المحتوى الرئيسى

أرقام الشباك تفضح نجوم «بنها»! | المصري اليوم

03/23 23:29

تستطيع أن تطل على ترمومتر السينما من خلال مقياس الأرقام، برغم أنه وبنسبة كبيرة ظالم وبنسبة أكبر فاسد، إلا أنه كان ولا يزال هو الذى ينصت إليه الجميع، فكلمته حاسمة لا ترد وقراراته نافذة ولا تقبل الاستئناف.

مع اقتراب نهاية كل موسم سينمائى، وهو ما نعيشه الآن حيث أوشك الشتاء على الرحيل، وعلى مائدة منتجى وموزعى السينما لا صوت يعلو على صوت الأرقام، حيث يتم بين الحين والآخر إعادة رسم ملامح سوق السينما.

بداية يجب أن أذكر أن كل الأفلام المصرية المعروضة قد شاهدتها مع الجمهور، ما عدا فيلما واحدا وهو «فى يوم من الأيام» إخراج محمد مصطفى، باءت كل محاولاتى لمشاهدته بالفشل، كلما قرأت أنه فى دار عرض رفعت سماعة لأتأكد قبل المشوار أن مدير السينما لن يرجع فى كلامه ويلغى العرض أكتشف أنه رجع، بحجة أنه لا أحد قطع تذكرة، وفى هذه الحالة يستبدل بفيلم آخر، اتصلت بمنتج الفيلم حسين القلا، وقال لى مشكورا وعلى سبيل الإنقاذ إنه سوف يرسل لى اللينك و«باس وورد» للفيلم، حتى أتمكن من مشاهدته عبر الكومبيوتر، أكثر من مرة يفعل ذلك وفى كل مرة اللينك لا يفتح، لماذا (الباس وورد) ياعم حسين، هل هناك قناصة منتشرون عبر النت يريدون اقتناصه، لدى اعتقاد وأتمنى أن أكون مخطئا، أن الفيلم لم وربما لن يفكر أحد بسرقته، إيراداته الهزيلة تؤكد ذلك، برغم أن منتج الفيلم لديه قناعة أنه معرض لهجوم إلكترونى من تلك العصابات التى تحقق أموالا طائلة بالقرصنة على الأشرطة قبل طرحها فى الفضائيات، ولهذا فهو يحمى الشريط، من تلك السرقات، الفيلم يقف فى الذيل، حتى الآن لم أظنه فى نهاية السباق، لن يكمل رقم 400 ألف جنيه فهل يُصبح محمود حميدة هو المسؤول لأنه متصدر الأفيش، فهو الاسم الأول والأكثر بريقا، يحسب لحميدة أنه لا يتقدم لجمهوره فى تلك المرحلة والتى أعنى بها السنوات العشر الأخيرة كنجم شباك ولكنه الممثل ورمانة الميزان فى العمل الفنى، مهما كانت المساحة التى يتحرك فيها مثل فيلم أهواك بطولة تامر حسنى ستكتشف أن حميدة متواجد بأستاذية وعمق، تابع مثلا «احكى ياشهر زاد» و«من ظهر راجل» أو «نوارة» أو «يوم للستات» لا يعنى حميدة أن منى أو منة أو إلهام بطلة فى الدراما وهن اللاتى يتصدرن الأفيش المهم أنه يؤدى دوره بإتقان، وهكذا كما أن إيرادات الفيلم لا يتحملها كنجم كبير فهو لا يتحمل الفشل، هو يلعب الآن فى مساحة سبقه إليها نجوم كبار مثل زكى رستم ومحمود المليجى ومحمود مرسى ـ أنه الممثل العتويل ولكنه بالطبع عليه أن يوضح لماذا وافق على هذا الفيلم؟ وهو سؤال من حق من شاهد الفيلم أن يوجهه لحميدة، إجابتى أنا لن أستطيع تقديمها لكم إلا بعد مشاهدة الفيلم، إلا أننى من حقى مثلكم أن أسأل.

وليس حميدة فقط بين الأبطال الذى لا يتحمل وزر الخسارة الرقمية، لديكم مثلا فيلم «على معزة وإبراهيم» أول إخراج روائى طويل لشريف البندارى، طبعا لا يوجد نجوم لا على صبحى ولا أحمد مجدى اللذان يتصدران الأفيش، نستطيع أن نضعهما فى مواجهة مع الجمهور، ولكنها هزيمة إنتاجية لا محالة، (اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته)، لاشك أن تراجع الرقم حاد ومخيف، المخرج فى ذهول خاصة أنه فى مهرجان دبى أثناء المؤتمر الصحفى الذى أعقب العرض فى نهاية العام الماضى قال إنه ينتظر أن يحقق فيلمه تماسا جماهيريا وأنه بقدر المستطاع يرنو لتحقيق هذا الهدف، مهما تحدثنا عن افتقاد عدالة شركات التوزيع فإن الفيلم وهو ما فاجأنى شخصيا افتقد القدرة على التواصل، لكنه فشل فى خلق تلك المساحة وفى نسج حالة من التماهى العاطفى بين المعزة وعلى صبحى وهو الجزء الحميم فى تكوين الفيلم، فلم يصدقه الناس، هناك من المؤكد شىء مفقود، أنا شخصيا لم أتوقع أن تخذله الأرقام إلى هذا الحد، يتصدر الأفيش اسم على صبحى الحاصل على جائزة أفضل ممثل من مهرجان دبى، وأحمد مجدى أراه أيضا ممثلا موهوبا وتلقائيا، الناس تريد قصة تعرفها وممثلين يترقبون ظهورهم، والفيلم قدم فكرة مغايرة لما تعود عليه الناس، شاب متعلق بمعزة حلت فيها كما يعتقد روح خطيبته التى فقدها، هذا أول فيلم روائى طويل لشريف البندارى بعد مشوار مع الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، بالتأكيد كان لديه طموح فى نجاح جماهيرى أكبر، إلا أن دائما للجمهور حسابات أخرى، واثق أن المخرج سيدرس الموقف ولن يتعالى على رأى الناس.

«ياتهدى ياتعدى» إخراج خالد الحلفاوى، يقترب من تحقيق نصف مليون جنيه، هدف الفيلم تقديم آيتن عامر بطلة جماهيرية من المؤكد ضل طريقه ـ ربما كان من الممكن أن يحقق رقما أكبر فى ظل حالة سينمائية أفضل ممكن طبعا، ولكن المخرج خالد الحلفاوى فى رابع فيلم روائى له يحقق تراجعا عن بداياته فى «زنقة الستات» حيث شهد فيلمه الثانى (كدبة كل يوم) تراجعا فنيا ورقميا وهو ما تكرر فى الثالث (عشان خارجين)، حتى وصلنا للرابع، طبعا الفيلم يتحمل سر الهزيمة، وبالتأكيد آيتن عامر فقدت رهانا على النجومية، وعزاؤها أن النجمات اللاتى سبقنها باستثناءات قليلة لم يتحققن كنجمات شباك، وسوف تعانى آيتن كثيرا حتى تجد من يتحمس مجددا لها كبطلة على الأفيش.

إذا كانت آيتن تطرق الباب فى دنيا النجومية ولم يفتح لها، فإن مصطفى قمر أغلق أمامه الباب، بعد أن كان قبل سنوات اسما يراهن عليه، مصطفى لا يزال مصرا على التجربة، فيلم «فين قلبى» لإيهاب راضى، هو الإعلان المباشر عن الهزيمة، قبل أيام تصفحت غلافا لمصطفى قمر فى مجلة الكواكب يؤكد فيه أن الجمهور لم يخذله أبدا ويقينى فعلا أن الناس لا تخذل نجومها إلا إذا كانوا هم الذين قد بدأوا هم الخذلان وهذا هو ما يشير إليه الرقم المتواضع الذى انتهى إليه فيلم قمر لأنه لم يصل إلى 2 مليون، قمر من الممكن اعتباره نموذجا جيدا جدا لنجم من «بنها»، وقصة بنها عزيزى القارئ تعنى أنك للحصول على كرسى لتجلس عليه فى القطار المزدحم، المتجه من القاهرة على الإسكندرية تؤكد أنك ستنزل فى بنها، بينما أنت فى الحقيقة تريد الوصول إلى الإسكندرية وعندما يسألك أحد عن كرسى تقول إنك رايح بنها، وهكذا لا يزال قمر يُنكر هزيمته ويؤكد لجمهوره أنه من أهل بنها.

أعترف لكم أن أكبر مفاجأة حدثت لى رقميا هى القرموطى، تجاوزت إيرادات بطل الفيلم أحمد آدم 6 ملايين والرقم ينسب إليه، فما قدمه المخرج أحمد البدرى فى فيلم القرموطى على خط النار، لا يحمل مقومات الفيلم السينمائى بل أقرب إلى «ستاند أب كوميدى» وهكذا نرى التراجع الحاد فى الفيلم كشريط وصموده الرقمى، أقصد طبعا بالقياس لما هو متوقع فإن آدم لا يزال لديه جمهور، أحمد عيد (يابانى أصلى) تجاوز 7 ملايين، هو رقم متوسط ولكنه يحمل إمكانية للمراهنة مجددا على أحمد عيد.

احتل محمد رمضان مكانة النجم الأكثر جماهيرية والأعلى بالتالى أجرا فى آخر عامين، سينما ومسرح وتليفزيون، ومن هنا تأتى فداحة هزيمة «آخر ديك فى مصر» لعمرو عرفة، بالتأكيد الفيلم يحمل ويتحمل كل أسباب الفشل، خسر من خلاله محمد رمضان، هى ضربة لاشك موجعة جدا ولكنها ليست قاضية، الفيلم على مستوى السيناريو والحوار والإخراج يتحمل أسباب الأزمة بأرقامه الهزيلة التى دفعته للمركز الثالث فى أفلام 2017 فلم يصل إلى رقم 9 ملايين، ليس خطأ رمضان أنه خرج عن الشكل النمطى الذى أرادوه له وصدم الجمهور الذى يريده دائما (عبده موتة) غير صحيح، سر الهزيمة يكمن فى أن الفيلم ينحو إلى الاستظراف ومقتل الكوميديا هو الاستظراف.

المفاجأة الرقمية تحققت مع (القرد بيتكلم) للمخرج بيتر ميمى اقترب من 11 مليونا فى فيلم قليل التكلفة ويتقاسم البطولة معا كل من عمرو واكد وأحمد الفيشاوى، وهما أيضا نجمان قليلا التكلفة، سر النجاح هو تلك العصرية فى الشريط المرئى برغم أصداء أجنبية عديدة سبق أن تناولتها فى مقالى السابق عن الفيلم، كان عليه أن يذكرها صراحة فى التترات، سر الفيلم الهارمونية بين البطلين واكد والفيشاوى لعبت دورا، كما أن المخرج أمسك بكل أجواء الفيلم، بالطبع لا يمكن لأحد أن يقول مثلا إنها قفزة رقمية ستجعل كل من البطلين نجما للشباك، ولكن تستطيع أن تقول إنه أصبح هناك قدر من الاطمئنان فى الرهان على واكد والفيشاوى. (بشترى راجل) يدخل بقوة أيضا إلى نفس المضمار وهو الشاشة العصرية للمخرج محمد على، فكرة مبهرة ولكن المعالجة الدرامية بالتأكيد خذلت الشريط، الرقم الذى لم يتجاوز عند كتابة هذه السطور 4 ملايين، لم يتحقق محمد ممدوح كنجم شباك، النجومية بحاجة إلى قفزة مثل تلك التى حققها مثلا محمد هنيدى فى فيلم إسماعيلية رايح جاى قبل عشرين عاما، ولكن تستطيع أن تقول، الرقم من الممكن أن يصبح دافعا لآخرين للمراهنة فى البطولة على ممدوح وإخوته، والأهم هو أن الفيلم فتح المجال لنمط إنتاجى مغاير للسائد وهو المشاركة بالأجر وهذا هو ما أنجزته المنتجة دينا حرب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل