جمال غزالى يكتب: الراقص مع الذئاب | قنا البلد

الرئيسيه » رأي » جمال غزالى يكتب: الراقص مع الذئاب

لفت الممثل الأمريكى كيفين كوستنر الأنظار إليه كممثل لامع في عالم السينما، فهو بالإضافة الى أنه ممثل صعد بسرعة مذهلة فهو أيضا مخرج متمكن، وهو من مواليد 18 يناير 1955،و فائز بجائزة الأوسكار مرتين لأفضل فيلم وأفضل مخرج عام 1990 عن فيلم الرقص مع الذئاب، كما فاز بنفس الفيلم على جائزة الغولدن غلوب 1991 لأفضل مخرج, قام ببطولة العديد من الأفلام منها جي اف كي وساعي البريد.

كشف كيفين كوستنر، فى فيلمه “الرقص مع الذئاب” استبداد المستوطنين البيض المغامرين، الذين غزوا أراضي الهنود واستولوا  عليها، وأبادوا الملايين من سكان الأرض الأصليين، وقضوا على ثقافتهم.

كذلك قام بدور روبن هود قاطع الطريق المحبوب في فيلم روبن هود، المدافع العنيد عن الفقراء والمساكين، وفيه أظهر الحروب الصليبية كحروب غير عادلة، ورفع عنها قدسيتها المزيفة.

وأهم ما يميز كيفين كوستنر في أفلامه، هو توجهه الإنساني والسياسي العادل فهوالفنان الذي جعل من الفن رسالة ووسيلة للدفاع عن العدالة والإنسانية والحقيقة، الفنان الذي سخر الفن السينمائي الخطير ليشير إلى المجرم على أنه مجرم، وإلى الضحية على أنها ضحية، ولايخلط، عن عمد بين الأثنين.

اليوم بشئ من الهدوء أعود بالذاكرة لزمن ليس ببعيد مستخلصا لواقع جديد من البلاء الذي نتج في مجتمعنا بعد ثورة 25 يناير وهو أن الراقص مع الذئاب مازال يرقص مع الذئاب بدون نفير.

دعني أقول بنفس الهدوء والطمأنينة أن الراقص دأب منذ البداية علي الرقص مع الذئاب بدون سابق إخطار فهل استأنس الراقص الذئاب ؟ أم أن الذئاب تتحين الفرص للانقضاض ؟ إن شئت فأدعني في هذه اللحظة بـ”الإنسان” – لم أقصد الإساءة بأن أسمي نفسي “إنسان” تمييزاً لنفسي فقد اتفقنا بهدوء أن تٌبعدني عن أي تصنيف أو تبعية لأن كلامي هذا أسقطه ليس فقط علي الراقص مع الذئاب , بل علي أي كيان موجود , لا يوجد تقديس لأحد , ولا أعبد طواغيت البشر , نعم أوقر واحترم الجميع . يا صديقي – أعميت عيناي عن حال بلادي الذي يراه القاصي والداني ؟ وكيف حلمنا بأن يكون ؟ رغد العيش والعدل والحق يسود البلاد، أنا لا أمتعض من الحقائق فقد ارتفع عواء الذئاب.

لقد سقط الكثير من الذئاب بين كرٍ وفرٍ في حلقات الإرضاء الراقصة فلم يكن الرقص مع الذئاب من أجل اختلاف علي الحقيقة المطموسة , فالحقيقة حقيقة والكل يعلمها الراقص والذئاب ….الدماء غالية …والأعراض غالية… أيها الذئاب الحمقي أفيقوا وليكن كلٍ منكم …. روبن هود نعيش …نعيش…وتحيا مصر