المحتوى الرئيسى

لماذا لا تتولى سحر نصر وزارة الصحة؟!

03/20 22:08

أعتقد أن فى تجربة الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، ما يجعلنا نتوقف قليلاً أمامها.. بل ونحلل معطياتها ونتائجها.. ودروسها المستفادة بصورة أكثر دقة.. ربما لنرى ما لم نكن نراه فى كل من سبقوها إلى مقعد الوزارة من السيدات من قبل!

ففى تأمل متمهل دقيق لنموذج سيادة الوزيرة.. سنجد تلك السيدة الناجحة عملياً.. التى تمكنت فى وقت قصير من أن تتبوأ منصباً مهماً فى البنك الدولى.. لتحطم كل القيود التى تحيط بالمرأة المصرية العاملة.. ولتثبت أحقيتها فى ما وصلت إليه من مناصب قيادية دولية بنجاح مشهود له من معظم المنظمات الاقتصادية الدولية التى عملت لحسابها.. ذلك النجاح الذى منحها فى النهاية وعن استحقاق كرسى وزارة التعاون الدولى فى حكومة المهندس شريف إسماعيل منذ ما يزيد على العام ونصف.. ومنحها وزارة الاستثمار فى التعديل الوزارى الأخير.. بل ووزارة قطاع الأعمال بصورة مؤقتة فى الأيام الأخيرة، فى شهادة جديدة من النظام بأنها جديرة بالثقة!

إنها نموذج ينبغى دراسته فى كيفية اكتسابها الثقة من كل من حولها.. ونجاحها فى تنفيذ خططها المستقبلية فى هدوء واثق تتسم به.. وبابتسامة لا تفارق وجهها حتى فى أصعب المواقف! لقد نجحت سيادة الوزيرة فى أن تمزج الفكر الغربى لإدارة ملفاتها الشائكة بالطابع الحكومى.. فى مزيج فريد من الحزم والصبر.. مع فتح الأبواب أمام التجديد وتقبل الآراء الأخرى.. التى تثرى المنظومة ولا تهددها!

الطريف أنه فى المقابل نجد وزارات خدمية أخرى -مثل وزارة الصحة على سبيل المثال- تعانى من أخطاء فردية جسيمة.. وانفراد عجيب بالقرار.. وعقم إدارى متوارث عبر عقود.. كلها أخطاء أدت فى النهاية إلى تحولها لهيكل متهالك من الموظفين جالسى القرفصاء.. كجدهم الكاتب المصرى المكتحل!

إنها نموذج للوزارة المكلومة التى كانت ولم تزل تعانى.. والتى تتلخص مشاكلها فى انهيار حاد لمستوى خدماتها الذى يزداد سوءاً كل يوم.. وعبئاً على النظام الذى يحاول السيطرة على سلبياتها دون جدوى.. فى ظل انشغال وزيرها بمعاركه الإعلامية.. التى كانت آخرها تصريحاته غير المفهومة عن تسبب «عبدالناصر» فى انهيار الصحة والتعليم.. ثم نفى تلك التصريحات مرة أخرى.. بينما تتفاقم أزمات نقص الأدوية وعجز المستشفيات من حوله.. ويقف صف قيادات وزارته الأول فى انتظار الفرصة لاقتناص منصب أعلى.. أو تمنى رحيل وزير ومجىء آخر!

الصورة كلها تجعل البعض يتمنى.. لو تولت سيادة الوزيرة وزارة الصحة أيضاً بجانب وزاراتها المتعددة.

والحقيقة أن المراقب للصورة سيجد الأمر -على الرغم من طرافة الفرضية ذاتها- قد يبدو أفضل للوزارة بل وللنظام بأكمله!

فالوزارة تحتاج لتجديد مُلِح لدمائها.. تحتاج لأفكار أكثر جرأة.. ووزير يجيد استغلال مقومات النجاح المتاحة لديه.. والتغلب على المعوقات بهدوء وحزم.. بل وأن يدرك أهدافه بصورة أكثر وضوحاً.. مع تعامل إعلامى ذكى ومنظم لتوضيح الأهداف وخطة العمل.. الأمر الذى يجعله يقدم خططه للرأى العام بشكل أكثر حرفية.. وهو ما تفعله سيادة الوزيرة بشكل كبير.

أعتقد أن نموذجاً كسحر نصر ربما يحتاج الكثير من الوزراء أن يتخذه مثالاً أمامه.. وأن يصبح الهدف لديهم هو الوصول إلى هذا القدر من النجاح الهادئ الواثق.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل