«التحرير» تكشف لماذا منعت السلطات السودانية أبو الفتوح من دخول أراضيها
على غير عادة حكومة دولة السودان، في التعامل مع الإسلاميين، منعت السلطات السودانية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، الخميس الماضي، من دخول العاصمة الخرطوم، للمشاركة في المؤتمر العام لحزب المؤتمر الشعبي، لتأبين زعيم الحزب بالسودان الدكتور حسن الترابي، لتثير العديد من التساؤلات عن السر وراء المنع، وهل هو أمر طارئ أم تغير في السياسة السودانية تجاه مصر.
وبحسب المواقع السودانية، فإن لجنة التأبين قدمت الدعوة لحضور المؤتمر إلى أكثر من 50 دولة بالعالم، أبرزهم الزعيم الإسلامي التونسي راشد الغنوشي، وممثلين لحركة حماس الفلسطينية، وممثلين للحزب الحاكم في ماليزيا، ومجموعات من باكستان، كما يشارك في البرامج، دينق ألور، ممثلا لدولة جنوب السودان.
وقال عاصم بحر أبيض، رئيس حركة شباب نضال الحرية السودانية، إن منع عبد المنعم أبو الفتوح من دخول السودان هي عملية من صنيع جهاز الأمن السوداني حتى يضللوا الرأي العام العالمي، ويبعثوا صورة مفاداها أنهم لا يدعمون الإرهاب، وتراجعوا عن نهجهم القديم في إيواء الإسلاميين أو استضافتهم.
وأكد أبيض في تصريحات خاصة لـ"التحرير" أن تلك العملية تعتبر رسالة طمأنة لحلفائهم من الأمريكان والدول المجاورة، خاصة بعد القرار الأمريكي برفع الحظر المفروض على السودان، وحلفائهم بالخليج العربي الذي يخشي من تمدد الخطر الإخواني عليه.
ومن جانبه كان قد أصدر حزب مصر القوية، الذي يترأسه عبد المنعم أبو الفتوح، بيانا استنكر فيه رفض السلطات السودانية السماح لأبو الفتوح بالدخول للأراضي السودانية.
واستنكر الحزب، ما وصفه بالتصرف الغريب وغير المبرر من السلطات السودانية والبعيد كل البعد عن الأعراف واللياقة وخاصة في ظل العلاقات الجيدة التي تربط الشعب المصري والسوداني.
ورأى البيان، أن ما حدث مع رئيس الحزب باعتباره شخصية سياسية مصرية، يسيئ للسلطات السودانية، فيما أكد أبو الفتوح اعتزازه بالشعب السوداني في إطار العلاقات التي تربطه بالشخصيات والرموز السودانية والممتدة منذ عشرات الأعوام .
فيما قال غالب طيفور القيادي بالحزب الاتحادي السوداني، إن القرار طبيعي بعد حدوث اتفاق بين دولتي مصر والسودان، ووجود اتفاقية مكتملة التفاصيل بين الرئيس عمر البشير والرئيس المصري السيسي، ووفقا لذلك تم إرسال رسالة نصية تحوي رأي البشير في القضايا العالقة سلمها الفريق طه عثمان الحسين وزير الدولة السوداني، وإيقاف تأجيج الصراع بين البلدين.
وأكد طيفور في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، أن هناك اتفاق ضمني بين الرئيسين بضبط النفس بالنسبة للإعلاميين المصريين في هجومهم على السودان، ومن الجانب السوداني سيوقف أي معارضة مصرية من المتلفتين الإخوان.
وجاءت حادثة منع أبو الفتوح بعيد ساعات من لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة الفريق طه عثمان الحسين وزير الدولة السوداني ومدير مكتب الرئيس عُمر البشير.
Comments