المحتوى الرئيسى

بين صامت وشاجب.. هكذا تفاعل مسلمو بريطانيا بعد هجوم وستمنستر

03/23 21:02

أوقع هجوم وستمنستر الإرهابي أمس الأربعاء (23 آذار/ مارس 2017) قرب البرلمان البريطاني في العاصمة لندن ثلاثة  قتلى، إضافة إلى المهاجم، و29 مصاباً. واليوم الخميس كشفت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن منفذ الهجوم، خالد مسعود، بريطاني المولد "وتأثر بأيديولوجية إسلامية". وكان وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، قد أعلن أن المهاجم له صلة بإرهاب متشددين إسلاميين وأن السلطات تحقق فيما إذا كان له (المهاجم) شركاء.

وبُعيد هذا أعلن تنظيم "داعش" تبنيه للهجوم وفق ما أفادت وكالة "أعماق" المرتبطة بالتنظيم المتطرف. ونقل الموقع عن التنظيم الإرهابي أن منفذ الهجوم هو أحد "جنوده" وأنه نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد التنظيم في سوريا والعراق. ولم يصدر بعد تأكيد من السلطات البريطانية لمسؤولية "داعش" عن الاعتداء.

وسرعان ما صدرت ردود أفعال وإدانات للهجوم الإرهابي، وصدرت بعضها من قبل الجالية المسلمة في بريطانيا، فقد عبر الناطق باسم حركة "منهاج القرآن الدولية"، شهيد مرسلين، "باسم المسلمين" عن إدانته للهجوم الإرهابي. وأضاف بالقول إن "المسلمون البريطانيون يقفون مع الديمقراطية".

يُذكر أن مؤسس الحركة، محمد طاهر القادري، أصدر فتوى شهيرة تعود لعام 2010 في ستمائة صفحة بشأن الإرهاب. ووصف القادري من يقومون بعمليات انتحارية بأنهم "غير مسلمين" و"زنادقة".

وبالمثل فعلت Islamic Society of Britain "الجمعية الإسلامية البريطانية"، حيث شجبت "بأشد العبارات العمل الإرهابي والجبان". واعتبرت الجمعية أن الهجوم "هجوم على أمتنا وديمقراطيتنا وتم القيام به لتقسيم بلدنا وإخافتنا". ودعا البيان للوحدة لـ"المحافظة على بلدنا آمناً... وللدفاع عن حريتنا المدنية وتعزيز وتنمية قيم الديمقراطية البريطانية".

وقد قال عمدة لندن صادق خان، وهو مسلم من أصول باكستانية، في كلمة قصيرة في فيديو إن "أهل لندن لن يذعنوا للإرهاب".

وقد لوحظ غياب تعليق الكثير من رموز وقادة الرأي المسلمين، من أصول عربية أيضاً، على منصات التواصل الاجتماعي على الحادث. في حين سجل المسلمون من أصول غير عربية حضوراً لافتاً في الفضاء الإلكتروني.

فضل المحلل السياسي والصحفي في العديد من الصحف العربية والإنكليزية، عادل درويش، في حديث مع  DWعربية استخدام مصطلح "المجتمعات الإسلامية" بدل من "الجالية المسلمة"، لأنه هذا هو المعتاد في بريطانيا.

وقد وصف الجالية المسلمة في بريطانيا بأنها "مندمجة ومتعاونة مع السلطات". وتابع المحلل السياسي بالقول: "تتعاون المجتمعات الإسلامية فيما بينها وتتعاون مع الشرطة ضد الإرهاب، فقد تم إحباط 13 محاولة إرهابية في العشرين شهراً الأخيرة، بفضل ذلك التعاون".

وقد ألقت الشرطة البريطانية القبض على ثمانية أشخاص في مدينة برمنغهام التي تعد مركزاً للإسلاميين المتطرفين في بريطانيا. وأشاد الصحفي المصري-البريطاني، عادل درويش، بدور اثنين من النواب المسلمين عن برومنغهام في البرلمان البريطاني. وأضاف موضحاً: "يعود الفضل للنائب خالد محمود في الكشف عن محاولات لجر المدارس الإسلامية في برمنغهام للتطرف".

وقد أبدى خالد محمود تعاطفه مع عائلة الشرطي الضحية كيث بالمر والدعوة "لروحه بالسلام".

عبرت الباحثة والناشطة السورية ريم تركماني عن قلقها على زوجها البريطاني الخبير بشؤون الشرق الأوسط ورئيس "مجلس التفاهم العربي-البريطاني".

وبعد خروجة بالسلامة، علق الزوج كرس دولي في مقال بعنوان "يجب علينا الاتحاد بعد هجوم وستمنستر"، قال فيه: "كل ما حدث من رعب في وستمنستر ما هو إلا جزء بسيطاً مما تشهده يومياً سوريا والعراق. المسلمون هو أكبر ضحايا القاعدة وداعش".

تمنى عادل درويش على الجالية المسلمة، وبمختلف مذاهبها وطوائفها، النداء والدعوة لمسيرة تضامن ووحدة قومية بين مختلف طوائف المجتمع البريطاني، إسلامية ومسيحية ويهودية وغيرها. وقال متعجباً: "تراهم يدعون لمسيرة ضد رسوم كاريكاتورية لم يروها وضد كتاب لم يقرؤه وضد مسرحية لم يشاهدوها، ولكن عندما حدثت أعمال إرهابية في بريطانيا وأوروبا وبلاد عربية وإسلامية لم يفعلوا الشيء نفسه". وشارك مساء اليوم مسلمون وممثلون لهم في وقفة ضد الإرهاب وأشعلوا الشموع على أروح الضحايا في ساحة الطرف الأغر في وسط لندن.

وينتظر درويش-وبفارغ الصبر- ماذا سيقول أئمة المساجد في خطب الجمعة: "أرجو أن تكون الرسالة منهم إيجابية نحو التضامن والدعوة لمسيرة للتضامن داخل المجتمع". وحسب "هيئة الإذاعة البريطانية" BBC، يزيد عدد المساجد في بريطانيا على 1750 مسجد ومصلى.

أخبار متتابعة ترد من العاصمة لندن، فقد أقدمت الشرطة البريطانية باطلاق النار اليوم الجمعة على شخص "يشتبه في انه انتحاري" في محطة ستوكويل للمترو جنوب لندن وأردته قتيلا، مكا تقوم قوات أمن خاصة بمحاصرة احدى مساجد لندن. (22.07.2005)

بعد إعلان الشرطة الألمانية البحث عن تونسي مشتبه به في اعتداء برلين وعثورها على وثائق الهجرة الخاصة به في الشاحنة التي استخدمت في دهس الضحايا، أثيرت مجددا مشاعر الخوف من الإرهاب في ألمانيا كما عكست تعليقات مختلف الصحف. (21.12.2016)

وفي بيان حمل عنوان "هجوم وستمنستر: دعوة للتضامن والصلاة" دعا "مجلس مسلمي بريطانيا" إلى أن يكون الرد على الاعتداء بـ"التضامن وعدم السماح للإرهابيين بتفريقنا". كما تمنى المجلس، الذي يعتبر أكبر جمعية للمسلمين في بريطانيا، على المسلمين والمسلمات في بريطانيا التواصل مع باقي البريطانيين والتضامن معهم لإظهار أن مثل هذه الأفعال الكريهة لن تهزم أسلوبنا في الحياة".

كما عبر المجلس، الذي يضم حوالي 500 مسجد ومصلى، عن "تعاطفه مع عائلة الشرطي الضحية". كما كذلك فعل عادل درويش؛ فقد سمعنا نبرات حزنه على الهاتف وهو الذي يعمل أيضاً مراسلاً صحفياً في مجلس العموم البريطاني ويعرف الشرطي شخصياً: "بكيت وأصبت بحالة اكتئاب. هذا الرجل كان يحمي الديمقراطية والمبنى الذي ولدت فيه هذه الديمقراطية. داخل البرلمان تجد برلمانيين وبرلمانيات مسلمات وعمال، والبعض منهن محجبات". ويحبذ أن تقوم الجالية "بنوع من رد الاعتبار الإنساني والتضامن مع الشرطي، وربما جمع بعض النقود لأسرته".

يبلغ عدد المسلمين في بريطانيا أكثر من 2,7 مليون (ما يقارب 5 بالمئة من عدد السكان)

ونفى عادل درويش أن يكون للحادث تبعات وتداعيات ملموسة وسلبية بشكل كبير على الجالية، إلا أنه استدرك: "قد تصدر بعض التصريحات غير المسؤولة". وعلى المستوى الرسمي لا يرى درويش أن السياسة الحكومية والتعاطي الرسمي مع المسلمين سيتغير: "أكدت رئيسة الوزراء البريطانية بكلمتها أمس على أننا أمة واحدة وشعب واحد من مختلف الأديان والأعراق".

وحسب إحصاء رسمي يعود لـ2011 يبلغ عدد المسلمين في بريطانيا أكثر من 2,7 مليون (ما يقارب 5 بالمئة من عدد السكان). وينحدر أغلب المسلمين من أصول باكستانية وبنغالية. ثم يأتي بعد ذلك مجموعات أقل من أصول عربية وهندية وتركية وإفريقية. كما لم يتوقع درويش حدوث "تصعيد إعلامي"، ويعود ذلك برأيه "لعراقة ونزاهة الصحافة البريطانية، التي لام يحصل أن استهدفت مجتمعاً (جالية) بعينها. وحتى في أيام الصراع مع الجيش الجمهوري الأيرلندي لم يحدث أن استهدف الناس من المذهب الكاثوليكي والأيرلندي". ويشار إلى أن بريطانيا اعترفت رسمياً بالإسلام كأحد الأديان في بريطانيا منذ عام 1813.

أعلنت الشرطة البريطانية ارتفاع عدد المعتقلين في العملية الأمنية المستمرة على خلفية هجوم لندن إلى ثمانية. وكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق اعتقال سبعة أشخاص ومداهمة ستة عناوين للاشتباه في صلتها بالهجوم الذي وقع الأربعاء (22 مارس/ آذار 2017) في وستمنستر.

قُتل ثلاثة أشخاص في الهجوم الذي رجحت الشرطة البريطانية أنه مرتبط "بالإرهاب" في قلب لندن حين صدم المهاجم المارة على جسر قبل أن يقوم بطعن شرطي أمام مبنى البرلمان ويُقتل فيما بعد برصاص الشرطة. وقام المهاجم في سيارة رباعية الدفع بدهس المارة على جسر ويستمنتسر فوق نهر التايمز الذي يوصل إلى مقر البرلمان وبرج ساعة بيغ بين.

يأتي هجوم لندن فيما لا تزال أوروبا في حالة إنذار كبرى بعد سلسلة هجمات إرهابية، بينها اعتداءات بروكسل التي وقعت قبل سنة في 22 آذار/ مارس 2016. وتبدو لندن في اليوم التالي للهجوم الدموي في حالة حداد على ضحايا الهجوم.

قال مسؤول مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية مارك راولي للصحافيين إن الشرطة ترجح "فرضية الإرهاب الإسلامي". هنا في الصورة تقوم الشرطة بضبط أدلة الهجوم. ولم يتم كشف اسم المهاجم، لكن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قالت الخميس إن منفذ الهجوم بريطاني المولد ومعروف لدى الأجهزة الأمنية.

أُغلق محيط البرلمان على الفور وبقي النواب والموظفون في داخل المبنى لعدة ساعات. وطوقت الشرطة منطقة واسعة في محيط البرلمان في ويستمنستر وأغلقت الجسر ومحطة المترو القريبة منه، فيما توجهت سيارات الإسعاف إلى المنطقة وطائرة هليكوبتر. وتم إخراج رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على وجه السرعة من مبنى البرلمان حيث كانت متواجدة.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل