المحتوى الرئيسى

الاجتماع الميت.. فى البحر الميت! | المصري اليوم

03/25 01:18

أيام وتشهد المملكة الأردنية الهاشمية الاجتماع القادم للجماعة العربية، على هيئة قمة، يحضرها 15 ملكاً ورئيساًَ عربياً.. ولكن يلفت النظر أن هذا الاجتماع سيعقد على ضفاف البحر الميت.. فهل جاء اختيار المكان، ليدفن فيه العرب همومهم ومشاكلهم فى هذا البحر الميت.. حيث لا حياة فى هذا البحر.. لا على سطحه.. ولا حتى تحت مياهه.. أو شواطئه.. فهل جاء اختيار مكان هذه القمة متوافقاً مع طبيعة المكان.. وطبيعة ما يناقشه القادة العرب.. وليس أمامهم إلا «تبويس اللحى» والدليل أنه رغم شدة المشاكل - فى كل الدول العربية بلا أى استثناء - أن هذا المؤتمر لن يستغرق إلا يوماً واحداً، كما قالت معظم المصادر.

وكان الأجدر أن يتباحث القادة العرب الذين سوف يحضرون وعددهم فى الغالب هو 15 من القادة العرب أو ممثليهم - أن يناقشوا ما يعيشه الوطن العربى من مشاكل وقضايا تهدد كل دول الجامعة.. بل تهدد كل دولة على حدة.. فضلاً عن أن كثيراً من هذه المشاكل هى من صنع بعض هذه الدول.. مع بعضها.

أم نقول هذه القمة، مجرد جلسة إجراءات.. يعنى «محدتة» يلقى كل قائد دولة كلمة لا تخرج عن المجاملات.. ووحدة المصير والتعاون المشترك والقضايا الحيوية.. ثم ينطلق كل رئيس، ملكا أو رئيساً إلى المطار ليستقل طائرته - أو قصره الطائر - عائداً إلى مقر ملكه أو عاصمة بلاده.. نقول ذلك رغم عنف ما يجرى فى كل دول هذه الجامعة التى خرجت إلى الوجود قبل أن تولد الأمم المتحدة نفسها، وذلك بتوقيع بروتوكول الإسكندرية يوم السبت 7 أكتوبر 1944، وبدأت الجامعة بعضوية 7 دول.. إلى أن تضخم عددها باستقلال ما كان خاضعا منها لاحتلال المتنوع.. إنجلترى وفرنسى وإيطالى وإسبانى.

وللأسف تواجه دول الجامعة العربية - كبيرها وصغيرها على السواء - مؤامرات دولية وخارجية وإقليمية.. وتنهشها الأطماع الخارجية والإقليمية والذاتية وتهدد حتى وجودها كدول.. لأن المؤامرات عليها لا تقف عند تمزيق الدولة الواحدة. بل تمزيق ما تبقى من أواصر الأخوة بين الدول وبعضها البعض فهل ما يجرى فى العراق وسوريا واليمن - وهى من الدول المؤسسة للجامعة - لا يحرك الخوف على مصيرنا كعرب وكشعب واحد؟، وهل ما يجرى فى ليبيا - وهى أول دولة تنضم للجامعة - فى مارس 1953 لا يحرك أحداً أم كالعادة - وكما لم تتحرك الجامعة بسبب أحداث السودان وانفصال جنوبه عن شماله، وكان السودان ثانى دولة تنضم للجامعة فى يناير 1956، وكذلك كم لم تتحرك الجامعة إزاء ما حدث فى تونس التى انضمت للجامعة فى أكتوبر 1958.. أم أن ما يجرى يذكرنا بالصراع فى شمال أفريقيا بين المغرب، التى انضمت أيضاً فى أكتوبر 1958، والجزائر التى انضمت فى أغسطس 1961 حول مشكلة البوليساريو.

أم أن الجامعة - وقمة الجامعة - لن تحرك ساكنا الآن، كما لم تتحرك عندما ضربت الفوضى دولة الصومال وتحولت إلى إمارات وليس للدولة أى سلطان كامل، حتى على العاصمة مقديشيو.. ولن نتحدث هنا عن مصر والمؤامرة الرهيبة التى دخلت عامها السابع.. أم يا ترى تصمت الجامعة العربية على القوات الأجنبية التى تمرح بكل حرية فى الأراضى العربية. فالقوات الإيرانية ظاهرة، أو مختفية تحت ملابس يمنية تمرح كما تشاء فى اليمن لتصل إلى المدخل الجنوبى للبحر الأحمر فى محاولة لاستكمال حصارها لكل شبر فى الجزيرة العربية والسعودية بالذات، من سيطرتها على مضيق هرمز فى الشرق.. ومضيق باب المندب فى الغرب.. ثم قواعدها العسكرية فى سوريا حيث تمرح - كما تشاء - قى قاعدة العروبة سوريا الشقيقة.. ويا ليت التواجد الإيرانى يعمل وحده فى سوريا إذ هناك الخطر القادم من الشمال من تركيا، جواً وبراً وبحراً يعبث كما تشاء في سوريا.. وبالطبع لن ننسى القوات الأمريكية البحرية والجوية والبرية، أيضاً فى سوريا، ونفس المأساة فى ليبيا حيث تتقاتل قوات متعددة الجنسيات على الأرض الليبية.

■ كأن كل هذه القضايا لا تحرك الجامعة العربية.. ولا تدفعها إلى وضع استراتيجية - ولو سرية - تتصدى فيها لكل هذه المؤامرات.. وحتى محاولات إقرار السلام - فى سوريا مثلاً - تجرى مرات فى أستانة.. ومرات فى جنيف. دون أى دور إيجابى للجامعة العربية.

■ وكل هذه المخاطر لا تدفع الجامعة إلى القيام بدور إيجابى ليس فقط لإطفاء النيران.. ولكن لكى توقف المؤامرات الخارجية والإقليمية..وأن تقنع الأطراف العربية بكف أياديها عن العبث هنا.. أو هناك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل