المحتوى الرئيسى

محت أميتها لتربي أبنائها| "منى صادق".. قصة أخرى من كفاح الأمهات في عيدهن | الفيومية

03/21 22:11

الرئيسيه » بين الناس » وجوه » محت أميتها لتربي أبنائها| “منى صادق”.. قصة أخرى من كفاح الأمهات في عيدهن

“منى صادق بدوي”، 48 عامًا، سيدة من نساء منطقة الصيفية بمدينة الفيوم، واحدة من آلاف الأمهات التي لن تسمع عنهن، رغم ما تكبدته من معاناة في تربية أبناءها، ربما  لأن قصتها لن تروق لواضعي شروط مسابقات الأمهات المثاليات بما تضمنه من معايير تسطح كفاح الأمهات وتحصره في قوالب منمقة تختتم دائمًا بقصص تنتهي معاناة أبطالها لتهنئ بباقي حياتها، بعد أن توصل أبناءها لـ “أعلى المناصب” .

بطلتنا هنا لم تنتهي معاناتها رغم ماحققتها من نجاح في تربية أبنائها وبرغم قصة كفاحها الطويلة، وربما هذا ما يميز قصتها.

“منى” أم  لثلاثة أبناء، يكبرهم محمد 28 سنة، وتتوسطهم نشوى، 24  سنة، ويصغرهم أحمد، 22 سنة،  توفي زوجها ” كمال كامل ” الذي كان يعمل ” مبيض محارة ” وهي في العقد الثالث من عمرها، لتستيقظ  صاحبة الـ 25 عامًا لتجد معلقًا في رقبتها 3 أطفال، في حجرة وصالة، و3 جنيهات والنصف كل ما تركه لها زوجها الراحل.

“داخل غرفة وصالة، ربيت أبنائي الثلاثة دون مساعدة من أحد” هكذا تفتخر منى بكفاحها، مستكملة: “بعد وفاة زوجي  كنت لا أعلم ماذا أفعل في تربية أبنائي الذين  أكبرهم في الصف الثالث الابتدائي وأصغرهم عمره عاميين، ظللت أسبوعين بعد الوفاة أفكر جيدًا في مستقبل اولادي وكيف سأستطيع تربيتهم بمفردي وأنا في هذا العمر، قررت أن أعمل في أي مهنة أستطيع الحصول عليها حتى لا أجبر على اللجوء”.

لا تستطيع الست منى أن تنسى كلمات أمها وهي تنصحها  أن تتزوج لأنها لن تسطيع تربية أبنائها بمفردها،  كلمات أمها لم تؤثر على إصراها في مواصلة مشوارها بمفردها بدلًا من تجيء لأولاد بزوج أم لا تعرف كيف سيعاملهم.

“الحمل كان ثقيلًا” هكذا تخبرنا منى، مضيفة: “واجهتني ظروف صعبه كثيرة  منذ وفاة والدهم بدايتها عندم طلب عم أبنائي أن يأخذ غرفة من المنزل ليضمها إلى منزله، وأنا لا أستطيع فعل شيء، ثم بعد ذلك بدأت  المعاناة في الحصول على عمل يساعدني للإنفاق عليهم، حتى استطعت الحصول على وظيفة عاملة بمدرسة ابتدائي، ولكن دون تعاقد فكان زملائي يقومون بتجميع جنيهًا من كل واحد ليجمعوا لي 25 جنيهًا كل شهر  بجانب معاش زوجي الـ 35 جنيهًا، ثم بعد ذلك أعود من المدرسة في الثانية ظهرًا لأحضر الطعام لأبنائي،  لبيع الذرة المشوي بأحد الشوارع  والتي كانت تدر لي 7 جنيهات مكسبًا يوميًا، لأعود وأشتري لهم كل ما يحتاجونه.

ظلت منى على هذا الوضع 3 أعوام، قبل أن تقرر في تضحية جديدة ترك عملها في المدرسة بعدما بدأ التلاميذ في معايرة أبنائها بعمل أمهم، لتعمل في بيع الملابس بالتقسيط، لتحصل أيضًا بمساعدة إحدى زميلاتها  على وظيفة بالمدينة الجامعية، بعد أن حصلت على شهادة محو الأمية.

تذكر منى أن من أصعب اللحظات التي كانت تواجهها حينما كان يمرض أحد أبنائها وتذهب به للمستشفيات بمفردها تاركة أشقائه عند  جارتها، فلا تشعر بالراحة إلى بعد شفائه، مردفة: “لم أكن أعلم  أن الراحة قد تكون بعيدة عني بعد إصابة ابنتي الوحيدة بالفشل الكلوي منذ 4 سنوات، لتقوم بالغسيل الكلوي على نفقة الدولة، وعلاجها على نفقتي  الخاصة، وذلك بعد أن ذهبت بها لكثير من الأطباء  دون جدوى.

استطاعت منى بعد سنوات من الكفاح تزويج أكبر أبنائها، وأن يحصل أبنائها على شهادتهم المتوسطة، “على قدر استطاعتي وظروفي” كما تقول منى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل