المحتوى الرئيسى

إعدام مدمن ذبح أمة بالإسكندرية

03/24 00:24

أمى الحبيبة يا ست الكل تعبتِ كثير علشانى، سهرتِ ليالى من أجل أن تخففى عنى الألم، تحملتِ مآسي من أجلى، هانت عليكِ كرامتك ونفسك من أجل أن تحققى لى لقمة عيش هنية، كان كل هدفك الوحيد أن أصبح رجلا يتحمل المسئولية ويشرفك ويقدر تعبك، وأكون السند اللى ترمى عليه حمولك، ولكن للأسف أنا كنت سبب الألم والتعب والآهات وموتك، أنتِ أنجبتينى لهذه الدنيا وأنا حرمتك منها من أجل شهواتى وملذاتى، مر 25 عاماً عليكِ وأنتِ معى لم أفكر فى يوم من الأيام أن أقدم لكى التهنئة فى عيد الأم، ولم أحضر لكِ هدية، ولكن عندما حرمت منك ولم أجدك أمامى بعدما تجردت من مشاعر الإنسانية وبيدى هذه طعنتك وفارقتى الحياة، ندمت على كل ما فعلته معكِ وكانت هديتى لكِ هى «إعدامى».. نعم فإن قرار الإعدام الذى صدر ضدى هو أكبر هدية لتحقيق العدل والانصاف لكِ، هذا هو القصاص يا أمى الغالية لكِ، أنتِ تستحقين الكثير والكثير وأنا لم أقدر ذلك.

هذه هى بداية كلمات «خالد» قبل تنفيذ حكم الإعدام عليه بساعات لاتهامه بذبح والدته لسرقة أموالها بسبب المخدرات، بكى «خالد»: أنا فتحت عينى على أمى فقط لم أجد غيرها فى الدنيا، والدى توفى وهى حامل بى والجميع طلب منها أن تجهض نفسها من أجل أن تتمكن من الزواج بآخر، ولم يكن الطفل حملا عليها لكنها رفضت بشدة وقالت هذا الطفل هو سندى  فى الدنيا، رفضت الزواج حتى لا تحضر لى زوج أم يعذبنى، دفنت شبابها وحياتها كلها فى تربيتى، ضاقت عليها الدنيا كثيراً، شقيت وتعبت وطفح بها الكيل، كانت تخرج فى البرد القارس والشتاء والثلج يتساقط عليها وهى تغسل السلالم من أجل توفير لقمة العيش لى، اقترضت من الآخرين لكى تتمكن من إدخالى المدرسة، حاولت كثيراً معى أن أكمل دراستى ولكنى للأسف لم أقدر ما كانت تفعله من أجلى، كنت طفلا جاحدا لم أتحمل المسئولية معها ودائماً كنت أنظر إلى ما فى يد الآخرين، من كثرة الاحتياج الشديد للماديات والفقر الذى عشته كنت ناقما على حياتنا، رفضت إكمال دراستى والخروج للعمل من أجل جلب الأموال، لم تفرق معى مصدر الأموال لأن كل هدفى هو أن أكون غنيا ومعى أموال كثيرة، كانت والدتى تتعجب منى وتبكى لى قائلة: نفسى أنك تعوضنى عن تعبى بإكمال دراستك والحصول على شهادة تؤمن لك مستقبلك، ولكنى كنت أغضب وأقول لها كم من الشباب معه شهادات، ولكن للأسف ليس لديهم شغل، يجلسون على المقاهى يبحثون عن عمل، عملت فى البناء وعامل قهوة والكثير والكثير ولكن للأسف كلها رواتبها ضعيفة لم تكمل معى باقى الشهر، ولم تحقق لى أحلامى، تعرفت على أصدقاء السوء هم اللى عرفونى طريق المخدرات، أوهمونى بأن حمولة واحدة سوف تحقق لى أحلامى، ولكن للأسف كان أول طريق جهنم، اشتغلت «ديلر» أقوم بتوصيل المخدرات للعملاء، وفى يوم أثناء جلسة أُنس مع أصدقائى عرضوا علىّ تناول قرص مخدر ليمزحوا معي، وعندما رفضت اتهمونى بأننى لست رجلا ولم يوجد عندى قدرة على تناول المخدر، ولكى أثبت لهم أنى رجل وقعت فريسة فى المصيدة وأصبحت عبداً للمواد المخدرة، وللأسف بدلاً من أن أغتنى أنفقت أموالى على الإدمان، وظهر على وجهى الإدمان وأصبحت كارتا محروقا، قرروا أن يتخلصوا منه وطردونى من العمل، لم أجد أمامى أموالا لشراء الكيف، كنت أستولى على قطع من المفروشات بالمنزل وأقوم ببيعها لكى أستطيع توفير ثمن الأقراص، إلى أن اكتشفت والدتى وقررت أن ترسلنى للعلاج ولكنى رفضت، ازداد الحال بى سوءاً كنت أقوم بالتعدى عليها بالضرب والسب، وفى يوم الحادث لم أجد أى أموال لشراء الأقراص المخدرة، وكاد عقلى ينفجر لأن جسدى يحتاج إلى الجرعة، حاولت أن أقوم بسرقة مصروف المنزل ولكن والدتى اكتشفت وقامت بمنعى واستغاثت بالجيران للإمساك بى لإلحاقى بالمستشفى، جن جنونى وأخذت السكين من المطبخ ولم أشعر بنفسى وأنا أقوم بذبحها، أنا لم أقصد قتلها، كنت فقط أهددها بالسكين، لم أعلم كيف ذبحتها، لم أشعر إلا والدماء تنزف أمامى ووالدتى تبتسم وتقول لى شكراً يا ابنى، سقطت أمى من يدى وأنا سقطت بجوارها أصرخ «أمى لا تتركينى أرجوكِ سامحينى»، حاولت أن أطعن نفسى، ولكن الجيران أنقذونى، وقاموا بإبلاغ الشرطة التى حضرت وألقى القبض علىّ، ورفضت توكيل أى محامٍ وطالبت بإعدامى لأن هذا هو جزائى، وأنا الآن أقول لها آسف يا أمى عما فعلته بك، هديتى لكِ هي إعدامى، هذا أكبر عقاب عما فعلته طوال حياتك.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل