المحتوى الرئيسى

4 نساء غيرن حياة “سي السيد ” السينما.. كيف كانت شخصيته الحقيقية؟

03/21 17:41

تظل صورة “سي السيد” المهيبة، ونبرة صوته، وهو ينادي زوجته “أمينة” فترتعد فرائسها، هي الصورة الأقرب للنجم يحيى شاهين في مخيلة الجمهور، رغم أن يحيى شاهين الذي ينتمي للجيل الذهبي في السينما، جسد عشرات الأدوار ما بين الشباب والكهولة، لكن بقيت شخصية سي السيد بطل الثلاثية هو الدور المحفور في ذاكرة السينما وكأنها شخصية يحيى شاهين الحقيقية، ولكنك عندما تقف أمام حياته الخاصة تجد أن المرأة لعبت دورا مؤثرا في حياة “سي السيد السينما العربية”، فلم يكن يوما “سي السيد”!

فقد النجم يحيى شاهين والده وهو في عمر العاشرة، وكانت فترة عصيبة في حياته كما يروي شاهين في لقائه مع الإعلامي طارق حبيب، فحاول شاهين مساعدة والدته وعمل في مطبعة لجمع الحروف ليلا، وصباحا يذهب للمدرسة.

حبه وتعلقه بوالدته غير مجرى حياته، بعد تخرجه من فنون التطبيقية 1935 تم تعيينه في المحلة الكبرى، ولكن كانت والدته مريضة في تلك الفترة، فقرر يحيى شاهين أن يرفض الوظيفة حتى لا يرهق والدته، وفضل البقاء معها، وعندما ذهب ليعتذر عن الوظيفة، كان أدمون تويما مدير مسرح دار الأوبرا الملكية موجودا بالصدفة، وعندما رأى يحيى شاهين عرض عليه العمل في مسرح الأوبرا، فوافق شاهين على الفور بسبب حبه للتمثيل الذي مارسه طوال فترة دراسته المدرسية، وظل يحيى شاهين متعلقا بوالدته طوال حياته، ويرى أنها الحب الحقيقي في حياته، فعاطفته وحبه لوالدته لا تقارن بأي حب آخر .

أم كلثوم بذكائها وقوة شخصيتها تركت أثرا كبيرا في حياة ومسيرة يحيى شاهين، ففي بدايته الفنية عام 1942 كان يلعب دورا صغيرا على مسرح الأوبرا وسمعت أم كلثوم بهذا الفنان الشاب الجديد، وبينما كانت تصور سومة فيلم “سلامة” مع حسين صدقي حدث خلاف بين الأخير والمخرج، فترك حسين صدقي العمل وبحثوا عن بطل آخر، فاقترحت أم كلثوم اسم الوجه الجديد يحيى شاهين، وبالفعل وقع يحيى شاهين عقد الفيلم بأجر 150 جنيها، وكان الشاب شاهين في قمة ساعدته لأنه سيقف أمام أم كلثوم، فهي فنانة شهيرة إضافة للأجرة الذي يعتبر كبيرا مقارنة بأجور المسرح.

ونشر الصحفي عبد الفتاح يونس، أحد المقربين للنجم يحيى شاهين، هذه القصة ضمن مقاله عن يحيى شاهين في جريدة الأهرام المسائي، وأكمل يونس القصة بين أم كلثوم وشاهين، والتي لم تقف فقط عند فتح أبواب السينما أمام الشاب الصاعد، بل كانت أم كلثوم تساند شاهين أثناء التصوير، وتشركه معها في الغذاء حتى توفر عليه النفقات، لأنه مازال يصعد سلم الفن، وفي إحدى المرات وهما في فترة الراحة سألته الست عن أجره، فأجاب شاهين 150 جنيها فاندهشت سومة ثم استدعت منتج الفيلم على الفور.

وعندما قابل المنتج كوكب الشرق سألته عن أجر شاهين، وطالبت بأن يأخذ نفس الأجر الذي كان سيتقاضاه النجم حسين صدق، فكان رد المنتج أن حسين صدقي نجم فكان أجره 600 جنيها لكن شاهين مازال شابا صاعدا، فجاء رد سومة حاسما أن شاهين يجب أن يأخذ نفس أجر حسين صدقي فهو يلعب نفس دور البطولة، وإلا لن تكمل أم كلثوم الفيلم، وأمام إصرار الست لم يجد المخرج حلا إلا أن يرفع أجر شاهين إلى 600 جنيه.

لم تغير هذه الواقعة حياة شاهين المهنية والمادية فقط، بل أصبح يصر على حقه، وعرف عنه في كل أعماله دقته وإصراره على الحق والصواب كما كانت صاحبة الفضل الأول في مشواره الفني أم كلثوم.

تزوج يحيى شاهين مرتين، ولم يبحث في المرة الأولى عن زوجة تشبه “أمينة”، بل على العكس بحث عن الحب وارتبط بامرأة مجرية كانت أكبر منه بعدة بسنوات، وربما يرجع ذلك لشغف يحيى شاهين بالسفر، فهو كما قال عن نفسه في لقاء تلفزيوني “لف نصف الكرة الأرضية تقريبا”.

واستمر زواجه فترة، وأنجب ولدين، ولكن لم تكتمل حياة شاهين الزوجية كما أراد، وانتهت بالانفصال وعادت الزوجة إلى موطنها الأصلي ومعها أطفالها، وانتهت زيجة يحيى شاهين الأولى التي لم يتحدث عنها كثيرا في الإعلام، لكنها جعلته يفكر في الزواج بناء على المنطق والعقل، وليس الحب فقط كما روى يحيى شاهين من قبل .

ربما لم يكن الزواج الثاني مبنيا على الحب، بل كان زواجا تقليديا، لكن السيدة مشيرة عبد المنعم أرملة الفنان الراحل يحيى شاهين أعطته الاستقرار والدفء العائلي، فأكمل حياته معها حتى رحيله وأنجبا ابنتهما داليا.

وروت السيدة مشيرة في حوارها مع جريدة النهار الكويتية قصة زواجها بشاهين الذي طلب من قريبته أن تجد له عروسة، فاختارت له السيدة مشيرة وتزوجا في حفل عائلي وعاشت معه حياة سعيدة ما بين السفر للخارج ومشواره مع التمثيل.

أما وجه سي السيد الحقيقي، فكشفت عنه أرملته قائلة إنه كان عكس شخصية سي السيد تماما رغم أنه كان مبدعا فيها، لكنه كان زوجا حنونا وطيب القلب يخاف على أسرته لدرجه شديدة، وكانت علاقته بابنته داليا علاقة من نوع خاص رغم أنه رحل وهي مازالت صغيرة، لكن السنوات التي عاشتها معه مازالت قابعة في ذاكرتها كما أكدت داليا يحيى شاهين.

ورغم أنه يبتعد تماما عن شخصية سي السيد، لكنه استطاع وبعبقرية أن يقدم سي السيد بجميع تفاصيله، ويقف عند الخط الفاصل بين سي السيد الزوج المسيطر والأب القاسي وسي السيد أحمد عبد الجواد العاشق لجليلة وزبيدة بروحه الساخرة وكأنه رجل آخر.

تمكنه من الشخصية سي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ جعله يمر بمواقف طريفة منها موقف يرويه صديقه الصحفي عبد الفتاح يونس أنه في أحد الأيام عندما كان يسير يحيى شاهين على النيل وفجأة اقتربت منه إحدى السيدات الريفيات مع ابنتها وسلمت عليه بحرارة وقالت “سي السيد.. فينك وفين أيامك ..كنت راجل بصحيح “، وطبعا كان شاهين في قمة الخجل، ولكنه بروحه الساخرة حكى القصة لزوجته السيدة مشيرة معلقا “شوفتي زوجك”.

وفي ليلة 17 مارس 1994، قبل وفاته بيوم، فقد كان عائدا من السفر بعد أن أدى فريضة العمرة ثم سافر إلى الإسكندرية مع عائلته عدة أيام، ثم اتصل بصديقة عبد الفتاح يونس الذي يقول إن يحيى شاهين سأله عن الأرض الجديدة التي طلب شاهين أن تتحول إلى مدفن لعائلته، وطلب من المقاول أن يسرع في إنهائها، ثم قص على صديقه رؤياه، فاقترح علية يونس أن يتصل بالشيخ متولي الشعراوي ليخبره عن الرؤيا، وتذكر السيدة مشيرة أنه في نفس اليوم قال لها إن وصيته أن يدفن مع والدها .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل