المحتوى الرئيسى

الساعات الأولى لارتفاع سعر تذكرة "المترو" بين صمت موظفي الشبابيك وغضب الركاب

03/24 12:23

تشديدات أمنية مكثفة داخل محطات المترو وصلت لحد منع تصوير "الوطن" لورقة معلّقة على جدران كافة المحطات، يعرف منها المواطن تفاصيل التعريفة الجديدة لـ"تذكرة المترو"، المقدرة بجنيهين للتذكرة الكاملة و1.5 جنيه لنصف التذكرة، فيما يبدو الصرافون، المختصون بحجز التذاكر للركاب، هادئين تماما داخل كبائنهم، ويمتصون غضب أي راكب لم يبلغه خبر زيادة سعر تذكرة المترو إما بالصمت أو بابتسامة هادئة.

على بعد خطوات قليلة باتجاه شباك بيع التذاكر بإحدى محطات مترو الأنفاق، وتحديدًا من داخل محطة محمد نجيب، عقارب الساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحًا، حالة من الهدوء التام والفراغ الشديد، فرضت ملامحها على المحطة، في الساعات الأولى من صباح أول أيام تطبيق القرار الجديد الخاص برفع تذكرة المترو، لم يكسر هذا السكون سوى "همسات" المواطنين فيما بينهم تعليقًا على القرار، لا يملكون سوى الدفع رغمًا عنهم.

ومن أمام شباك بيع التذاكر اصطفت أعداد قليلة من المواطنين بعضهم ذاهب إلى عمله وآخرون استيقظوا مبكرًا يقضون مصالحهم، ليعلو صوت أحد الأفراد فجأة "من أمتى التذكرة بقت بـ2 جنيه"، ليجيبه شاب عشريني "إمبارح قالوا عنها في التليفزيون هنعمل إيه بس"، الحوار القصير بين الرجل الأربعيني والشاب العشريني، لم تفارقه الحالة الاقتصادية المهيمنة على عقول الجميع، فينصرف الرجل متمتمًا بكلمات استهجانية بصوت خافت لم يظهر منها سوي قوله "حرام والله هنجيب منين بس"، مستقًلا إحدى عربات المترو باتجاه الجيزة إلى حيث وجهته.

هدوء تام في عربات المترو من الداخل، الكل يهمس في أذن صاحبه، يتحدثون، على استحياء، عن رفع سعر التذكرة، غير أن رامي منير، 35 سنة، خرج عن صمته بعد أن اصطحب كل أسرته إلى نزهة صباحية ينسى بها مشقة أسبوع كامل، ليفاجئ برفع سعر "تذكرة المترو" الذي وصفه بالأمر غير العادل، "كانت الحكومة ممكن ترفعها 50% مش الضِعف، وحرام اللي بيركب محطة واحدة يدفع زيه زي اللي بيركب 20".

"التوكتوك مش زي المترو".. كان ذلك رأي منير ردا على بعض المسؤولين في الحكومة الذين برروا رفع سعر تذكرة المترو بأنها لا توازي ربع ما يدفعه المواطن لسائق التوكتوك، "المترو ده الغلابة كلهم بيركبوه، وكنا مطمنين إن الدولة هي اللي بتديره، لكن للأسف بقى زي أي مواصلة تانية السواقين بيتحكموا فيها ويدفعونا دم قلبنا".

يرجع الشاب الثلاثيني حالة الهدوء التي تسود محطات المترو، صباح اليوم، إلى أن كبار السن هم من نزلوا إلى الشوارع في الساعات الأولى لسعر "التذكرة الجديدة"، ولا يقوى أحدهم أن يدخل في مشادات أو يصطدم ببائعي تذاكر المترو، "الكبار مش حمل خناقات، لكن الشباب مش هايسكتوا".

المشهد ينتقل إلى إحدى عربات السيدات، حيث جلست السيدة الثلاثينية "هدى محمد" يبدو على وجهها تساؤلات حول المستقبل، تشكو ارتفاع سعر التذكرة للضعف، متسائلة "ليه تزيد الضعف كان ممكن يغلوها نص جنيه بس".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل