المحتوى الرئيسى

بعد 14 عاماً عليها.. ترامب يرث حرب العراق لكنه ماذا سيفعل؟

03/21 20:26

وبعد ذلك، قرَّر ترامب أن يُدرِج العراق ضمن قائمة البلدان السبعة ذات الغالبية المسلمة التي يُحظر سفر مواطنيها إلى الولايات المتحدة. (استبعد قرارٌ تنفيذي ثاني العراق من القائمة، ويواجه هذا القرار الآن تحديات قانونية في المحاكم).

وكتبت سوزان غلاسر، الكاتبة في مجلة Politico الأميركية: "تحدَّث الرئيس ترامب كثيراً عن هزيمة داعش، لكنَّه لم يفعل أي شيء تقريباً للتعامل مع العراق نفسه، باستثناء قرنه بدول مشتبه فيها أخرى في حظر سفرٍ مؤقت، وهي الخطوة التي تراجع عنها في نهاية المطاف وسط اعتراضاتٍ من قادته، الذين رفضوا معاملة حليفٍ بطريقة مُهينة".

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، بمقالٍ افتتاحي لها في فبراير/شباط الماضي، أنَّه "في حين تستحق إدارة أوباما أن يُلقى باللائمة عليها لتهرُّبها من التحديات السياسية في العراق، إلّا أنَّ ترامب سرعان ما فاقم المشكلة".

ولا يمنح التقليص المُقتَرَح من البيت الأبيض لموازنة وزارة الخارجية، ولا مبالاته العامة تجاه الدبلوماسية متعددة الأطراف، الكثير من الثقة للمراقبين.

وكتب كلٌ من جيف بريسكوت ودانيال بنجامين، وهما مسؤولان سابقان بإدارة أوباما، في مجلة فورين بوليسي الأميركية، أنَّ "جهود ترامب لـ(تفكيك) الأجزاء التي لا ترتبط بوزارة الدفاع من أجهزة السياسة الخارجية الأميركية، فضلاً عن تقليص الدعم للمؤسسات الدولية، تهدِّد بتجريد الولايات المتحدة من أدواتها التي تحتاجها في العراق وغيره، في الوقت الذي نحن في أمسِّ الحاجة فيه لتلك الأدوات. وما لم نكن نُخطِّط لغزوٍ جديد للعراق (أو نسعى بصورةٍ حقيقية وحمقاء لـ"أخذ النفط")، فإنَّ الواقع يفرض أن تتولَّى وزارة الدفاع، وهيئة المعونة الأميركية، وصندوق النقد الدولي، والأمم المتحدة المهمة بمجرد أن تنتهي المعركة ويتنحَّى جيشنا جانباً".

والوضع على الأرض مُعقَّدٌ بصورة لا تُصدَّق. فبعيداً عن تنامي التطلُّعات القومية الكردية وصعوبة إعادة دمج المناطق السُنّيّة في العراق، أشارت غلاسر إلى أنَّ الزعيم العراقي عليه أيضاً أن يتعامل مع المشهد السياسي المُضطَّرِب في بغداد.

وكتبت غلاسر أنَّ "العبادي، الذي يُواجه اختبار إعادة انتخابه العام المُقبِل، 2018، لديه الكثير ليقلق بشأنه، من داخل حزبه السياسي الشيعي، وكذلك من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي يُنظَر إليه على نطاق واسع باعتباره لا يزال يتحيَّن الفرصة لتعثُّر العبادي".

وانتقد ترامب أسلافه لإهدائهم العراق إلى إيران. لكنَّ عداء إدارة ترامب لإيران قد يستعدي العبادي وغيره من الشيعة العراقيين البارزين في بغداد.

وكتب بريسكوت وبنجامين: "إنَّ استخدام العراق كساحة معركة لتكون جزءاً من استراتيجية أوسع لمواجهة إيران، من شأنه أيضاً أن يغفل عن أساس الوجود الأميركي هناك، كضيفٍ مَدعوّ للحكومة العراقية. وبقدر ما يحتاجنا العراق، فنحن أيضاً بحاجةٍ إليه، خاصةً في ظل التهديدات المستمرة ضد الوطن، بما في ذلك اعتباره مركزاً للمعركة المتواصلة ضد داعش في سوريا".

وفي واشنطن، سعى العبادي لإظهار أنَّ حكومته قادرة على أن تكون شريكاً صلباً للولايات المتحدة. لكنَّ التوتُّرات الكامنة لا تزال غير منتهيةٍ بعد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل