المحتوى الرئيسى

الصورة معكوسة.. هدايا لا تقدر بثمن من الأمهات للأبناء

03/21 20:22

ولاء ضحت بسنيتن من الدراسة لترعى ابنتها.. وريهام دخلت فى تجربة غريبة لإرضاء طفلها

من المتعارف عليه أن يهدى الأبناء إلى الأمهات العديد من الهدايا فى عيدها، لكن ماذا إذا نظرنا إلى «عيد الأم» بشكل مختلف، وهو هدية الأم للأبناء فى «سنة أولى أمومة».

قد يبدو التعبير غريبا، لكنه سيكون مفهوما، إذا قرأنا هذه القصص، التى تكشف ماذا تفعل الأمهات لأبنائهن، بدافع الغريزة الأصيلة فيها، والتى تضع فلذات أكبادها قبل أى شىء آخر.

التضحية فرحة وليست كسرة وحزنا

شابة تبلغ من العمر 28 عامًا، مدرس مساعد بكلية التربية الرياضية بجامعة كفر الشيخ. تخرجت فى كلية التربية الرياضية بجامعة المنصورة عام 2010، وحصلت على المركز الثامن بين أبناء دفعتها. عملت فترة من الوقت فى أحد مراكز العلاج الطبيعى إلى أن وقعت عينيها فى أحد المرات على إعلان منشور فى أحد الصحف القومية يتضمن: «جامعة أسيوط تطلب للتعيين: معيد بقسم الإدارة بكلية التربية الرياضية»، تقدمت «ولاء أحمد» بأوراقها إلى أن تم قبولها.

هذا العمل البعيد أرهق ولاء كثيرا، تقول: «تزوجت أنا ومحمد فى مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية يوم 28 يونيو 2013، ومرت علىّ أيام صعبة، كان علىّ أن أسافر إلى عملى بأسيوط وكنت أقيم بها فى أيام كثيرة، وفى مقابل ألا أقصر فى منزلى ومع زوجى».

لكن خبرا آخر كان مفرحا ومتعبا فى نفس الوقت: «زادت المشقة أكثر عندما علمت بحملى فكنت مطالبة فى ذلك الوقت بإنهاء رسالة الماجستير الخاصة بى، وبالفعل ناقشت الماجستير فى أغسطس 2014 وكنت وقتها حاملًا فى الشهر السادس، ودخلت بعدها تأهيل الدكتوراه ونجحت وحصلت على المركز الأول، حتى أنجبت أول طفلة لى وهى (لمار)».

عليها أن تسافر بابنتها الصغيرة التى لم تتعد فى ذلك الوقت سوى بضعة أشهر قليلة، تضيف قائلة: «كنت أفكر فى عملى وسفرى وزوجى وابنتى، حاولت جاهدة ألا أقصر ولكن مرت علىّ لحظات تعب وحزن وتفكير فى المستقبل».

كان من الطبيعى أن تبحث عن عمل قريب بدلا من أسيوط، وسنحت لها الفرصة بجامعة كفر الشيخ، وتم النقل الفعلى فى ديسمبر 2016، تحكى ولاء عن تكلفة ذلك قائلة: «دخلت أولى وتانية فى الدكتوراه، ولما نقلت ضحيت بالسنتين علشان بنتى وهابدأ من الأول، مش مهم إنى أبدأ مذاكرة من الأول أو إنى أتأخر عن زملائى، لكن المكسب اللى هاخده فى المقابل إنى أبقى وسط بنتى وجوزى ده أعظم مكسب ليا، أوقات التضحية بتكون فرحة مش كسرة وزعل».

الأمومة «مش سهلة.. بس مستاهلة»

«الاستيراد واقف واللى بيخلص مش بيجيبوه تانى».. قالتها «ريهام طاهر»، ذات الـ25 عامًا، عندما وجدت نفسها محاصرة أمام صراخ طفلها الأول ذى الثلاث سنوات، عندما طلب منها دمية تشبه شخصية «وودى» الكارتونية، فما كان منها

-كأى أم- إلا أن تتجول بين المحال المختلفة للبحث عن دمية ترضى طفلها الوحيد، ولكن باءت محاولاتها بالفشل، وتابعت: «ابنى كل ما يشوف وشى يقولى عاوز (وودى)، لفيت كل المحلات ومش لقياه طبعا عشان الاستيراد واقف، وجبتله شخصيات تانية كتير بس برضه مش مقتنع إن إشمعنى ده اللى مش باجيبه».

ماذا تفعل الأم لتحقيق رغبة طفلها العزيز؟ بدأت «ريهام» فى الاستعداد لمحاكاة الدمية «وودى»، وجعلت ذلك القرار بمثابة التحدى الأعظم لها، فإما أن تفشل فى إرضاء طفلها وتحرمه من أمنية بسيطة لدمية يريدها بشدة، وإما أن تنجح فى إهدائه ما يريد ويكون من «صُنع» يدها، ولأول مرة. 

وبالفعل صنعت له ما يريد، وقدمت له الدمية. كانت تشعر بالخوف الممزوج بشغف انتظار النتيجة؛ وحدث ما لم تكن تتوقعه: «ابنى أول ما شافه فرح بيه جدا كأنه أول مرة يشوف لعبة فى حياته، ومقتنع تماما إن ده(وودى).. ممكن تكون حاجة بسيطة بس أنا سعيدة إنى حققت حلما لابنى الصغير، وممكن يكون حلم حياته إنه يجيله اللعبة دى، هاعتبر هدية عيد الأم هى إنى إتعلمت حاجة علشان خاطر ابنى».

نوع مختلف من الأمومة، تجسدها «ندى ربيع»، فتاة شابة فى أواخر العشرينيات، تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، فهى ليست أمًّا ولا تعول، هى مجرد شابة مثلها كغيرها كانت ترسم مستقبلًا لنفسها، توفى والدها وهى لا تزال طالبة فى أولى سنوات دراستها الجامعية؛ حيث شعرت بالمسئولية تجاه والدتها المريضة وأختها الصغيرة، فتحملت عبء الاهتمام بهما.

توفيت والدتها أيضا، فوجدت «ندى» نفسها مسئولة عن أختها «بسمة»، لتبدأ حديثها: «كان مطلوبا منى أن أكون الأم لأختى اللى كانت لسه يا دوب مخلّصة ثانوية عامة، كنت مطالبة بأن أكون ليها أما وأختا وصديقة، وأتابعها وأعمل كل اللى ماما كانت بتعمله».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل