسير عليه القادة السياسيين لحركة حماس، والذي سيكون أولهم خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة الذي سيغادر منصبه قريبًا.

وتدفقت التوقعات حول تلك التعديلات التي ستُجريها حماس من يومها، إلا أن كلها صبت في احتمالية كبرى بتعديل الحركة لعلاقتها مع جماعة الإخوان، أو بالأحرى قطعها، لاسيما أن الكثير من القوى الدولية والعربية، تتحفظ على احتواء وثيقة حماس الحالية، على تأكيدات بإنها جزء من جماعة الإخوان، إذ يقول الميثاق في بابه الأول إن حركة حماس هي جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين.

كانت آخر تلك التوقعات والتي ربما ترقى إلى حد التأكيد، ما كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، صباح اليوم الأحد، عن التحركات التي تأخذها حركة حماس من أجل الخروج من عزلتها الدولية والإقليمية، وحددتها في خطوات واضحة من خلال مصادر مقربة من الحركة، وهي قطع علاقتها بحركة الإخوان، الاعتراف بحدود 67، كانطلاق للتفاوض مع إسرائيل من أجل إقامة دولة فلسطينية، وتحديد من هم اليهود بالنسبة لإيدلوجيتها.

وطرحت الصحيفة تسائل، هل هذا بمثابة تغيير صوري أم أنها مراجعة أيديولوجية حقيقية؟، أجاب عليه الباحث، إبراهيم المدهون، المقرب من حماس قائلًا أن زمن الأيديولوجيات قد ولى، ما يحشد الناس في الوقت الحالي هو مصلحتهم الخاصة، ومصلحة الحركة في الابتعاد الإداري والفكري عن جماعة الإخوان المحظورة دوليًا، مؤكدًا أن الميثاق يتألف من خمسة أبواب تعرف الحركة وأهدافها، ويطرح رؤيتها تجاه القضايا الاستراتيجية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وفي الفترة الأخيرة، لجأت "حماس" إلى الإعلان كل فترة عن تعديل برنامجها السياسي، ففي عام 2006، أصدرت برنامج سياسي للانتخابات التشريعية، قدّمت فيه مواقفها من قضايا التعليم والصحة ومكافحة الفساد، وهذا البرنامج يعتبر وثيقة رسمية في حماس قدموه للناخبين الفلسطينيين.

وفي عام 2014، نشر أحد مفكري حماس السياسيين "يوسف رزقة"، ورقة بحثية تحت عنوان "الرؤية السياسية لحماس"، أبدى فيها اهتمامًا ملحوظًا بقضايا المواطنة وحقوق الإنسان والمساواة وحرية التعبير، وأكدت وقتها الحركة أن الورقة البحثية تعبر عن نقاشاتها الداخلية، وهو ما دفع كثيرون على الجانب الآخر التوقع بإن حماس تحاول إمساك العصا من المنتصف مع مختلف الدول ولن تخرج الوثيقة بجديد.

ولذلك، استطلعت "بوابة الوفد"، آراء عددًا من الخبراء والمهتمين بشؤون الحركات الإسلامية، الذين أكدوا أن حماس تحاول تحسين أوضاعها الخارجية الحالية، لاسيما مع منطقة الخليج، التي تحظر معظم دولها جماعة الإخوان، مشددين على ضرورة أن يتبع التعديلات ممارسات مشابه على أرض الواقع.

 يقول هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن التعديلات التي ستُجريها حماس عن وثيقتها لا بد أن يتبعها تحرك على الأرض يتفق معها، مشيرًا إلى أن المشهد الحالي معقد للغاية، والأوضاع تتغير كل لحظة، فضلًا عن أن التنظيمات السياسية تضع مصلحتها أولًا قبل أي شيء.

ويؤكدفي تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن التغيير الذي أعلنته حماس لا يعول عليه، لأنها أصدرت وثائق كثيرة فيما مضى، وأتبعتها بتصريحات في الإعلام دلت على أن موقفها لم يتغير، مشيرًا إلى أن الحركة أعلنت مطلع العام الحالي بداية مرحلة تقارب مع مصر، وجاءت ممارستها على الأرض خالف ما قالت.

ويضيف: "الأمر له وجهتان، الأولى هي أن حماس تركت محور إيران وسوريا، ومرتبطة حاليًا بقطر وتركيا، وهم دول تأوي قيادات الإخوان وحماس على أرضها، ما يقلل من أهمية الوثيقة، والثانية هو أن الجماعة تمر بحالة ضعف حالية، ومعروف عن حماس أن أي تيار تتبعه تبتعد عنه حين يمر بأي أزمة، فقد كانت سوريا ممول رئيسي للحركة التي تخلت عنها بمجرد دخولها في حرب، وما تفعله الآن يشبه إمساك العصا من المنتصف".

بينما يرى سامح عيد، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد" أن حركة حماس ستعلن انفصالها عن جماعة الإخوان تنظيميًا، مشيرًا إلى أنها ستتمسك بالمبادىء العامة للجماعة، كفكرة الدولة والخلافة الإسلامية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل