المحتوى الرئيسى

برامج الأطفال صنعت نجومية «أمهات ماسبيرو»

03/21 21:53

- من النسخة الورقية للجريدة الأسبوعية.. كل أحد مع الباعة

سميحة وسلوى وعفاف ونجوى وفضيلة أشهر أمهات القرن الماضى

اكتسب عدد من مذيعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون شهرة الأم، من خلال الشاشة أو ميكروفون الإذاعة، لارتباط برامجهن بالأطفال والأسر المصرية بشكل عام، على مدى سنوات وعقود من الزمن، وهو ما وضعهن موضع الأمهات مع ارتباط المشاهدين والمستمعين بهن، على مدار عملهن الإذاعى والتليفزيونى، واكتساب برامجهن شهرة واسعة لدى الأجيال الأكبر سنا.

وكانت البداية مع الإذاعية الكبيرة سميحة عبد الرحمن، وكانت من أمهات الإعلام المصرى، بعد أن أطلق عليها لقب «ماما» فى الإذاعة والتليفزيون المصرى، حيث بدأت مشوارها أمام ميكروفون الإذاعة بعد تخرجها فى كلية الآداب، فى ركن الأطفال، مع الإذاعى الشهير «بابا شارو»، مع بداية بث التليفزيون المصرى فى الستينيات من القرن الماضى، وتم اختيارها للعمل فى برامج الأطفال، لما تملكه من موهبة وقدرة على التواصل وحب الأطفال، وقدمت فى ذلك الوقت البرنامج الشهير «جنة الأطفال»، الذى حققت من خلاله شهرة كبيرة، حتى أصبح  الجميع أطفالا وكبارا، حتى زملاؤها فى العمل ينادونها بـ«ماما سميحة».

وهناك أيضا برنامج الإعلامية الراحلة سلوى حجازى، التى اشتهرت بـ«ماما سلوى» من خلال تقديم برنامج «عصافير الجنة»، الذى كان يعرض فى فترة الستينيات مساء الأربعاء من كل أسبوع، وتعتبر أول مذيعة مصرية حصلت على لقب ماما، وقد حقق برنامجها شهرة كبيرة لدى الأطفال والأمهات، وقد سببت صدمة كبيرة لجميع المشاهدين، بعد وفاتها المفاجئة فى حادث انفجار طائرة، فى واقعة شهيرة فجرت خلالها القوات الإسرائيلية الطائرة، فى فبراير 1973، وكرمها الرئيس السادات باعتبارها شهيدة العمل الوطنى، وحزن عليها كل أطفال مصر.

بعد وفاة سلوى حجازى قرر القائمون على التليفزيون المصرى فى ذلك الحين، استمرار البرنامج بمذيعة جديدة وهى نجوى إبراهيم التى شتهرت بعد ذلك بلقب «ماما نجوى» وقد نجحت بالفعل فى جذب انتباه الأطفال، ولكن بعد ذلك انشغلت نجوى إبراهيم بالعمل فى السينما، ثم عادت مرة أخرى ببرنامج «ماما نجوى وبقلظ» الذى حقق نجاحا كبيرا منذ منتصف الثمانينيات.

الإعلامية الراحلة سامية شرابى أيضا، حصلت على اللقب الشهير «ماما سامية»، والتى قدمت برنامج «عروستى»، والذى يعتبر من أشهر برامج التليفزيون المصرى فى الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات من القرن الماضى، والذى كان بمثابة برنامج تعليمى وترفيهى للأطفال، كما أنه ساعد الأطفال على اكتساب أفضل السلوكيات، وكان من أشهر البرامج داخل البيوت المصرية، وكان يعرض يوم الأربعاء فى العاشرة صباحا على شاشة القناة الأولى، وقد صنف فى تلك الفترة، أنه من أجمل برامج الأطفال الهادفة، حيث قامت من خلال البرنامج ببث تعاليم قيمة وهادفة للأطفال بشكل مبسط، وكان الأطفال يستقبلونها بسعادة كبيرة.

ولا يمكن إغفال البرنامج الإذاعى الشهير «حواديت أبلة فضيلة»، الذى كان يذاع يوميا فى العاشرة إلا الربع صباحا على إذاعة البرنامج العام، وكانت تقدمه الإذاعية الكبيرة فضيلة توفيق، وظل من أشهر برامج الإذاعة المصرية، الذى ارتبط بالأسرة والأطفال على مدار نصف قرن، التى استضافت فيه العديد من الشخصيات البارزة فى المجتمع مثل نجيب محفوظ وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبد الوهاب وكامل الشناوى وسيد مكاوى وعبد الحليم حافظ، والموسيقار محمد عبد الوهاب، الذى غنى أغنية «ست الحبايب» بناء على طلب أطفال البرنامج.

وهناك أيضا البرنامج الشهير «سينما الأطفال» الذى اشتهر فى فترة الثمانينيات، وكانت تقدمه الإعلامية الراحلة عفاف الهلاوى، التى اشتهرت بـ«ماما عفاف» وكان يعرض فى العاشرة والربع من كل يوم جمعة، وتقدم خلاله عددا من أفلام الأطفال القديمة، وكانت تقوم بسرد حكايات وقصص الأفلام للأطفال على الشاشة، خاصة الأفلام التى تهدف إلى ترسيخ القيم والسلوكيات الجيدة فى نفوس الأطفال، وظل يعرض البرنامج إلى أن قررت عفاف الهلاوى، أن تعتزل وترتدى الحجاب، فابتعدت عن تقديم البرنامج وعن الظهور على شاشة التليفزيون المصرى.

ربما حديثى هذا يغضب الأمهات منى، لكن مما لا شك فيه أنه ما كان يغضب أمى "الله يرحمها"، لأنها أول من لفت نظرى لقسوة عيد الأم المغلفة بحنَّية وحب، معانى جميلة لعيد الأم تطمسها دموع من صُلبوا على بوابة الفرح ينقر رؤوسهم غربان عنصرية الاحتفال.

أيتها الأم السعيدة بأولادك وهم يتوافدون بهداياهم "أبقاكم الله لبعضكم ومتعكم بالسعادة والصحة" خاصة، وحنيتك تفيض على كل مشاهد الإنسانية ودموعك تغرق الأرض مع كل مشهد بالفضائيات ليتيم أو أم مُعيلة. لماذا فى يوم عيد الأم تنسيهم وتدخرى دموعك للفرحة فقط، هل أنتِ بحاجة ليوم واحد فقط فى العام ليتذكر أولادك حنيتك وتضحيتك وأنك ست الحبايب يا حبيبة؟

هل حقاً تُعبر هدايا عيد الأم عن مشاعرنا الحقيقية، كم زوجة ابن تناول حماتها الهدية وهى تتخيلها خنجر فى ظهرها، كم زوج ابنة يقدم هديته لحماته مع باقة الابتسامات البلاستيكية، وهو يندم على ثمن الهدية التى لا تقابلها حماته إلا بابتسامة مؤقتة تاريخ صلاحيتها يوم واحد.

أى عيد فى الدنيا يكون المقصود به يوم فرح للجميع، والأعياد لا تُفرق بين شخص وآخر، حتى الأعياد الدينية إن كانت تُسعد طائفة فهى مؤكد لا تُحزن أخرى ولا تضرها، بالله عليك هل ترى هذا المعنى فى عيد الأم؟

كم أم فقدت فلذة كبدها تطعنها الذكريات حتى تُلقيها مدرجة فى دموعها، نعم هى لا تنساه فى باقى الأيام، ولكن يوم العيد ومشاهده تنفخ فى الرماد حتى يشتعل، وتقوم القنوات الفضائية بالوخز والنكز بلا هوادة ولا رحمة.

كم سيدة حُرمت من الإنجاب رغمًا عنها اكتوت بنار عيد الأم وباتت ودموعها تبلل وسادتها، وهى ربما الأكثر حنية والأقدر على رعاية الأطفال من أمهات كثيرات نراهن حولنا بالفعل مثل أمهات الفراخ البيضاء ومثل الوز حنية بلا.

بالطبع كل جمعيات المرأة تتغاضى عن خسائر عيد الأم وآلامه تجاه سيدات لا ينجبن.. لأنهن فى الغالب أمهات، وهذا اليوم يسعدهم.

كم طفل وطفلة حُرِموا من الأم وعطفها ورعايتها، هل فكرتم فى كم تعاستهم وجرح مشاعرهم الطفولية التى مازالت لا تدرك حكمة الموت، عيد الأم هذا يؤكد لهم كل عام قسوة الموت وجفاء اليُتم ومعاناة المجتمع من انفصام الشخصية.

يا أهل التربية والتعليم وأطباء النفس وجمعيات الأيتام وكل المُصدعين رؤوسنا طوال العام بكفالة الطفل اليتيم، هل أجريتم أبحاث عن نسبة حضور الأطفال أيتام الأم فى مدارسهم يوم عيد الأم؟.. ليتكم تفعلون ربما تفهمون.

ألا نشعر جميعًا بالجريمة التى نرتكبها جميعًا كل عام برعاية الدولة وهى حفلات المدارس دون مراعاة لشعور أيتام تلك المدارس.

يا سادة عيد الأم ما هو إلا عيد لإبتزاز المشاعر وإنعاش سوق الهدايا،وكم من إبتزاز وجرائم تُرتكب بإسم هذا العيد،أوضحها هدايا الأطفال للمُدرِسات التى هى فى أغلب الأحيان "غصب وإقتدار".

أنا مقتنع وعلى يقين بإن إظهار حبنا لأمهاتنا ووفاءنا لهن لا يجب أن يكون على حساب سيدات وأطفال حُرموا من نعيم عيد الأم.

ولو نظرنا بعين الرحمة والرأفة والإنسانية التى نتشدق بها ليل نهار سنرى قسوة يوم عيد الأم،وكم يحمل من عنصرية وتباهى "غير مقصود"، دون مراعاة لشعور من لا يد لهم فى الحرمان، خاصة أطفال نزيد من لوعتهم لوعة ومن غربتهم غربة.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل