المحتوى الرئيسى

نوستالجيا:«الكازينو».. «والحب اللى كان» | المصري اليوم

03/24 21:39

نوستالجيا بعض الأمكنة فى بعض المجتمعات الاستثنائية مثل المجتمع المصرى، عندما تستدعيها من الذاكرة، لابد أن تملأ النفس بالحنين، فبرغم تراجع وجودها على أرض الواقع إلا أنها تبقى داخلك تنبض بالحياة، تحتشد بأروع الذكريات التى لا تملك أن تدعها تخبو، أو ترحل، بعيدا عنك.

ويعد «الكازينو» من هذه الأمكنة التى كان يصغى فيها المصريون إلى «نغمات» مختلفة للحياة ويستمتعون بـ«هواء» من نوع آخر قادر على تجديد طاقتهم وتزويدهم بلمسات روحية دافئة ومبهجة.

لم يكن الكازينو- مكان على الطراز الفرنسى أو اليونانى أو الإنجليزى أو المصرى- ملاذاً للأحبة وملتقى لأفراد الأسرة فى يوم العطلة والأعياد، فقط، فقد كان له قيمته الوجدانية والحضارية التى ترسى ذوقا وتقاليد رفيعة على جميع الموجودين الالتزام بها، من هدوء ورقى، وفن وثقافة عبر ما يبثه على رواده من كلاسيكيات الموسيقى العالمية أوالأغانى الطرببة الأصيلة التى كانت تملأ أركان المكان بعيدا عن ضجيج أغانى الصخب، بينما يزين الحوائط فى كثير من الأحيان لوحات فنية تزيد المكان جمالا واختلافا. ويسود المكان (إتيكيت) التعامل مع الآخر والحرص على تبادل الحديث بصوت منخفض أثتاء تناول كوب الليمون المثلج ذلك المشروب المفضل لدى الأسرة المصرية زمان التى كثيرا ما كانت تخرج خصيصى لتناوله فى الكازينو المفضل لديها، ولا ينافسه سوى عصير البرتقال، أو الكرات المثلجة من الحليب والشيكولاتة، أو تناول مارون جلاسيه، ميل فوى، إكلير، بُول دى شوكولاه، وغيرها مما كان يطلبه رواد الكازينو، بعيدا عن أى مفاهيم أو صور نمطية ترتبط به فى مجتمعات أخرى إنماكان بمثابة جزء من المجتمع المصرى. ولكم كانت زيارة كازينو مثل الميرلاند على سبيل المثال «فسحة» ممتعة للأسرة المصرية، فبعد أن تمر الأسرة على الحديقة مستمتعة بأشجارها الوارفة وزهورها المبهجة تتجه إلى الكازينو المطل على البحيرة، ليغدوا الأبناء ذهابا وإيابا فى الممر الطويل بسوره القصير بينما يجلس الأبوان يستمتعان بروعة المنظر، ويستدعيان الذكريات الحلوة، وربما يلتقون مع أسرة أخرى صديقة أو من العائلة على مائدة واحدة فى أجواء دافئة حميمة، بينما يلتقى العشاق فى كازينو النيل أو الشجرة فى لحظات بريئة خجولة يتبادلان فيها الكلمات والنظرات الرومانسية. ولا يرى كل من العاشقين سوى الآخر فى الكازينو الممتلئ بالآخرين، ولا يسمع أصواتاً سوى نبضات قلبه المتسارعة التى تهمس باسم محبوبه فى كل دقة، وفى نهاية اللقاء تعطيه المحبوبة رسالة بين سطورها عطرها المفضل، وقد يسلمها المحبوب رسالة فى سطورها شوقه على أوراق ملونة كأوراق الورد، وكثيراً ما يبللها بعضهم بدموعه أو يرسم فيها قلبه أو يرفق داخلها وردة لمعرفتهما بصعوبة تكرار اللقاء المنتظر فى ذات الكازينو أو فى غيره، فقد كان اللقاء قديماً لا يأتى إلا بعد عناء وعذاب ورسائل من الأحباب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل