المحتوى الرئيسى

هل سيغيِّر هجوم لندن خطَّ سير الانتخابات في أوروبا؟.. هذا ما قاله خبراء

03/25 05:40

يأتي الهجوم الذي استهدف لندن قبل أيام، وحصيلته من الوفيات العشوائية والرمزية القوية في إغلاق البرلمان، في عامٍ من الانتخابات الهامة في دولٍ أوروبيةٍ حاسمة، وكذلك يأتي في وقتِ قلقٍ شديدٍ إزاء صعود الشعبوية، وهجرة المسلمين واندماجهم.

ومع بدء التصويت في فرنسا وألمانيا، وربما إيطاليا، تساءل المحلِّلون كثيراً ما إذا كان من شأن عمل إرهابي أن يهز الديناميكية الانتخابية وتوسِّع حدود سردية "أوروبا في أزمة" التي رفعت من شأنِ أحزابِ اليمين المتطرف عبر القارة، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

ومن جانبه، قال مارك ليونارد، مدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "سيتردَّد صدى ذلك في فرنسا وألمانيا. فهذا يأتي كجزءٍ من نمطٍ مُحدَّد. إنها حلقةٌ أخرى في السلسلة".

ولكن إذا كان هذا يُعد صدى، فإنه صدى مكتوم. فكثيرٌ من الناخبين الأوروبيين، الذين يجتاحهم القلق لكنهم يصبحون أكثر تعوُّداً على الأمر يوماً بعد يوم، قد وضعوا ثمناً لتكلفة الإرهاب، على الأقل عندما يحدث العمل الإرهابي خارج حدودهم وعندما تكون الضريبة من الضحايا غير مرتفعة جداً. فهجوم محدود نسبياً مثل الذي وقع في لندن، من غير المحتمل أن يغير خط سير الانتخابات.

وعلى غرار الناخبين، فإن الشرطة ومسؤولي مكافحة التجسس اعتادوا على التهديدات وشددوا عمليات المراقبة والرقابة على الحدود في أجزاء كثيرة من أوروبا.

كان هجوم لندن بمثابة تذكير بالطرق التي سيكون بها الغرب مُعرَّضاً لمثل هذه الهجمات دائماً. فالأدوات المستخدمة في الحادث الإرهابي كانت عادية ومتوفرة في كل مكان، والأهداف كانت معالم بارزة، والضحايا كانوا مدنيين من 10 جنسيات يمارسون حياتهم العادية. ولهذا، لا يوجد علاج يمكن لصندوق اقتراع أن يقدمه.

وقال فرانسوا هيسبورغ، مستشار كبير في المؤسسة الفرنسية للبحوث الاستراتيجية في باريس، إن "الناس هنا يدركون أنها مشكلة عالمية. سأكون متفاجئاً للغاية إذا كان لهذا أي تأثير واضح على الحملات في فرنسا".

حتى مارين لوبان، مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف للرئاسة الفرنسية، لم يكن لديها الكثير نسبياً لتقوله عن هجوم لندن، إلا أن أحد أبرز وعود حملتها هو "إعادة النظام إلى فرنسا".

إلا أن الخطاب العام في أوروبا وعن أوروبا يظل بوجهٍ عام مُحرضاً، في الوقت الذي تلوح فيه المشاكل التي تواجهها في الأفق.

وكثير من منفذي الهجمات الإرهابية، مثل خالد مسعود ذي 52 عاماً، الذي لديه تاريخ إجرامي طويل ولكن بدون إدانات إرهابية، تربَّى في داخل أوروبا، وإن كان جرى التأثير فيه من الخارج، خاصةً من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". ومن المؤكد أن الجماعة التي دَعَت خالد، مُنفذ هجوم لندن، واحداً من جنودها، كانت حريصة على تنظيم هجوم في بريطانيا منذ عامين على الأقل.

ووفقاً لكلود مونيكي، وهو مسؤول سابق في الاستخبارات الفرنسية يقطن بلجيكا، أحد الهواتف التي استخدمها عبد الحميد أباعود، مُدبر هجمات "داعش" في باريس وحولها في عام 2015، كان يحتوي على صور لرحلة إلى إنكلترا.

ومن ضمن الصور، كان هناك صور لبرمنغهام، ولندن، ومدينة أخرى. وقال كلود، الذي مازال يعمل بشكلٍ وثيق مع وكالات الاستخابرات الأوروبية على قضايا عديدة، "كان لديه صور لمنطقة "كناري وارف"، ونهر التايمز، ونواد ليلية، وحانات".

ويُعتَقَد بأنَّ خالد قد قابل أشخاصاً في إنكلترا وقابل أو سافر إلى هناك مع محمد عبريني، وهو الآن في سجن في فرنسا، بعد أن نجا من هجمات باريس وبروكسل.

وأضاف كلود عن "داعش": "نحن نعرف أنهم، منذ العام الماضي، دعوا أناساً لتنفيذ (عمليات) حيثُ هم".

لكن يبدو أنّ تنظيم هجمات كبرى كان صعباً في بريطانيا، التي تمتلك مراقبة حدودية أقوى من معظم أوروبا وقوانين صارمة ضد حيازة الأسلحة، كما يُعرف عن بريطانيا تميُّزها في مجال مكافحة الإرهاب.

وقال رافاييلو بانتوتشي، مدير دراسات الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة: "أريد الاحتراس من قول إنّ هذا يعكس نجاحاً مهولاً لصالح السلطات. لكن الواقع أنّنا رأينا أنّ المتآمرين في المملكة المتحدة لاقوا الكثير من الصعوبات في الحصول على الأسلحة وفي إيجاد وسائل أخرى".

وأشار كريستوف شولت، وهو محلل في صحيفة دير شبيغل ببرلين، إلى أنَّ رد فعل الألمان على الهجمة الكبرى على سوق عيد الميلاد في برلين ديسمبر/كانون الأول الماضي كان هادئاً على نحوٍ مفاجئ.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل