المحتوى الرئيسى

ساعة الأرض أمر سيئ للفقراء.. لماذا؟

03/26 07:34

العالم الغني يحصل على 10% فقط من طاقته من الطاقة المتجددة

في تمام الثامنة والنصف من مساء السبت، احتفل العالم بـ"ساعة الأرض"، حيث قام حوالي مليار شخص من دول مختلفة بإطفاء الأنوار لمدة ساعة كاملة كإجراء ضد التغير المناخي وتقليل استهلاك الوقود الحفري، وخفض استهلاك الكربون والاعتماد على الطاقة المتجددة بدلا من ذلك.

وفي مقال رأي نشرته صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، تناول الكاتب هذه المبادرة من جانب آخر، متطرقا إلى تأثير ساعة الأرض على الفقراء. وأوضح أن هذه المبادرة التي تبدو جيدة لا تعود بأي شيء تماما على الكوكب، علاوة على أنها تتجاهل حقيقة احتياجات الفقراء حول العالم من مزيد من الإضاءة والطاقة المستمد معظمها من الوقود الحفري لا من الظلام، حسب قوله.

كما أشار إلى أن ما تخفضه هذه الحملة السياسية العالمية من انبعاثات الكربون يعادل وقف انبعاثات الكربون لمدة تقل عن 4 دقائق في الصين فقط. لافتا إلى أن تقليل بسيط في استخدام الكهرباء لا يتم ترجمته في الواقع إلى طاقة أقل، ومن ثم لا علاقة له بتقليل الانبعاثات.

الكاتب أضاف أن الشموع الصديقة للبيئة، كما يُطلَق عليها، التي يشعلها المشاركون في الحدث العالمي هي في الحقيقة وقود حفري يُحرق تقريبا 100 مرة بصورة أقل كفاءة مقارنة بالمصابيح المتوهجة، ولهذا السبب لا نجد أبدا مستشفى أو حديقة تستخدمهم بدلا من الكهرباء، واستخدام شمعة واحدة مقابل مصباح مطفئ لا يقلل انبعاث ثاني أكسيد الكربون، واستخدام شمعتين يعني مزيدا من انبعاثه.

وعلى نطاق واسع، يتم الاحتفال بساعة الأرض في المناطق الغنية والحضرية. بينما يعيش حول العالم حوالي 1.3 مليار شخص في العالم النامي، ليس لديهم خيار المشاركة في الحدث، هذا لأنهم معتادون على عدم وجود كهرباء كل ليلة من حياتهم.

وعلى نحو متزايد.. تصر دول العالم الغنية على تقييد وصول الفقراء إلى الوقود الحفري، فأصبحت المعونات الأجنبية تعتمد بشكل كبير على مشروعات الطاقة المتجددة مثل بناء منشآت تعمل بالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو مولدات طاقة صغيرة، وهي مشروعات مكلفة جدا.

ووصف الكاتب ذلك بـ"النفاق"، حيث يعتمد العالم الغني بشدة على الوقود الحفري، ويحصل على 10% فقط من طاقته من مصادر الطاقة المتجددة. بالمقارنة بما يحدث في إفريقيا، التي تحصل على 50% من استهلاك طاقتها من مصادر الطاقة المتجددة.

ولا يزال 3 ملايين شخص تقريبا حول العالم يستخدم الخشب والروث في الطهي والتدفئة، ويموت ما يزيد عن 4 ملايين شخص سنويا بسبب الأدخنة السامة الناتجة عن ذلك وتلوث الهواء في الأماكن المغلقة.

وعلى الرغم من الدعوات المستمرة للاعتماد على الطاقة المتجددة كونها أرخص أو تكاد تكون أرخص مقارنة بالوقود الحفري، إلا أن التكنولوجيا المستخدمة فيها لا تزال غير كافية أو رخيصة، أو يمكن الاعتماد عليها تماما.

ويعني الإصرار على إنفاق 10 مليارات دولار على الطاقة المتجددة، ترك ما يزيد عن 60 مليون شخص حول العالم يعيش في الظلام والفقر، حسب قول الكاتب. ووفقا للإحصاءات، يحتاج فقراء العالم فعلا إلى شبكة كهرباء مثل العالم الغني.

واختتم الكاتب مقاله، بقوله إن ما يحتاج إليه الكوكب هو استثمار مستدام وأكبر في أبحاث الطاقة الخضراء وتطويرها. وأضاف أنه حينما تكون الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فعالة وتنافسية، سيبتعد العالم عن الوقود الحفري.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل