المحتوى الرئيسى

أسرة المجند المتوفي بـ«قسم الهرم»: «قتلوه حتى يعترف بالقتل»

03/24 23:46

«الأم»: عذبوه 23 يومًا لإجباره على الاعتراف بقتل جدته.. وشقيقه يروي تفاصيل احتجازه

ما زالت أسرة "محمود سيد" المجند المتوفي في قسم شرطة الهرم، تعيش أوقات عصيبة، يغلفها الحزن والحداد فقط، والتردد على أروقة النيابة العامة من وقت إلى آخر، للإجابة عن تساؤلات جديدة بالتحقيقات في واقعة اتهامهم ضباط قسم شرطة الهرم بتعذيب نجلهم حتى الموت لمدة 23 يومًا، أو عرض أدلة أو إجراء تعرف قانوني على الضباط المتهمين أو حتى صورهم، وذلك على أمل أن تنصف العدالة ابنهم الميت، بعدما تأخرت فى إنقاذه رغم البلاغات والاستغاثات العديدةة التي أرسلوها للنائب العام ووزير الداخلية، خلال أيامه الأخيرة في جحيم الدنيا، على حد وصفهم.

الأسرة انقلبت رأسًا على عقب، حتى أن الأب سيد حسين، والأم منى محمود، ونجليهما محمد 17 سنة، ومنة 12 سنة ذهبوا جميعًا إلى محكمة جنوب الجيزة، في آخر مرة استدعتهم فيها النيابة نهاية الأسبوع الماضي، كعادتهم في كل مرة يذهبون جماعة إلى سراي النيابة، سواء رفقة العم أو الخال ومن تيسر له الحضور، ليس لمساندة بعضهم، قدر ما شهادتهم جميعًا مطلوبة، لأن ضباط قسم شرطة الهرم، جمعوا الكثير من أفراد العائلة واحتجزوهم في قسم شرطة الهرم جماعة، بعد اكتشاف مقتل جدة الأولاد "زكية 84 عامًا"، ملقين على الأسرة الملكومة عبء جريمة قتل الجدة، ليتحول الأمر إلى "موت وخراب ديار".

انتهى الأمر بمقتل "محمود" الابن الأكبر للأسرة 21 سنة، مجند بشمال سيناء بعد التعدي عليه بالضرب خلال فترة احتجازه، علاوة على الحال الذي آلت إليه الأسرة بتحول تلبية طلبات العدالة بالحضور إلى طقس معتاد.

قالت الأم في حديثها لـ"التحرير": "رغم الظلم الذي شهدناه وتعرضنا أنا ونجلي وشقيق زوجي، باحتجازنا فى قسم شرطة الهرم، رغم مصابنا بمقتل جدة الأولاد، لكني أشعر بيقين أن الله لن يضيح حق ابني".

وتضيف: "حبسهم برد ناري شوية على محمود، النيابة عرضت على صور كثيرة للضباط وتعرفت على المتهمين الثلاثة، فهم من احتجوزنا أنا وأولادي داخل قسم شرطة الهرم لمدة 12 يومًا، أهانونا فيها وتعدوا على أولادي بالضرب وتعدوا على بالإساءة اللفظية، قبل أن يتركوني ويكملوا احتجاز نجلي حتى مقتل محمود".

في السياق نفسه، تمسك "منة" شقيقة المجند، بيد والدتها حينما يخنقها البكاء، وتنظر إليها بحزن وهي تحمل حقيبة المدرسة على ظهرها، وتجذبها طلبًا للانصراف عن المحكمة، لتجيبنا حينما سألناها عن آخر مرة شاهدت فيها محمود لتقول: "أخويا وحشني .. هما قتلوه .. حرام عليهم".

ويقف محمد الشاب النحيل طويل القامة، ليؤكد أنه قال للنيابة كل ما شاهده وتعرض له وشقيقه المتوفي، موضحًا أنهم تعدوا عليه وشقيقه بالضرب بالشوم وخراطيم بلاستيكية، وتعرض هو لوصلة التعذيب مرة واحدة فقط، بينما ركزوا الضرب فى الأيام اللاحقة على محمود الله يرحمه، ثم فوجىء بهم يصرفونه من القسم، وعلم أن ذلك بسبب وفاة شقيقه.

وبسؤال الأب عن غموض قتل الجدة، والريبة فى أفراد الأسرة والعائلة وخاصة نجله المتوفي داخل قسم شرطة الهرم قال: "كله إلا محمود، روحه كانت في جدته وروحها كانت فيه، وأهو لحقها الله يرحمه في أقل من شهر وهو لسا مكملش 22 سنة بسببهم منهم لله، ابني متعذبش 23 ساعة، دول 23 يومًا لو فعلها لكان اعترف، حتى أنه اعترف فعلًا من شدة الضرب، لكن اتضح للضباط أنه كان يكذب هربًا من التعذيب، فلم يرحموه حتى فارق الحياة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل