"هاشتاج" و"مهرجان".. أحلام الحكّائين الشباب لدعم "فن الحكي" في مصر

حسام: حسب نوع الجمهور تكون الحكاية.. ونهال: بتكلم عن طريق الحكي في تعاملاتي اليومية.. وميدو: لازم الجمهور ما يتوهش مني

في أعقاب ثورة الخامس والعشرين وما تلاها من أحداث دوّنها التاريخ، اعتمدت على الشهادات كمصدر لمعرفة ما وقع في تلك الفترة ويتداولها الشباب لتوثيق هذه اللحظات الفارقة، وعرف حكّاؤو الشهادات، أن ما يفعلونه هو نوع من أنواع فن الحكي.

شغف عدد ليس بقليل من الشباب في الأونة الأخيرة بممارسة فن الحكي والتدريب عليه، داخل مؤسسة "البيت" للتنمية والتطوير، من الأماكن المستقلة المهتمة بالتدريب على ذلك الفن.

حبه للتمثيل وعزمه على التدريب عليه وتعلمه من كل جهة قادت "ميدو عناني" إلى التعرف بـ"فن الحكي" من خلال "شادي عاطف"، أحد الحكّائين الشباب المتميزين في المجال، والذي عمد إلى تدريبيه إلى جانب مجموعة من الشباب، ليمسك ميدو بخيوط الحكايات التي فضّل الواقعي منها لا معتمدا على الضحك والبكاء والمفاجأة "لازم الجمهور ميتوهش مني"، وأحب فكرة ثبات الشخصية وتحريك باقي الشخصيات من خلاله من خلال تغيير "تون الصوت" وأعجب بالموضوع برمته.

عرض "ميدو" في البداية حكاية من تأليفه لن تكن بالقوة التي اتسمت بها الحكاية الثانية التي كانت كتابة مشتركة، وكانت الثالثة التي ألفها "شادي" الأقوى بالنسبة له والتماسة مع لواقع الثوري.

"الحكي حاجة ثابتة في حياتي أعرف اتكلم بيها في تعاملاتي اليومية"، الفائدة المبسطة التي استخلصتها "نهال" من الحكي وقدرة الحكّاء من خلال التدريبات على جذب الانتباه والتنوع في الأداء الثابت الذي يبهر الجمهور.

وأحبه حسام عبدالحليم لتماسه مع المسرح، ولكن "سكة جديدة" من خلال كيفية الحديث عن طريق الوجه فقط واعتماده على الثبات في ردود الأفعال.

بين الواقعية الجامدة والخيال حد الخرافات، منطقة وسطى يراها "عناني" الأنسب في الحكايات التي يعتمد عليها هذا الفن، الذي لا يعلمه إلا المهتمين به تقريبًا، على حد قوله، أو الذين يستفيدون من تدريباته كما كانت "نهال سعيد" في البداية عندما التحقت بتدريباته منذ عدة شهور مضت، وإفادته لها في مجال الإذاعة الذي تحترفه، على الرغم من دراستها لمجال السياحة والفنادق، ويفضّل "حسام" أن تتنوع حكاياته على حسب المتلقي إذا كان مختلطا أو المعظم سيدات أو أطفال والتي تتمحور أغلبها حول الحكايات الشعبية المستمدة من الموروث.

يثري فن الحكي ثقافة نهال من حكايات قديمة وشعبية تلقي بظلالها على الواقعية دون الاعتماد على الحكي الواقعي الصرف، كما يخلق سماحات للإبداع يراها عناني من خلال الصوت فقط الذي يأخذ الجمهور معه في حكاياته "كأنه شايفها قدامه".