المحتوى الرئيسى

"زوجة الساحر" تواجه شرور الاستعمار الفرنسي

03/21 00:29

في سلسلة روايات الهلال الشهرية صدرت رواية “زوجة الساحر” تأليف الكاتب الأيرلندي برايان مور الذي سجل في هذا العمل الكبير استعدادات الإمبراطور نابليون الثالث عام 1856 لاستكمال غزو الجزائر، وإحكام السيطرة على منطقة القبائل في العام التالي.

ويستعين الإمبراطور بأشهر ساحر آنذاك، ويرسله في بعثة “ناعمة” إلى الجزائر، وهو يدرك أنه مجند في جيش الإمبراطور، وتتلخص مهمته في إلهاء الشعب، وزعزعة ثقته بقادته الذين لهم كرامات، ويعلنون الجهاد لتحرير بلادهم من الفرنسيين، حيث يمتلك الساحر ألاعيب ومهارات أكثر تفوقا، ويستطيع بها أن يشغل الناس، إلى أن يتمكن للإمبراطور من إعداد جيش يفتح له بوابة على إفريقيا.

  في الرواية التي ترجمها المترجم المصري هشام ممدوح طه، يجري السرد على لسان “إيميلين” زوجة الساحر وهي تتمتع بروح عذبة، وشعور إنساني بمحبة الناس عموما، ولا تفترض الشر في أي أحد، وتفاجأ بعنصرية القادة استحلالهم للبشر واتخاذهم عبيدا، كما كان زوجها أيضا قبل الرحلة إلى الجزائر وخلال إقامته فيها يعتبر العرب، الجزائريين تحديدا، “متوحشين”، ولا يرى لهم حرمة، ويؤمن بأن مهمته إنقاذ لبلده، فتندهش زوجته الساذجة التي لا تزال سليمة الفطرة، وتتساءل: “بلدنا؟ وماذا عن هذا البلد؟”.

ترصد الزوجة التي لم تفقد آدميتها أبدا كيف استطاع الاستعمار الفرنسي خلال ربع قرن من تحويل المساجد إلى كنائس ومسارح. وتشعر بحب عميق للجزائريين وعلى رأسهم السيد “بوعزيز” وابنته، وتنفر من بني وطنها وتراهم شياطين. ومن أجواء الرواية:

“المرابط هو الذي يستطيع إعلان الجهاد، أو الحرب المقدسة ضدنا. فى الوقت الحالي، يا صاحب الجلالة: الجزائر عن بكرة أبيها يسيطر عليها شخص يدعى بوعزيز، هو مرابط ذو كاريزما، ظهر في الجنوب ويقال إنه يمتلك قدرات تعجيزية. وبسبب سلطانه، إذا ما أعلن حربا مقدسة، سيعتقد العرب أن الرب يقف إلى جانبهم، وإذا ما قاتلوا سيهزموننا. كان اقتراحي، الذي يوافقني فيه الحاكم العام راندون، إذا ما استطعنا جعل مسيو لامبير يذهب إلى الجزائر، وننظم له عدة عروض أمام مشاهدين من السكان الأصليين، قد نقنعهم بأن الإسلام لا ينفرد بامتلاك قدرات تعجيزية. بمعنى أخر، سنقدم لهم مرابطا آخر أعظم من بوعزيز ونقنعهم بأن الرب ليس إلى جانبهم إنما إلى جانبنا نحن”.

برايان مور (1925 ـ 1999) الذي خدم في الجزائر في الحرب العالمية الثانية، له أكثر من 20 رواية، وتحول بعضها إلى أفلام سينمائية منها “الروب الأسود” (1991) و”التقرير” (2003)، وقد قال عنه الروائي البريطاني جراهام جرين: “إنه كاتبه المفضل من بين الأحياء”. وكثيرا ما كانت تشغل برايان مور الأفكار التي تمس قضايا الإيمان والكهنوت والالتزام الديني وناقشها فى كثير من رواياته. وكانت «زوجة الساحر» المنشورة عام 1997 آخر رواياته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل