المحتوى الرئيسى

أسرة «شاب الهرم القتيل»: «محمود» كان نازل إجازة أسبوعين من الجيش فاتهموه بقتل جدته

03/22 10:02

لملم حقيبته مسرعاً، تأكد من أن جميع أوراقه جاهزة، خاصة تصريح إجازته الصادر من مديرية أمن شمال سيناء، حيث تأدية خدمته العسكرية، عاد محمود سيد محمد حسين، الشاب العشرينى، ليطرق باب جدته ليلقى عليها التحية فوجدها نائمة، صعد إلى شقتهم فى نفس العمارة السكنية التى يمتلكونها ليرحب بوالدته وإخوته الثلاثة ويأخذ قسطاً من النوم قبل أن ينزل لمقابلة جدته وقضاء يوم معها.

شقيقه: شُفت أخويا وهو بيتعذب.. واحتجزوا والدتى بعد تقديمها شكوى للنيابة

«محمود» هو الأقرب إلى قلب الجدة التى تنتظر رؤيته مرة كل 15 يوماً يعود بعدها لتأدية خدمته العسكرية، ويساعدها فى شراء المنتجات اللازمة لدكانها الصغير الذى لا تفارقه طوال اليوم فى منطقة منشية البكارى بالهرم.

لم يمر يوم حتى وجدت الجدة قتيلة، ومصوغاتها الذهبية مسروقة، ليفاجأ الجميع بوجود قوة من قسم الهرم، تلقى القبض على «محمود» وأخيه الأصغر وعمه، جميعهم ذهبوا إلى القسم دون أن يعرفوا سبب إلقاء القبض عليهم، ليكتشفوا بعدها بتوجيه تهمة قتل الجدة إليهم، يحكى سيد محمد حسين، والد «محمود» الذى قضى فى الحبس 21 يوماً على ذمة القضية داخل قسم شرطة الهرم ليخرج بعدها جثة هامدة، طمست ملامحها آثار التعذيب الذى تعرض له طيلة تلك الفترة.

يقول والد «محمود» إنه ذهب إلى قسم الشرطة واستقبله أحد الضباط، الذى تم تحويله فيما بعد هو واثنين آخرين للنيابة، بتهمة تعذيب «محمود» حتى وفاته، وأقسم له الضابط وقتها بأنه سوف يلقى القبض على من قتل والدته ويثأر لدمها، على حد تعبيره، ليطمئن قلب الوالد دون أن يعرف أن دم ولده سيذهب ثمناً لتلك القضية، مردداً: «الضابط حلف لى على المصحف أنه هيجيب حق أمى ماكنتش أعرف إنه هيقتل ابنى، محمود روحه فى جدته مستحيل يعمل فيها كده، دى كانت بتستناه أول ما ينزل من الجيش عشان يقضى لها حاجتها، ويوم ما نزل إديته فلوس عشان يشترى عطر وكريم حلاقة والحاجات اللى محتاجها فى الجيش يبقى إزاى يقتلها؟!». ويضيف الوالد أنه بمجرد وصول «محمود» إلى القسم تم توجيه تهمة قتل جدته إليه، وبعدها بدأوا فى تعذيبه ليجبروه على الاعتراف بقتلها، مشيراً إلى أن التعذيب الذى تعرض له ابنه كان كفيلاً باعترافه بالواقعة حتى يتخلص من ألم التعذيب الذى تعرض له. ويضيف أن أهالى الضباط الثلاثة عرضوا عليه مبلغ نصف مليون جنيه مقابل التنازل عن القضية، إلا أنه رفض. عملية تعذيب «محمود» كان شاهداً عليها شقيقه الذى كان موجوداً فى الغرفة الملاصقة له، ولا يفصل بينهما سوى جدار يحتوى على شباك، يقول الوالد: «ابنى محمد شاف أخوه وهو بيتعذب كانوا بيعلقوه لفترات طويلة ويضربوه بالخراطيم والأحزمة واتعرض للصعق بالكهرباء أكثر من مرة لدرجة جعلته يتمنى الموت»، لافتاً إلى أن اليوم الذى مات فيه «محمود» طلب منه السجناء ألا ينظر إلى أخيه الذى مات من أثر التعذيب، ودعوه للنوم حتى لا يفكر فى الأمر. يحكى «محمد» شقيق الضحية، شهادته لـ«الوطن» قائلاً: «قبضوا علينا فى نفس اليوم إحنا التلاتة أنا وعمى وأخويا وأول ما وصلنا القسم غموا عيوننا ودخلونا أوضة وبدأ فيها واحد يحقق معانا بعد كده دخلونا الحجز أنا وعمى مع بعض وأخويا محمود فى أوضة جنبنا ومن ساعتها وأنا بسمع صوت محمود بيصرخ، وكنت باشوفه من الشباك اللى جنبنا وهو متعلق وبيتضرب بخراطيم وأحزمة وكانوا بيكهربوه». ويضيف «محمد»: «يوم وفاة أخويا دخل عليه أربعة كان فيهم اتنين ضباط وقاموا بضربه وتعليقه نحو 4 ساعات وكان محمد بيدعى ويقول يا رب خدنى، وبعدها ماسمعتش صوته، واللى معايا فى الحجز قالوا لى نام وغطى وشك، بعدها بنص ساعة لاقيتهم خرجونى وقالوا لى هنوديك قسم الطالبية تتعرف على ناس، ورحت القسم قعدت ساعة بره، وبعد كده أخلوا سبيلى وكلمت أبويا عشان أقوله إن محمود مات لاقيته عارف وقالى إنه فى المشرحة».

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل