المحتوى الرئيسى

المُستضعَفون في عهد ترامب

03/24 15:48

إلى أين وصلنا بَعد أن كنا أعظم قوة على وجه الأرض بأكملها؟! كانت جيوش الإسلام والمسلمين تصول وتجول في شتى بقاع الأرض، اليوم ِصرنا مستضعفين في الأرض، رَحِم الله أبا بكرٍ وعُمْر وجميع قادة المسلمين الذين لم نرَ في عهدهم أي إهانة للمسلمين، وصنعوا لنا تاريخاً مشرفاً، أما عن اليوم فالإسلام يُحارب بكل بقوّة، والمسلمون مضطهدون حول العالم، وأخيراً قد مُنع مواطنو ٧ دول إسلامية من دخول أميركا، وذلك هو أول قرارات ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، الذي تولى مقاليد الحكم منذ أقل من شهر،

وكان أول قرارات ترامب إصدار أوامر تنفيذية بمنع اللاجئين السوريين من دخول الولايات المتحدة، وكذلك حظر مواطني سبع دول إسلامية هي: "العراق، وسوريا، واليمن، والسودان، وليبيا، والصومال، وإيران" من الحصول على تأشيرات أو الدخول للأراضي الأميركية حتى لو كانوا يمتلكون تأشيرات صالحة، وتأتي هذه الأوامر تنفيذاً لوعوده الانتخابية التي قال فيها إنه سيحظر المسلمين من دخول أميركا، خاصة أنه يمتلك صلاحيات رئاسية كبيرة بشأن الهجرة، ولم يكتفِ بذلك، ولكن امتد الحظر ليشمل حاملي بطاقة الإقامة الدائمة في أميركا "الجرين كارد" من مواطني الدول المحظورة،

ممن كانوا خارج البلاد، وهو ما تسبب في توقيف مئات المسافرين الذين علقوا في المطارات، سواء كانوا حاصلين على تأشيرات أو بطاقات إقامة، وامتد القرار أيضاً ليشمل مزدوجي الجنسية، بحيث إنه لو كان عراقياً أو يمنياً وبحوزته جواز سفر فرنسي أو بريطاني على سبيل المثال وأراد الدخول به لأميركا فسيتم منعه أيضاً.

الخطوة كانت غريبة للغاية وغير معلوم آلية تنفيذها، كما تم تسريب معلومات مؤكدة بأنه تم توسيع صلاحيات ضباط جوازات المطارات الأميركية لمنع إدخال أي زائر أو مقيم في أميركا بمجرد الاشتباه فقط، كما تسربت أنباء عن محاولة بعض ضباط الجوازات سحب بطاقة الإقامة الدائمة من بعض المسافرين العالقين.

في بضع ساعات وبعد بدء تطبيق أوامر ترامب التنفيذية، تم إشعال النار في المركز الإسلامي في مدينة فيكتوريا بولاية تكساس على يد مجهولين، بينما توافد إلى مطارات أميركا العديد من المنظمات الحقوقية التي أعلنت أن هذا الإجراء غير قانوني وغير دستوري؛ لأنه مبني على عنصرية واضحة على أساس الدين، وبهذا قد قامت برفع قضايا أمام المحاكم الفيدرالية بعدم قانونية تلك الأوامر، في تلك الأثناء أطلق عدد من الناشطين دعوة للشعب الأميركي بالتوجه نحو المطارات الدولية بالمدن الكبرى للتظاهر في محاولة للضغط لإلغاء القرار أو إطلاق سراح العالقين.

الدعوة التي وجهها الناشطون انتشرت بشكل سريع، ليتوجه عشرات الآلاف من المتظاهرين الأميركان إلى المطارات في المدن الكبرى مثل "نيويورك، ولوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو، وديترويت، وواشنطن، وسياتل، وبوسطن، ودنفر، وشيكاغو"، ويقومون بحصار المطارات لعدة ساعات أملاً في الضغط على سلطات الجوازات لمنع تنفيذ الأوامر التي بدأ تنفيذها بالفعل عبر ترحيل بعض الواصلين للمطارات الأميركية أو منعهم من الصعود للطائرة إذا كانوا في مطارات خارج أميركا. كما حدث في مطار القاهرة وعدة مطارات أخرى،

في هذا الوقت وبعد أقل من 20 ساعة من بدء تنفيذ الأوامر الرئاسية -وفي يوم السبت العطلة الرسمية الأسبوعية- تُصدر القاضية الفيدرالية "آن دونلي" حكماً في القضية المطروحة أمامها من المنظمات الحقوقية بإيقاف مؤقت لتلك الأوامر؛ لأنها كما قالت "تبدو غير قانونية وغير دستورية"، وقالوا أيضاً: "إن تلك الأوامر الرئاسية قد تسبب ضرراً لا يمكن إصلاحه لمن تطبق عليه، لذا فإن المحكمة تحتاج للمزيد من الوقت للفصل في مدى قانونية تلك الأوامر الرئاسية"، ولكن خلال ساعات أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية أنها ستنصاع لحكم القضاء، وستقوم بإطلاق سراح العالقين في المطارات من مواطني الدول المحظورة.

ونددت بعض الدولة الغربية بشأن ذلك القرار كفرنسا وألمانيا وكندا وبريطانيا التي دعا أعضاء في برلمانها إلى حظر دخول ترامب لأراضيها احتجاجاً على قراراته، بينما الدول العربية والإسلامية لا تحرك ساكناً وكأن الموضوع لا يخص مواطنيها، ولكن إيران هي الوحيدة من الدول الإسلامية التي تحركت بشكل منفرد لتعلن أنها لا توافق على هذا القرار، وأنها ستقوم بمعاملة الأميركان بالمثل.

وأضاف أيضاً رئيس وزراء كندا "جاستين ترودو" في موقف نبيل جداً ووجّه رسالة قوية لأميركا والمهاجرين يقول فيها: "لأولئك الفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب، الكنديون يرحبون بكم بغض النظر عن عقيدتكم، التنوع هو مصدر قوتنا، أهلاً بكم في كندا"، وأيضاً الاتحاد الأميركي للحريات المدنية الذي قام برفع قضية عدم قانونية أوامر ترامب أمام المحكمة الفيدرالية في نيويورك، يُعلن أنه سيتابع رفع القضايا في كافة الدوائر القضائية حتى يحصل على أحكام نهائية بعدم دستورية تلك الأوامر التنفيذية،

وبالمثل تقوم عدة مؤسسات حقوقية بإعلان أنها قامت بالطعن قضائياً على تلك الأوامر في عدة ولايات، وكانت المفاجأة، ولاية كاليفورنيا -التي تضم عدداً كبيراً من المهاجرين- تُعلم رسمياً الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة بأنها ستجري استفتاءً على انفصالها عن الكيان الفيدرالي الأميركي، بسبب "الكثير من الأشياء التي أصبحت تتعارض مع قيم الولاية"، خاصة أن استطلاعاً حديثاً للرأي أظهر أن واحداً من كل ثلاثة من سكان كاليفورنيا من شأنه أن يدعم انفصالاً محتملاً من الولايات المتحدة بسبب معارضتهم للرئيس ترامب.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل