المحتوى الرئيسى

«مدينة نصر الشاملة»: بالخارج سوق.. وبالداخل إهمال ومعاناة

03/26 10:18

«يلا اللى عايز يغير دمه.. بعشرة جنيه السكرى يا باشا».. أصوات ونداءات صاخبة، تسمعها أمام بوابات عيادة مدينة نصر الشاملة، التابعة للهيئة العامة للتأمين الصحى، بعد أن تحول سورها ومحيطه من رصيف للمارة إلى «سوق» لا يهدأ طوال اليوم، ويحاول فيه كل بائع أن يرفع أكثر من صوته الأجش فى منافسة غيره من البائعين لجلب أكبر عدد من الزبائن، فى مظهر يوحى بما يعانيه مرضى المستشفى من الإهمال وانعدام الجودة، وفقاً لعدد منهم.

«بقالى أكتر من 20 سنة بتعامل مع المستشفى دا، ومن يومها وأنا بعانى فيه من المواعيد، ومفيش حاجة آجى أعملها إلا لما يقرفونى، ورايح جاى على المكان»، هذا ما يؤكده جلال السيد، رجل أربعينى، جاء من محافظة الشرقية لعمل رسم قلب: «ركبت القطار المتجه إلى القاهرة 5.5 فجراً، لاستكمال إجراءات الكشف وبقالى شهر ونص دايخ عشان أعمل رسم قلب، أمال لو حبيت أعمل عملية، يا ترى هلحق على كده قبل ما أموت؟».

«محمد»: مفيش دكتور بيكشف بسماعة.. وأدوية الأمراض المزمنة مش موجودة من 5 شهور

سؤال وجهه «جلال» وهو لا ينتظر رداً، فيما ضرب كفاً على كف مستنكراً «المرمطة» التى يعانى منها مع المستشفى: «الواحد زهق من التأمين الصحى واللى بيحصل فيه، وأنا عن نفسى بقالى 6 سنين رافض أعمل أى عمليات أو أكشف على حاجة مهمة فى المستشفى هنا، وده كان بسبب إنى جيت كشفت مرة دخلونى فى متاهات، وقالوا إن عندى تليف كبدى وإدونى علاج لمدة شهرين، ولما حسيت بتعب رُحت أكشف بره لقيت المشكلة إنى بعانى من القولون».

ساعات طويلة قضاها «جلال» داخل مستشفى مدينة نصر، قبل أن يخرج غاضباً لعدم إنجاز ما جاء من أجله: «حتى النهارده لما جيت وأخيراً عملت رسم القلب، كان فاضل بس إن الدكتور يبص عليه، ألاقيهم طالبين منى جواب من الشغل، وده حاجة صعبة لأنى عشان آجى من الشرقية أكشف باخد يومين إجازة، والمفروض يكون فيه موظف هنا فى المستشفى يخلص الأوراق اللى زى دى للناس المسافرة، وأنا من الصبح بدور عليه مش لاقيه».

فى ركن بالمستشفى جلس أحد المرضى، رفض ذكر اسمه، يُقلب ما بين يديه من أدوية صرفها من صيدلية المستشفى، لعلاج آلام الظهر بعد إجرائه عملية جراحية: «وقعت على ضهرى وأنا فى الشغل وحولونى على المستشفى هنا عشان أعمل عملية، وبصراحة دوخونى على ما عملتها، وقضيت 3 شهور رايح جاى من المستشفى، فقط عشان يحددوا لى موعد العملية».

يتابع: «أيام كتير كنت آجى ويحجزونى ويخلونى أصوم من الصبح لحد العصر عشان أجهز للعملية، وفى آخر اليوم يقولوا إنهم هيأجلوها، وأبص ألاقى حد تانى داخل مكانى، مش عارف بقى معرفة لحد فيهم، ولا جابوه منين، وقبل ما أعمل العملية ماكنتش بعرف أدوس على رجلى خالص، وبعدها بقيت أدوس لكن بحس إن رجلى منملة، ولما سألت الدكتور، قال إن العملية ماتعملتش عدل، وإدانى علاج شهرين فى شهرين».

خارج أسوار المستشفى، كان السبعينى «وجيه مسعد»، ممسكاً فى إحدى يديه كوباً من الشاى، بعد ساعات قضاها داخل المستشفى، ليبدى الرجل استياءه من مستوى الخدمات التى يقدمها المستشفى: «من فترة كبيرة عملت طقم سنان، وأول ما خرجت من باب المستشفى وقع منى وأنا بركب الأوتوبيس اتكسر وقعدت من غير طقم الفترة دى كلها، لأن التأمين الصحى بيسمح بطقم واحد بس كل 5 سنين، ولما جيت أعمل طقم تانى، عذبونى وقعدت 3 شهور رايح جاى، وكل مرة يقولوا لى إن اللى بتاخد المقاسات مش موجودة، ومرة يقولوا إنها فى إجازة عشان بتولد، وكل مرة فيه حجة، وفى الآخر بعد ما الطقم اتعمل طلعت مقاساته مش مظبوطة وواسع عليّا جداً، ولما زهقت واتخانقت واشتكيت قالوا لى هنعمل لك إيه، البسه على وضعه وتعالى السنة الجاية اعمل واحد جديد».

«جلال»: قالوا عندك «تليف كبدى» وبعد علاج شهرين طلعت المشكلة «قولون»

يؤكد الرجل أن هذه ليست تجربته الوحيدة مع المستشفى: «عملت عملية فى عينى هنا برضه من فترة، وبدل ما كنت بلبس نظارة للطريق، خرجت من العملية بالبس نضارتين، ده غير عملية الأوعية الدموية اللى عملتها فى إيدى مرتين وردت تانى، وكل ده خلانى بقيت أخاف اعمل أى عملية هنا، لأنى مهما اشتكيت ماحدش هينصفنى».

يشكو محمد حسن، أحد المرضى، من مشكلات عديدة منذ أن عرفت قدماه عيادة مدينة نصر الشاملة، منها حسب قوله «سوء المعاملة والإهمال المتكرر لحالة المريض» يقول: «فى أغلب الأوقات الدكتور مش بيكشف علينا ولو بسماعة، وبيسمع منا ويكتب العلاج، وده لأنه مفيش وقت، والدكتور الواحد بيدخل له فى اليوم حوالى 80 مريض وأكتر».

يعانى «محمد» كذلك من نقص أدوية الأمراض المزمنة: «أدوية الأمراض المزمنة بقالها أكتر من 5 شهور مش موجودة، سواء أدوية القلب أو السكر أو الضغط، ويوم ما تتوجد نلاقى العلاج مضروب ويجيب مضاعفات ويتعبنى أكتر، وطريقتهم فى صرف العلاج بتفكرنى بأيام المجمعات الاستهلاكية اللى كنا بنقف عليها بالطابور مرتين عشان ناخد كيلو سكر زيادة».

مريض: 3 شهور عشان أعمل جراحة.. و«وجيه»: «طقم الأسنان طلع واسع وقالوا لى استخدمه لغاية السنة الجاية».. و«حسن»: الكشف نظرى

يتابع: «كنت جاى امبارح أعمل قسطرة قلب، حددوا لى ميعاد بعد 4 شهور من دلوقت، وده بس عشان أشوف أنا عندى إيه، أمال لما آجى أعمل القسطرة هستنى قد إيه؟، ادينى جاى النهارده مستنى أشوف أى واسطة عشان أحجز ميعاد القسطرة بدرى شوية».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل