المحتوى الرئيسى

«الحماية المدنية» تفشل فى إخماد حرائق المسارح

03/21 10:10

رغم وجود الحماية المدنية فى جميع المسارح، فإنها فشلت فى التصدى لعدة حرائق قضت على بعضها وحصدت أرواحاً لعدد من الكتاب والفنانين بداية من محرقة بنى سويف، ثم المسرح القومى، الذى تعرض للحريق أكثر من مرة، وآخرها الليسيه، وترتب على ذلك انطفاء أنوار المسارح لعدة سنوات.

ترصد «الوطن» عدة وقائع لحرائق حدثت على مدار السنوات القليلة الماضية، ولم يكن للدفاع المدنى دور فعال فى إخمادها، ففى 5 سبتمبر من عام 2005 ذهب 50 مبدعاً ضحية حريق نشب أثناء عرض مسرحى بعنوان «من منا»، لفرقة نادى طامية بالفيوم، بقصر ثقافة بنى سويف، نتيجة سقوط «شمعة» من خلفية ديكور العرض أحرقت القاعة بأكملها، ورغم محاولات إخماد الحريق إلا أن اللهيب قد ارتفع وأمسك بالستائر والسجاد والديكور، فسقط السقف المكون من «الفوم» ليتحول لنيران سائلة تتساقط فوق رؤوس الجمهور والممثلين، وتقدم فاروق حسنى وزير الثقافة آنذاك باستقالته إلا أن «مبارك» لم يقبلها، وفى مساء يوم 27 سبتمبر من عام 2008 نشب حريق فى صالة العرض بالمسرح القومى، ووقتها صرحت مصادر من الإدارة العامة للدفاع المدنى، بأن النيران استمرت نحو ساعتين، وانتقلت 30 سيارة إطفاء إلى المسرح، وآخرها حريق مسرح الليسيه بوسط القاهرة، وتم الدفع بـ14 سيارة إطفاء لإخماده، وتبين من خلال الفحص أن النيران التهمت كميات كبيرة من الكراسى الجلدية والأخشاب وجميع أجزاء المسرح وكافتيريا خاصة به ومواد أخرى ساهمت فى تزايد النيران بالمكان.

«حسن»: ضرورة تشكيل لجنة للانتهاء من شروط الحماية المدنية فى جميع المسارح ويلتزم وزير الثقافة بتوفير النفقات.. و«مصطفى»: نحاول تفادى الخسائر البشرية

فيما رفض المخرج إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح وأحمد عبدالعزيز، مدير إدارة الحماية المدنية بالبيت الفنى، التعليق حول أسباب وقوع حوادث متكررة فى المسارح وإجراءات الحماية المدنية المطلوبة لمنع تكرار تلك الحوادث.

وقال المخرج محمد حسن، إن «الحل الأمثل لتطبيق الحماية المدينة، هو تشكيل لجنة للانتهاء من إجراءات الحماية المدنية فى جميع المسارح، ويلتزم وزير الثقافة بتحمل كافة النفقات بدلاً من بناء منشآت إدارية ليس لها قيمة ويتم الصرف عليها بالملايين، فالأولوية لما فيه خطورة».

وأضاف «حسن» لـ«الوطن»: نحن مع إجراء بعض التعديلات على الحماية المدنية لكن دون أن تكون «غولاً» يعرقل قيامنا بوظيفتنا ودورنا، والتى تؤدى لغلق المسارح، فمنذ حادث بنى سويف، ونحن قلقون من فتح المسارح، و«فاشلون» فى الإدارة.

وتابع: «أثبتت التحقيقات أن حريق المسرح القومى أسبابه خلل فى نظام التشغيل، ونفس الجهاز يتم استخدامه فى مسرح السلام وجميع المسارح الأخرى، وطالبت بتشكيل لجنة لمراجعة هذا العيب، ولم يتحرك أحد حتى نشب الحريق فى مسرح السلام، ولا حياة لمن تنادى.. وكل واحد من القيادات عايز يفضل قاعد كده على الكرسى ويرمى المشكلة على اللى بعده».

وتساءل عن أسباب تأخر افتتاح مسرح السلام قائلاً: «خايفين تفتحوه ليه؟، إيه المشكلة اللى فيه؟ ليه حابسين مسرح رغم صرف ملايين عليه؟ ما هو العيب؟، وليه كل ما يفتحوه يحصل فيه مشكلة؟، أليس هذا إهداراً للمال العام».

فيما قال المهندس مدحت مصطفى، المشرف على المشروعات الهندسية للمسارح، إن «الفكرة الأساسية فى مواجهة الحريق، تتمثل فى تأمين البشر، بمعنى محاولة منع وصول الحريق للأماكن التى بها أشخاص، ومنع الدخان لأنه مؤذٍ أكثر لسرعة انتشاره والتى تصل لما يقرب من 100 متر من الحريق، فالخطة الأمنية من مهامها خروج الأفراد من أماكن مؤمنة خالية من الحريق والدخان، فى مناطق معينة بالمسرح باسم ممرات خروج عن طريق ما يسمى بخطة إخلاء لكل المسارح».

وأضاف «مصطفى» لـ«الوطن»: «هناك خطة معالجة سنوياً بمادة مانعة للحريق معترف بها دولياً، لبعض الأماكن مثل خشبة المسرح، وغرفة الفنانين، والكهرباء، تمنع حرقها وتأخره لمدة تزيد على نصف ساعة، ولا ينتقل لما بعده، ويمكن أن نقول إن مشكلة المسارح فى مصر أن كل موادها قابلة للاشتعال لأن معظمها من الأخشاب أو الفوم أو الفيبر، خفيفة الوزن ومستخدمة فى العناصر الداخلية للديكور والكراسى».

وتابع: «فى حالة وجود تكييف مركزى أقوم بتحويله من ضخ هواء لسحب هواء طبقاً للكود المصرى لمكافحة الحريق».

وقال: «خزان مياه المسرح القومى سعته 650 متراً مكعباً، أكبر من المحطة الموجودة فى الدفاع المدنى نفسها، لأن كمية المياه لا بد أن تكفى لساعة، ونتعامل مع المسارح على أنها فى المرتبة الأولى فى الخطورة، بجانب السينمات والمولات، لأن أعداد البشر بها كبير وخطورتها عالية، وتم الاستعانة بمادة fm200 غير ثانى أكسيد الكربون، لا تؤذى الخامة ولا البشر، ذات تكلفة عالية جداً تصل الأنبوبة إلى 50 ألف جنيه بوزن 12 كيلو، والاستخدام حسب سعة المكان، وخطورتها أنها سهلة الفتح عن طريق الإنذار حتى لو كان دخان سيجارة».

وأضاف: «لن نستطيع منع الحريق، وإنما نحاول تفادى الخسائر البشرية والمبنى يكون سليماً بأقل الخسائر، والإهمال طبيعة بشرية، والدليل أن حريق المسرح القومى كان بسبب اشتعال الصواريخ فى العيد ودخل أحدهم للمبنى واشتعلت النيران، فضلاً عن قلة التدريب والصيانة، والمشكلة الرئيسية فى الحماية أنها ليس لها تخصص وكل الشغل بالاجتهاد».

وتحدث المخرج أحمد السيد، عن السلوك الخاص بالحماية المدنية قائلاً: «هل المسارح حالياً بها فكرة تجربة الدفاع المدنى، بمعنى أن المياه تهطل وتغرق المسرح؟، لا يوجد، لأننا لو فى حالة حدوث جهاز الإنذار، الناس تقوم بشيئين وهما إما يتم إغلاق جهاز الإنذار أو الناس تخرج باندفاع فيحدث إصابات، لماذا لا نجرى تجربة؟».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل