المحتوى الرئيسى

هذه الجماعة تهوِى! | المصري اليوم

03/25 00:36

أتسلى - أحياناً - بمتابعة ما تبثه المنصات الإعلامية الناطقة بلسان جماعة الإخوان المسلمين من استانبول ولندن وغيرهما من المهاجر التى لجأ إليها قادة الجماعة، لعلى أجد فيه ما يؤكد أنهم قد استفادوا من الأخطاء الفاحشة، التى قادتهم - وقادت الجماعة - إلى المصير المفجع الذى انتهت إليه، وهوت بهم - وبها - من قمة الهرم السياسى فى بلد بحجم ومكانة مصر، إلى سفح التشتت بين السجون والمنافى، تتكفف القوت - بمئات الملايين من الدولارات - من خلفاء بنى عثمان وخلفاء آل ثان، فلم أجد فيما تبث هذه المنصات مؤشراً واحداً يدل على أن قيادة الجماعة تنوى أن تعترف بمسؤوليتها عن الدماء التى أُهرقت قبل وبعد وأثناء فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة. أما الذى وجدته فهو وفرة من الأكاذيب والافتراءات والبذاءات، وجرأة على الطعن فى أعراض الآخرين وفى إيمانهم، وتحريض صريح على الطائفية، وتأييد سافر للإرهاب.

وبدلاً من أن تنكفئ الجماعة على نفسها لكى تحاسب قيادتها على الأخطاء التى وقعت فيها، حين رفعت شعار «إما كل شىء.. أو لا شىء»، مما أسفر عن فقدها كل المكاسب التى مكنتها حالة الفوضى والتشوش التى أعقبت ثورة يناير 2011 من الحصول عليها دون وجه حق، من رئاسة الجمهورية، إلى أغلبية مجلسى البرلمان ومن حزب - وجريدة - الحرية والعدالة إلى جمعية الإخوان المسلمين.. أطلقت إعلامها الأبله، لكى يحاول إيهام أعضائها بأن الشعب المصرى سوف يسترد ثورة يناير من العسكر الذين اختطفوها، ليعيد تسليمها إلى قائدها الشرعى الرئيس محمد مرسى.

المضحك فى الأمر أن قيادة الجماعة توهمت أن إعلام الشتائم والسُّباب والأكاذيب وقلة الأدب هو الأسلوب الذى يمكنها من خداع جماهيرها، حتى لا تحاسبها على ما ارتكبته من أخطاء تكشف عن جهلها وحماقتها، ولأنها قيادة يفترض أنها تترأس جماعة إسلامية تدعو إلى مكارم الأخلاق، فقد تفرغت لتشجيع العمليات الإرهابية، وتسلم مئات الملايين من الدولارات من خلفاء بنى عثمان وخلفاء آل ثان، واستأجرت مجموعة من الإعلاميين الذين ينتمون لمدرسة الردح والتشليق وفرش الملاية، لكى يقوموا نيابة عنها بتحريض الشعب المصرى على الثورة، مقابل أجور عالية تتناسب طردياً مع مواهب كل منهم فى هذا المجال.

تلك تجربة إعلامية سبق للإخوان المسلمين أن قاموا بها فى مثل هذه الأيام من عام 1947، حين قرروا أن يصدروا مجلة أسبوعية فضائحية يخصصونها للرد على صحف حزب الوفد، التى كانت تشن ضدهم حملات ضارية، بعد أن اتجه الإخوان للتحالف مع أحزاب الأقليات السياسية، المعادية للوفد، ووجدت هذه الحملات فى انشقاق كان قد حدث داخل الإخوان آنذاك وقوداً لحملاتها، وخصصت إحداها وهى جريدة «صوت الأمة» صفحة يومية بعنوان «هذه الجماعة تهوى» لنشر المقالات للمنشقين، وهو ما استفز فريقا من شباب الجماعة، اقترحوا على المرشد العام حسن البنا أن يستقيلوا ظاهرياً من الجماعة، ليصدروا مجلة فضائحية ترد على صحف الوفد، وتتحرر من الضوابط الأخلاقية التى تلتزم بها صحف الجماعة، باعتبارها جماعة إسلامية تحرص على مكارم الأخلاق الإعلامية.

وهكذا أصدر «الإخوان المسلمون» فى مثل هذه الأيام منذ 70 عاماً مجلة أسبوعية أطلقوا عليها اسم «الكشكول الجديد»، واستأجروا لتحريرها فريقاً من الصحفيين المتخصصين فى إصدار هذا النوع من الصحف الصفراء، والمعروفين بعدائهم للوفد، لكى ينوبوا عن الجماعة فى شرشحة حزب الوفد وقياداته، وفبركة الأخبار والشائعات التى تسىء إليهم، واستجابوا لكل شروطهم، ومن بينها - فضلاً عن الأجور المجزية - أن يخصصوا لهم مقرا خاصا، بعيداً عن مقار صحف الجماعة حتى يستطيعوا إبداع ألوان الردح والتشليق والشرشحة!

وبعد عدة شهور من صدورها، فاجأ محمود عساف - الذى كان همزة الوصل بين الإخوان وأسرة تحرير المجلة - هذا المقر بزيارته، وما كاد أحد المحررين يفتح له الباب حتى صرخ «كبسة يا ولاد الكلب..»!!. ولم يكن المفتش الإخوانى فى حاجة إلى التساؤل عن السبب فى حالة الفزع التى انتابت أسرة تحرير المجلة عقب إطلاق هذه الصرخة، إذ كانت رائحة الحشيش، الخمر، وأصوات كركرة الجوزة، مختلطة بضحكات النساء وتتصاعد من غرف كل المحررين!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل