المحتوى الرئيسى

علاء فاروق يكتب: «أهل الفضيلة».. كتيبة تحصل على كأس «حب الناس» | ساسة بوست

03/26 12:20

منذ 5 دقائق، 26 مارس,2017

«سجود ودعاء، تلاحم مؤسسي، كتيبة سهرانة من أجل بعضها البعض». هذه ثلاثة مشاهد تميز بها المشاركون من مؤسسة «فاضليا»، التي تحدثنا عنها في مقالي السابق، خلال مشاركتهم في البطولة الوطنية للمناظرات ضمن البرنامج الإقليمي «صوت الشباب العربي»، بمشاركة 96 شابًا وفتاة في الفترة من 20 حتى 22 مارس 2017 في مدينة القاهرة، تحت رعاية المجلس الثقافي البريطاني.

وسفراء «فاضليا» قرروا من بداية مشاركتهم أن «الكنز في الرحلة»، وأن «لنا أثرًا» هو الشعار، وأن «أهل التناظر أحياء»، هي المبدأ. وبدأت الكتيبة الفاضلة في التخطيط لتحقيق أهدافها وسط تلاحم أبهر المنظمين، وجعل الجميع يتهامسون «من هؤلاء؟ ما الذي يجمعهم؟ هل هم فريق واحد أم ستة فرق؟ من الشاب «الأب» الذي يأتيهم «ملهوفًا» كل يوم؟»، «هم واخدين الموضوع جد كده ليه؟»، ومنذ خروج أول متناظر من «فاضليا» انهالت إجابات الأسئلة المتهامس بها. وتأكد الجميع أنهم «غير الكل»، وأن الفوز وسيلة وليست غاية وأن هناك شيئًا غامضًا يجمعهم. (فعلًا هو غامض، ولكن يكفيك زيارة واحدة لحجرة صغيرة في المبنى اليوناني في قلب القاهرة لتعرف هذا السر. لا تنسَ أن تصعد إلى الدور الرابع وتسأل عن «فاضليا»).

انتهى اليوم الأول من المناظرات. كل الفرق بدأت تقيم نفسها وتحاول معرفة درجاتها، أهل الفضيلة كان همهم الاطمئنان على بعضهم البعض، فتجدهم ينتظرون بعضهم البعض أمام قاعات التناظر ليسألوا بحب وصدق: «ماذا فعلتم؟طمئنونا»، مشهد أبهر من يراهم وأبهرهم أنفسهم. لتأتي نتائج اليوم الأول، ويفوز فريقان من المؤسسة ليهتف الجميع وكأنهم هم من فازوا، لدرجة حيرت المشاركين وأزاغت أبصارهم تجاه كل ممثل لفاضليا، من هو الذي فاز؟ فريقان. إذًا لماذا تفرحون كلكم هكذا؟ لأننا كلنا فزنا؟ الفرق الستة؟ لا فريقان، لكن الذي فاز هو مؤسستنا فلا يهم من أو كم؟

اليوم الثاني، تناظر، اطمئنان بلهفة، نتيجة لا تخلو من اسم «فاضليا»، لكنه فريق واحد وصل للنهائي، نفس الفرحة والهتاف والسجود ونفس التساؤلات. هل فاز الفريقان؟ لا واحد فقط. قلنا لكم لا يهم من، وصلنا للنهائي والحلم اقترب.

قبل المناظرة: نظرات رضا من الجميع ومباركة ضمنية بالمركز الأول.

خلال المناظرة: تصفيق بعد كل متحدث من أهل الفضيلة وتهامس أنهم مؤكد هم الأول.

بعد المناظرة: عناق للمتناظرين «هند وسليم»، ومباركة مؤكدة وتهنئة للذهاب إلى بيروت للمشاركة في المسابقة الإقليمية.

لحظة إعلان النتائج: هي لحظة اختبار لأهل الفضيلة ومؤيديهم الكثر. والمفاجأة؛ فاضليا في المركز الثاني ولها حق السفر والمشاركة في بطولة لبنان، لتقابل هذه النتيجة لحظة صمت ممتزجة بدموع غالية جدًا للقائد الأب «حسام»، وذهول المتفانية «بثينة»، ودهشة المناضل «مصطفى»، وغرابة المتناظر القوي «إسلام»، ومشاركة باقي الكتيبة في «فرحة ممزوجة بحزن»، من قبل «منة وبسنت وندى ورمضان وبوديري وناريمان»، لأنه وببساطة مركزهم الحقيقي والمقبول هو الأول. وهو ما عبر عنه صاحب اللقب «سليم»: (كان نفسي أجيب الكاس عشانكم وعشان تعبكم معايا). قالها للسفراء الاثني عشر. وبعدها تفرقوا ثم اجتمعوا وذهبوا إلى كهفهم غير المنعزل ليتبادلوا التهنئة وتذكرة بعضهم البعض أن الفوز ليس بالكأس.

بعد صدمة لا ندري من تسبب فيها، تحكيم غير دقيق، عواطفهم الجياشة وانتصارهم للمؤسسة، معايير غير معاييرهم، لكن بعد الإفاقة وجدوا في جعبتهم عدة جوائز تفوقت على الكأس، ومنها:

-فازوا بأكبر كأس في البطولة (حب الناس واحترامهم والتعلم منهم وترديد شعاراتهم).

-المركز الأول في (العمل بروح واحدة، التفاني في خدمة بعضهم البعض، الذوبان في شخصيات بعضهم البعض).

-المركز الأول في (الالتزام بآداب ولغة التناظر، احترام الغير، المنافسة الشريفة).

-المركز الأول في (التقرب من بعضهم البعض، التلاحم الملفت، طريقتهم في التعبير عن الفرحة).

-شعارهم (وأهل التناظر أحياء) تم اعتماده شعارًا للبطولة.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل