المحتوى الرئيسى

حكايتى مع أحمد زكى من الكرنك للمشير «4» : ومات ناصر والسادات وحليم وأحمد زكى | المصري اليوم

03/24 00:19

معايشة أحمد زكى لشخصياته كانت واقعاً يلمسه المحيطون به، فحكى لى يوماً عندما كنا نقضى شم النسيم سوياً فى فندق فورتى جراند بالهرم، وكانت له كابينة خاصة به رقم 604، حكى لى حكايته مع فيلم البرىء..

وكيف تعايش مع شخصية المجند الذى عاد إلى قريته بعد أن أخذ إجازة لأنه قتل صلاح قابيل الذى أوهموه بأنه من أعداء الوطن، وكيف تقمص شخصية المجند لدرجة أن المرحوم المخرج عاطف الطيب لم يتخيل أن من أمامه هو أحمد زكى.. وحكى لى كيف نزل إلى الترعة وتعامل مع الحمار النافق فى الترعة.. وأنه عندما يجسد الشخصية ينسى نفسه ومن حوله ولا يتذكر سوى هذه الشخصية.. وأيضاً لم أنس عندما قرر أداء دور الرئيس الراحل أنور السادات، المشروع الذى سيطر على عقله ووجدانه..

وكنا نجلس سوياً فى حديقة مينا هاوس ويقعد أحمد يقلد السادات، ليس كمقلد وإنما كمتقمص لشخصيته.. وهو من النوع الذى يمكن أن يجسد الشخصية ولا يهتم كونه فنانا مشهورا وأن الناس ستلتفت لما يفعل وهو جالس فى مكان عام.. كان حلمه أن يجسد السادات.. وكلما خرجنا سوياً أو سافرنا إلى الإسكندرية لنجلس فى شاطئ عايدة فى كابينة صديقنا المشترك (ميشيل أحد) يعيش أحمد مع شخصية السادات ويتكلم زيه.. ويمشى زيه.. كل همه أن ينتج فيلماً عن السادات حتى لو أنفق كل ماله، الذى لم يكن كثيراً..

وتحقق الحلم وبدأ أحمد فى إعداد مشروعه لفيلم السادات، كنت فى ذلك الوقت أقدم برنامجاً فى التليفزيون المصرى اسمه «اختراق»، قدمت فيه عدة حلقات وثائقية نادرة عن الرئيس السادات، فيكلمنى أحمد بعد الحلقة: عمرو.. أنا عايز المشاهد إللى إنت حطتها فى الحلقة دى والسادات سايق العجلة وبيحلق دقنه.. وهو فى فيلا القناطر.. ومكالمة ثانية: عمرو.. أيوه يا أحمد.. أنا عايز اللقطات إللى إنت ذعتها عن اغتيال السادات ولما وقف للقتلة وجم يقتلوه.. حاضر يا أحمد.. كان متعايشاً مع شخصية السادات بشكل كبير.. ونفس المواقف التى حدثت مع ناصر 56 حدثت مع السادات.. لدرجة أنه أصبح أثناء التصوير عندما يخرج للغداء أو العشاء فى أى مكان يتكلم زى السادات ويضحك زى السادات، وفى تقديرى أنه أحب الشخصية لدرجة كبيرة جداً.. ولن أنسى يوم عرض الفيلم لأول مرة، وكان ذلك فى مهرجان الإذاعة والتليفزيون فى مدينة الإنتاج، وكنت أجلس بجانبه مباشرة بنتفرج على الفيلم وكأنه لم يشاهده من قبل ومرة واحدة يخبط على رجله.. أقوله الفيلم ماشى هايل.. يرد بس المشهد ده كان لازم يتعمل أحسن من كده..

وانتهى عرض الفيلم فى المهرجان وخرج الجميع مهنئين.. ليعيش أحمد زكى فى حلم جديد.. فى تلك الفترة عجبه الفيلم الذى كتبه الأستاذ وحيد حامد تحت اسم «معالى الوزير»، وبدأ أحمد هذه المرة، وعلى طريقة شادية فى فيلم عفريت مراتى، يعيش مع الوزير الفاسد، رأفت رستم.. عشت جلسات وحوارات طويلة بين أحمد زكى ووحيد حامد ووالدى ممدوح الليثى عن الفيلم ومشاهده.. ومفيش مانع أن يصاحب هذه الجلسات خناقات ثم ضحكات.. المهم أن يخرج الفيلم بالصورة الرائعة التى صاغها وحيد حامد وجسدها أحمد زكى وأنتجها ممدوح الليثى.. عاش أحمد مع معالى الوزير لدرجة أن هناك مشهداً المفروض أن الوزير رأفت رستم «صوته بيروح» ولا يستطيع الكلام مع أسرته عن الأماكن التى وضع فيها أمواله الفاسدة.. والطريف أن أحمد بعد أدائه لهذا المشهد أصيب باحتباس صوت وقتى.. من كثرة إجادته للدور.. وطوال تلك الفترة يعيش أحمد زكى هائماً مع شخصياته وأفلامه.. وجاء حلمه الكبير بأداء شخصية عبدالحليم حافظ، والذى كان أحمد يشعر بأنه وحليم متشابهان فى كل شىء، وللأسف مع الفرح يأتى الألم.. ففى نفس الوقت الذى بدأ إعداده لمشروع حليم، وأذكر يومها كنت أجلس معه أنا وزوجتى وأبنائى نتناول الغداء يوم الجمعة فى مطعم سويس إير بالجيزة.. قعد أحمد يحكى عن حليم وحيعمل إيه فى الفيلم، وبعد حليم عايز يعمل فيلم مع ماجدة الرومى، وبعدها يعمل فيلم الرئيس والمشير ويجسد فى هذا الفيلم دور المشير عامر.. كنت أستمع لكلماته وأحلامه وأنا أقول فى نفسى أتمنى أن يعيش ليرى تلك الأحلام، لكن أثناء تصوير «حليم» هذا الفيلم الرائع الذى يعود الفضل فيه إلى أحمد وصديقى العزيز عماد الدين أديب، صديق أحمد الصدوق المخلص الوفى له، والذى كان كل همه أن ينتج لأحمد ويحقق له حلماً مهماً فى حياته السينمائية..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل