المحتوى الرئيسى

وأنا مالى!! | المصري اليوم

03/25 22:30

ربما تكون تلك الكلمة من أكثر الكلمات التى أُسىء استخدامها فى التاريخ!

فشل معظم الناس فى التمييز بين تلك المساحة الخاصة فى حياة الناس التى يجب علينا احترامها وعدم اختراقها بأى شكل من الأشكال، وبين تلك المنطقة التى يجب علينا التدخل فورا عندها لحماية الشخص من ضرر شديد قد يقع عليه أو لحماية المجتمع من كارثة أو لحماية الوطن من خطر!

الأمور كلها مختلطة ومتشابكة إلى درجة قبيحة!

يخترق الناس خصوصية مساحتك الشخصية فيقتربون أكثر من اللازم ويتلصصون النظر إلى هاتفك وما تقرأ عليه وملابسك وما تحتها أحيانا.. بينما يقولون سراً أو علناً وأنا مالى إذا تحرش شاب بفتاة فى الطريق!

يلقى بكل فضلاته من نافذة السيارة.. صارخا فى وجه الوطن وأنا مالى.. بينما يجلس على القهوة مساءً مبدياً اقتراحاته التافهة فى مشكلة القمامة!

ثقافة وأنا مالى منتشرة جدا.. فى غير موضعها.

يُنهب بيت عدوى.. وأرى السارق بعينى.. فأفرح وأتهلل وأعتبرها عدالة السماء! وأطلق صيحات التكبير.. ولا أنتفض للحظة لبشاعة السلب أو حرمته! ثم يُسرق بيت جارى.. فأتمتم فى سرى.. جارى يبدو مبالغا فيما يصفه خسارة.. فقد رأيت السارق حاملا القليل.. لا يجب عليه أن يصرخ هكذا ويزعجنا!!! ثم يُسرق بيت أخى! فأغلق بابى جيدا وأزيد من المتاريس عليه.. وأردد فى ورع مزيف الحمد لله أن بيتى لم يسرق!

حتى يأتى يوم مستحق.. يُسرق فيه بيتى.. ولا أجد حولى عونا ممن خذلتهم!!

ثقافة (وأنا مالى) أكثر خطرا مما تبدو عليه.. فثمة قانون طبيعى يحتم علينا الخروج من دوائرنا المريحة عندما يكون هناك خطر! ما بالك والخطر يقترب حتى يكاد يحرقنا جميعا!

أسوق لك- كمثل- فئتين نتجاهل ما يحدث لهما.. ونبدى صمتا مريبا أمام أثمان غالية تدفعانها كل يوم.

1- جنود القوات المسلحة الذين يقدمون حياتهم كل يوم.. وبالأخص أولئك الذين يموتون بعبوات ناسفة وليس على ساحة القتال والاشتباك المباشر مع الإرهابيين! هذه الطريقة وتكرارها.. أسئلة كثيرة يجب أن نهتم بها.. وألا نقول: «وأنا مالى هذا واجبهم وهذا عملهم!».. أسئلة من عينة (كيف يحدث هذا؟) و(لماذا يتكرر؟) و(متى سينتهى؟) و(ما هى الخطط التى وُضعت لحمايتهم؟)، هل تبدو أسئلتى قاسية؟ هل يجب علىّ أن أصمت وأقول وأنا مالى؟ هل من الوطنية أن أرثيهم فقط وأكتفى بذلك.. أم أن ثمة دورا ممكنا أن نقوم به لنحميهم كما يحموننا.. لنرد جزءا من ديننا تجاههم؟! نحن نحب جنودنا للدرجة التى تجعلنا لا نقبل تكرار تلك الطريقة القاسية.. وللدرجة التى تمنعنا من قول (وأنا مالى!).

2- القطاع الثانى الذى نصم آذاننا عنه فى مصر هو.. مسيحيو مصر.. الحديث يعوزنى هنا لذكر الأثمان الغالية التى دفعوها فى هذا الوطن.. ولكن السؤال: هل صار طبيعيا أن تحدث المهازل التى تحمل صفة طائفية بغيضة.. ونصمت طالما هى بعيدة عنا؟ هل من حقنا أن نسأل (كيف يحدث هذا؟)، (أين قبضة الأمن؟)، (ماذا سيربح الدين من وجود تلك النماذج القبيحة؟ وكم سيخسر؟)، (من المسؤول عن إنتاج تلك العقول؟).

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل