المحتوى الرئيسى

ماذا سينتظر العراق بعد تحرير الموصل؟

03/23 22:01

بعد تقدم مذهل حققته القوات العراقية على تنظيم داعش" من خلال معركتها لاستعادة مدينة الموصل، أصبح الجميع يترقب القضاء على التنظيم الذي بات يهدد أمن المنطقة.

ومع اقتراب تحرير المدينة باتت التساؤلات تطرح نفسها عما بعد القضاء على التنظيم واستعادة الموصل.

يرى وزير الموارد المائية العراقي، حسن الجنابي، أن الحكومة العراقية أمامها ملفات أمنية عديدة بعد الانتهاء من معركة تحرير الموصل، موضحًا أن هناك أكثر من 52 ميليشيا عسكرية تعبث في أمن واستقرار العراق، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بإيران.

وأكد الجنابي، في تصريحات لمصراوي، أن الحكومة العراقية غير قادرة على إغلاق ملف الميليشيات في ظل هذه الظروف، مشيرًا إلى أن إيران تجول في أرض العراق، وأنها متداخلة في جميع مفاصل الحكومة العراقية، على حد تعبيره.

ويشير الوزير العراقي إلى أن بغداد لا يمكن أن تحل تلك الملفات إلا إذا تدخلت القوات الأمريكية لتمسك بالملف الأمني، موضحًا أنه منذ انسحبت القوات الأمريكية من العراق بشكل كامل في عام 2011، تولدت فجوة كبيرة بالساحة الأمنية والسياسية، ما أعطى مساحة كبيرة لتدخل إيران.

وتواصل القوات العراقية تقدمها في مدينة الموصل الذي أعلنت بدء تحريرها في أكتوبر عام 2016، حتى أصبحت الحكومة العراقية تسيطر على أكثر من 70 في المئة من المدينة التي تعد آخر أكبر معاقل تنظيم داعش في العراق.

ومن السيناريوهات التي توقعها الوزير العراقي، أن تحاول الولايات المتحدة الأمريكية "جرّ الأمة العربية إلى متاهات أخرى" على حد وصفه، مؤكدًا أنه لا يعتقد أن واشسنطن من مصلحتها استقرار المنطقة العربية في المرحلة القادمة.

وتوقع الجنابي أن تقوم الولايات المتحدة في الفترة المقبلة بإشغال المنطقة العربية بمشادات وتجاذبات سياسية وأمنية مع إيران، أو تقوم بصنع بديلا لداعش، يهز القوة العسكرية والاقتصادية والأمنية للمنطقة.

ولفت الجنابي إلى وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقضاء على داعش، مؤكدًا أنها تعطي دليلًا قاطعًا على أن التنظيم الإرهابي من صنيعة أمريكية وإقليمية وهم قادرين على التمكن الحقيقي منها في أي وقت.

فيما استبعد الباحث في الشأن العربي محمد محمود، انتهاء التنظيم الإرهابي من العراق، مضيفًا أنه حتى لو انتهى تحت مسمى داعش سيكون هناك تنظيمات إرهابية أخرى.

وعلل محمود أسباب استمرار الإرهاب في العراق، بأن الظروف التي تسببت في نشأة التنظيم في العراق، مازالت متوفرة، مشيرًا إلى أن التنظيم أرسى لنفسه قاعدة من الشباب الذي يشعر بالاضطهاد سواء الديني أو السياسي أو الاجتماعي.

وسيطر تنظيم داعش" على مساحات شاسعة في غرب وشمال العراق في منتصف عام 2014، من ضمنها مدينة الموصل الذي أعل منها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي تأسيس خلافته المزعومة.

كما لفت الباحث في الشأن العربي إلى أن العراق أمامه العديد من الملفات عقب تحرير الموصل، كملف النازحين والمهاجرين، الذين على الحكومة العراقية استيعابهم وإعادة توطينهم.

أما فيما يخص المواجهات الدولية والإقليمية، أكد محمود أن العراق سيواجه معركة إقليمية مع تركيا وإيران، حيث أن الدولتين ستخوضان "حرب نفوذ" في العراق، متوقعًا أن تفوز إيران بتلك الحرب.

هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يرى أن السيناريو الأهم والأخطر بعد تحرير الموصل، هو هروب عناصر "داعش" من العراق إلى البلاد التي أتت منها، مسميًا إياهم بـ"العائدون من العراق"، والذين يتخطى عددهم الـ30 ألف مقاتل.

وأوضح رسلان أنه عند هزيمة "داعش" المتوقعة هذا العام في الموصل، سيعودون إلى بلادهم محملين برغبة في الإرهاب والانتقام، قائلًا "هذه هي القنبلة الموقوتة التي يجب على أجهزة الأمن والمثقفين والإعلام أن ينتبه لها ويدق ناقوس الخطر قبل أن تحدث".

الخبير السياسي أكد لمصراوي، أنه لابد من التعامل مع هؤلاء على مستويين؛ أمني وديني، حيث أنه يجب معاقبتهم على المشاركة في هذه الجريمة، أما المستوى الديني، فهو من خلال استيعاب الشباب المضلل، لإفهامهم أن ما ذهبوا إليه ليس دعمًا للإسلام إنما هو دعمًا للإرهاب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل