المحتوى الرئيسى

ماجستير شاورما

03/23 17:14

قد يكون الأمر طبيعياً فيما لو شاهدتَ امرأة لا تحمل مؤهلاً علمياً تعمل في مهنٍ بسيطة أيّاً كانت، لكن غير الطبيعي هو أن تشاهد شابة طموحة تحمل شهادة الماجستير في تقنية "النانو" التي تُستخدم في علاج مرض السرطان، دَفَعتها البطالة إلى بيع الشاورما على كورنيش الدمام.

لا أظنّ أن أحداً لم يسمع بقصتها، إنها "نورة الغامدي"، درست ثماني سنوات أحدث اختصاصات العالم الحديث وأهمها، ثم عادت إلى أرض الوطن وهي تحمل آمالاً وطموحات، جلّها يتمحور حول خدمة الوطن والمواطن، لكن وللأسف تحوّلت الآمال إلى آلام؛ حيث الصدمة التي لا يشعر بمرارتها إلا مَن عايش هذا الألم والخذلان.

القصة استوقفتني كثيراً، ولم أستطِع تحديد نوع الشعور الذي أحسست به بعد مشاهدتي لها، وبدأت تُعرَضُ في مخيلتي قصص غيرها مشابهة لقصة نورة، مرّت عليَّ سابقاً، عندها شعرت بالأسف على زميلاتي اللاتي يعانين معاناة مشابهة.

وبينما كنت أقلّب قصة نور في مخيّلتي، وقعت عيني على خبر ملأ قلبي فرحاً، وهو خبر تكريم "رشا البواردي" والاحتفاء بها في نيويورك كأول طبيبة وباحثة سعودية في جراحة القلب في جامعة هارفارد، فرحت لأنها كُرِّمت، ولأنها امرأة استطاعت إثبات ذاتها ووجودها في بيئة ليست بالسهلة.

قصص البلدان الأخرى وتجاربها تؤكد لنا حقيقة أن كل مَن يريد المضي إلى الأمام في سبيل نهضة بلده، عليه أولاً أن يهتم بالطاقات البشرية ويعمل على تطويرها ثم يُحسن استثمارها؛ إذ لم تتقدّم سنغافورة واليابان وماليزيا إلا بعدما اهتمت بتطوير الإنسان وتقدير كفاءته العلمية.

خلاصة الأمر إن نجاح البلد مقترن بنجاح نسائه، وأجياله التي تشرف النسوة على إعداده، ولا مناص من دعم المرأة وتوفير البيئة المناسبة لها؛ لتقدم من خبرتها وكفاءتها لهذا البلد.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل