المحتوى الرئيسى

القادة الأوروبيون يتعهدون بمستقبل مشترك بعد بريكست

03/25 18:49

وأصدر الزعماء بياناً سُمي "إعلان روما"، دعوا فيه دول الاتحاد إلى جعل التكتل "أكثر قوة ومرونة"، من خلال مزيد من الوحدة والتضامن بين أعضائه، كما حث الإعلان هذه الدول على تسريع آليات التعاون الوثيق في قضايا معينة.

ويؤكد الأعضاء الـ27 في الإعلان أن "الاتحاد واحد لا يتجزأ ولا ينفصم"، في رد واضح على قرار بريطانيا الانفصال عنه (بريكست).

وقال الزعماء "بشكل فردي، كان من الممكن أن نهمش سبب الحراك العالمي؛ الوقوف معا هو أفضل فرصة للتأثير على هذا الحراك والدفاع عن مصالحنا وقيمنا المشتركة".

وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك مخاطبا رؤساء الدول والحكومات المجتمعين في القاعة ذاتها حيث وقعت الاتفاقية المؤسسة للاتحاد الأوروبي في 25 مارس/آذار 1957 "عليكم أن تثبتوا اليوم أنكم قادة أوروبا". وأضاف توسك "اليوم في روما، نجدد التحالف الفريد لدولنا الحرة الذي أطلقه أسلافنا قبل ستين عاما".

من جهته، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن قمة روما يجب أن تشكل بداية فصل جديد من أجل أوروبا موحدة من 27 دولة.

وحذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بهذا الصدد في إعلان صحفي من أننا "سنتصرف بحيث لا يقع (بريكست) على حساب أوروبا"، مؤكدا أن لندن "ستدفع حتما ثمن" انفصالها.

لكن بمعزل عن هذه التمنيات، لم ينج "إعلان روما" السبت من الانقسامات في صفوف الأوروبيين، لا سيما بين دول الغرب ودول الشرق. وعلى خلفية ذلك، تحول  مصطلح "سرعات متفاوتة" (أي يكون هناك اندماج متدرج المستويات) في إعلان روما إلى "وتيرات مختلفة".

وتعهدت الدول الـ27 "بالتحرك بالتوافق، وبوتيرات مختلفة إذا اقتضت الحاجة وبكثافة مختلفة، مع التقدم في الاتجاه ذاته، مثلما فعلنا في الماضي، طبقا للاتفاقيات، مع ترك الباب مفتوحا أمام الذين سيرغبون في الانضمام إلينا مستقبلا".

وهي فقرة صيغت بعناية فائقة لمحاولة طمأنة بولندا والدول الأخرى المتمنعة التي تخشى استبعادها من "النادي الأوروبي" بسبب معارضتها المتكررة لمشاريع بروكسل، لا سيما في ما يتعلق بسياسات الهجرة.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام الصحفيين ساعية للطمأنة "إن أوروبا "بسرعات متفاوتة" لا تعني إطلاقا أنه ليست هناك أوروبا مشتركة للجميع"، مشددة على أن هناك أشياء غير قابلة 

للمساومة"، وضربت مثالا على ذلك بالسوق الداخلية المشتركة والحريات الأساسية والقيم الرئيسية، مثل حرية الرأي والصحافة والعقيدة، وأضافت "هذا يجعلنا أقوياء بصورة مشتركة، ولا تنازلات في ذلك".

وفي الوقت نفسه، أكدت ميركل ضرورة أن يكون النظر موجها للمستقبل، موضحة أن من القضايا المحورية التي تمثل تحديا للاتحاد الأوروبي توفير حماية أفضل للحدود الخارجية للاتحاد والرقمنة وتعزيز التكافل في أوروبا عبر توفير المزيد من فرص العمل للشباب خاصة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في سياسة الدفاع.

وكانت الغائب الأكبر عن القمة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي قررت الشروع في آلية الطلاق المعقدة مع الكتلة الأوروبية الأربعاء المقبل.

وبعدما بدأ مسيرته بست دول فقط بهدف إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، يواجه الاتحاد اليوم أسوأ أزمة في تاريخه، فهو أمام تحديات بريكست، وأيضا موجات الهجرة والتباطؤ الاقتصادي، فضلا عن الهجمات والتهديدات "الإرهابية" والانغلاق على الهوية الوطنية.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل