المحتوى الرئيسى

"السوس" يضرب "بلد المليون نخلة".. والمزارعون: "هنلاقيها منين ولا منين"

03/24 23:07

"هنلاقيها منين ولا منين؟.. من سوس النخيل اللي دمر زرعنا ولا مياه الري غير المتوفرة؟"، بتلك الكلمات أعرب مزارعو البلح في قرية السنانية بدمياط  والمسماة بـ"بلد المليون نخلة" عن مأساتهم.

وتشتهر السنانية بزراعة البلح حتى كادت تنافس سيوة قديما، بل وتتفوق عليها، فلا تكاد تمر بأي من أراضيها إلا ووجدت نخيل البلح قديما، ولكن تغير الحال بعد انتشار سوس النخيل الذي تسبب في تدمير المحصول، واتهم المزارعون مسؤولي مديرية الزراعة بالتقصير وعدم توفير العلاج المناسب أو تنظيم ندوات إرشادية لتوعيتهم بمخاطر السوس وكيفية مقاومته، في الوقت الذي نفى فيه المسؤولون وجود أزمة، مشيرا لعدم تخطي نسبة الإصابة بالسوس 6%، خاصة في فصل الصيف، علاوة على توفر مياه الري.

وبوجه بائس ونبرة حزينة يقول حسني أبوعوض (60 عاما، مزارع) لم أتمكن من زراعة البلح، مؤخرا بسبب سوس النخيل الذي تسبب تلف المحصول، وقضى على زراعة البلح بينما مسؤولو مديرية الزراعة محلك سر ودن من طين والأخرى من عجين ورغم شكوانا مرارا وتكرارا إلا أنهم لم يحركوا ساكنا.

وأضاف حسني: "سوس النخيل تسبب في انخفاض إنتاجي من 20 طنا حتى 2 طن، وأغلب المزارعين تراجعوا عن حصاده، والمبيدات المستخدمة مغشوشة ونشتريها على نفقتنا الخاصة"، مشيرا لمواجهتهم كارثة أخرى متمثلة في عدم  وجود مياه للري كافية، علاوة على اختلاط الموجود منها بالصرف الصحي.

وتابع حسني قائلا: "طالبنا مسؤولى الري مرارا وتكرارا بالتدخل لمنع اختلاط مياه الري بالصرف دون فائدة"، مشيرا لوجود المشكلة منذ 10 سنوات، متهما الوحدة الزراعية بعدم قيامها بدورها المنوط سواء إرشاد زراعي أو توفير كيماوي، حيث نشتريه على نفقتنا الخاصة".

ويلتقط مرزوق (48 عاما، أحد المتضررين) طرف الحديث: "سوس النخيل قضى على محصول البلح في بلد المليون نخلة، حيث انخفض الإنتاج لنحو 50%، ما دفعني للتفكير في ترك المهنة مرارا وتكرارا.

ويقول علي مصطفى (47 عاما): "كنت أسمى بملك البلح في بلدي، حيث كنت أزرع 23 فدانا أغلبها بلح، ونظرا لإصابة المحصول بسوس النخيل تراجعت عن زراعته، حيث انخفص الإنتاج لنحو 15%، علاوة على كارثة عدم وجود مياه ري.

وبدوره، قال حامد شاهين، رئيس جمعية الخضر والفاكهة في دمياط، في تصريح لـ"الوطن": "شهدت انتاجية البلح انخفاضا بنسبة تصل لـ50% خلال العشر سنوات ماضية ويبلغ متوسط الإنتاج سنويا نحو 50 ألف طن".

وبحسب شاهين فتعد مدينة كفر البطيخ وقرى "السنانية بلد المليون نخلة، أم الرضا، الركابية وجمصة" أبرز أماكن إنتاج البلح في دمياط، ويعد البلح الدمياطي من أجود وأعلى الأنواع.

وأرجع شاهين تراجع الإنتاجية للإصابة بسوس النخيل، علاوة على أن النخل له عمر افتراضي ويتساقط بعد ذلك والسوسة تأكل صغار النخيل وتقضي عليه حتى لم يعد هناك نمو حديث، مشيرا لاشتهار السنانية ببلد المليون نخلة، حيث كانت تنتج بكميات كبيرة متفوقة في ذلك على سيوة.

وطالب شاهين وزارة الزراعة بصرف كميات أعلى من المبيدات لمقاومة سوسة النخيل ومراقبة مستمرة من الإرشاد الزراعي مع عقد ندوات لتوعية للفلاحين، مضيفا أن البعض من الفلاحين لا يعلم كيفية المقاومة، كما طالب بإقامة مصانع لتصنيع العجوة والمربى من البلح في دمياط، مشيرا "لمعاناتهم من أزمة التسويق، ففي موسم الحصاد نعاني من الركود وتكدس كميات  كبيرة حتى نضطر لبيع في حلقات بالمحافظات المجاورة".

وحسبما أكد مصدر مسؤول بمديرية الزراعة في دمياط، لـ"الوطن": "فلدينا نحو مليون و800 ألف نخلة مزروعة بالبلح وتتركز تحديدا في السنانية وأم الرضا الجديدة والجديدة وكفر البطيخ والركابية"، نافيا ما تردد عن تقلص المساحة المنزرعة خلال السنوات الماضية"، موضحا أنه حال التقدم بطلب لإقامة مصنع لإنتاج المربى أو التمور من البلح فسيتم عرض الأمر على المختصين.

وتابع المصدر قائلا: "نسبة الإصابة بسوس النخيل لم تتخطَ 6%، وخاصة في فصل الصيف"، مشيرا إلى أن المشكلة الحقيقة تكمن في عدم وجود سياسة للعلاج الجماعي من سوس النخيل، مشيرا لضرورة قيام المزارع حال التأكد من إصابة النخيل بالسوس بحرقها أو دفنها في الأرض حتى لا تكون مصدر إصابة  لنخيل آخر.

ويقول الدكتور إبراهيم صديق، خبير اقتصاد وأستاذ اقتصاد زراعي بجامعة المنوفية، في تصريح لـ"الوطن"، إن بحسب آخر إحصائية لمنظمة الفاو المساحة المنزرعة بالبلح عام 2007 - 2008م بلغت 36500 فدان على مستوى  الجمهورية، فيما بلغ الإنتاج 13.2 مليون طن من البلح، وفي عام 2010م زادت الإنتاجية لـ42000 فدان، وفي أعوام 2011-2012- 2013م انخفضت المساحة المنزرعة لـ38 ألف فدان وفقدت نحو 4000 فدان بسبب الأراضي التي تم تبويرها خلال تلك الفترة عقب ثورة 25 يناير حيث تم التعدي على الأراضي الزراعية بشكل بشع، وكانت تلك الأراضي مجاورة للقرى فتم استقطاعها وإزالة النخيل، وفي 2013 حتى 2014 بدء تحسن الأوضاع وبلغت المساحة المنزرعة 44500 ألف فدان، وتم تعويض الفترة السابقة لها.

وتابع صديق قائلا إنه رغم انخفاض المساحة المنزرعة بالبلح في بعض الفترات لم تتقلص الإنتاجية، حيث تم الاستغناء فحسب عن بعض الأصناف قليلة القيمة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل