المحتوى الرئيسى

تصاعد العنصرية.. راهب متعصب على رأس أكبر ولاية هندية 

03/26 08:48

تصاعد القلق من تعكر السلم المجتمعي في الهند بين المسلمين والهندوس، الذي كثيرا ما يبدو هشا، بعد اختيار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، راهبا هندوسيا معروفا بمعاداته للمسلمين، لرئاسة حكومة أوتار براديش، أكبر ولاية هندية والتي يعيش فيها 40 مليون مسلم.

وبعد فوز حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي الحاكم، بثلاثة أرباع الأصوات في انتخابات الولاية التي جرت بين 11 فبراير  و8 مارس ، اختار مودي لرئاسة حكومة الولاية رجل الدين الهندوسي يوغي أديتياناث، المعروف بتصريحاته المعادية للمسلمين، والمسجل ضده أكثر من 10 قضايا جنائية بينها محاولة قتل وتحريض على عمليات إجرامية وأعمال شغب.

وخلال الانتخابات في ولاية أوتار براديش، التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة، 20% منهم مسلمون، كان حزب بهاراتيا جاناتا يطرح اسما آخر معروفا بتوجهاته العلمانية، لتولي رئاسة حكومة الولاية، وهو ما أكسب الحزب 15% من أصوات الناخبين المسلمين في الولاية.

إلا أن مودي فاجأ الجميع بتعيين أديتياناث، أحد أبرز الأسماء في أكثر الأجنحة تشددا في الحزب،  في المنصب، وهو ما أثار انتقاد المسلمين، وأحزاب المعارضة وعلى رأسهم حزب المؤتمر، خاصة وأن اختيار قومي متشدد على رأس أكبر ولاية هندية يتعارض مع الأهداف التي أعلنها مودي لتحقيق التنمية في الهند عبر عدة وسائل على رأسها جذب الاستثمارات الأجنبية.

وبما أنه لا يمكن القول إن مودي لم يتمكن من قراءة التركيبة الاجتماعية للولاية، إذ أنه قادم من عالم الأعمال وصاحب خبرة سياسية تضمنت تولي رئاسة حكومة إحدى الولايات، فإنه لابد من البحث عن أسباب أخرى لهذا القرار.

يمكن القول إن مودي اتخذ قرار تعيين أديتياناث، في استجابة للتوجه الشعبوي بين الهندوس، باعتباره سياسيا يمتلك القدرة على تمثيل الهندوس.

ومن المفيد الإشارة في هذا الإطار إلى أن مودي بدأ حياته السياسية مع الحزب الوطني الهندوسي (راشتريا سوايام سيفاك سانغ)، قبل أن ينتقل إلى حزب بهارتيا جاناتا، القومي الهندوسي، ويتولى فيه مناصب هامة.

كما أن ولاية غوجارات شهدت خلال تولي مودي حكمها عام 2002، هجمات ضد المسلمين أسفرت عن مقتل حوالي ألف شخص، واتُهم مودي بأن له يدا في تلك الأحداث، إلا أن المحكمة برأته.

وبالإضافة إلى تخوف المسلمين في الولاية من أن يؤدي تعيين أديتياناث إلى التأثير على حياتهم بشكل سلبي، يرى حزب المؤتمر أن نقل السياسات القائمة على الدين إلى مركز العمل السياسي في البلاد، خطأ استراتيجي كبير، خاصة عندما يتعلق الأمر بتعيين هندوسي متطرف على رأس أكبر ولاية في البلاد.

ويحذر قادة المؤتمر من أن الهند عبر خطوت من هذا القبيل، ستدخل مرحلة تغير أيديولوجي وديني وثقافي.

يوغي أديتياناث الذي يبلغ من العمر 44 عاما، ليس اسما جديدا على الساحة السياسية في أوتار براديش وفي الهند، إذ أنه انتخب لعضوية البرلمان المحلي خمس مرات، أولها عندما كان في الرابعة والعشرين من عمره.

يختلف أديتياناث عن بقية أعضاء البرلمان بكونه رجل دين هندوسي، وراهب في أحد المعابد الهندوسية، كما أنه يتبنى أيديولوجية "الهيندوتفا" التي تشترط كون الفرد هندوسيا لكي يكون هنديا، وتعادي أفراد الديانات الأخرى، وتدعو لطردهم من الهند.

وفي حال اتبع أديتياناث سيسات تمييزية ضد المسلمين، سيحمل ذلك خطر نشوء أزمة ثقة بين المسلمين والهندوس، ليس في الولاية فقط وإنما في جميع أنحاء الهند.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل