المحتوى الرئيسى

النوم السيء يصبح كابوسا يؤرق الألمان

03/20 21:31

ما الفرق بين النوم السيء والأرق؟ ربما جاز القول إن تعرض الإنسان لصعوبات ليلا فيما يتعلق ببدء النعاس ثم النوم العميق لا يعد مشكلة نوم. ولكن إذا حدثت هذه الصعوبات ثلاث مرات في الأسبوع وعلى مدى أكثر من ثلاثة أشهر، فإن الخبراء يتحدثون عندئذ عن اضطرابات في النعاس أو اضطرابات في الاستغراق في النوم.

وإذا تزامنت هذه الاضطرابات مع الشعور بالإرهاق نهارا وأدت إلى تقصير الإنسان في دوره الوظيفي والاجتماعي، فإن الخبراء يصفون ذلك بـ "الأرق الشديد". ووفقا للتقرير الصحي لشركة DAK الألمانية للتأمين الصحي لعام 2017، فإن 80% من العاملين من شملهم استطلاع بهذا الشأن قالوا إنهم يعانون من وقت لآخر من "مشاكل في النوم" أي بزيادة 66% عن تقرير مشابه عام 2009.

وأظهر البحث، الذي نشرته صحيفة بيلد الألمانية، أن عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم في ألمانيا زاد بشكل كبير خلال الأعوام الأخيرة. وأوضح البحث أن اضطرابات النوم لدى موظفين بألمانيا في المرحلة العمرية التي تتراوح بين 35 و65 عاما، زادت بنسبة 66 بالمئة منذ عام 2010.

إرسال فيسبوكƒ تويتر جوجل + Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

وذكر التأمين الصحي الألماني ذلك في تقريره الصحي لعام 2017 تحت اسم "ألمانيا تعاني من سوء النوم -مشكلة يتم التهاون معها"، وأوضح التقرير الذي قدم في برلين أن نسبة متزايدة من الموظفين يعانون من اضطرابات نوم شديدة للغاية. ومنذ عام 2010، ارتفعت اضطرابات النوم عند المهنيين بنسبة 66 في المئة. ومن بين أخطر أنواع الأرق كانت اضطرابات النوم أو الشعور بضرورة البقاء نائما، وسوء نوعية النوم والنعاس أثناء النهار والتعب وبالتالي يعاني كل عشرة عمال (9.4 في المئة)، بزيادة قدرها 60 في المئة منذ عام 2010.

يشار إلى أن اضطرابات النوم وتأثيرها على العمل تعد موضوعا أساسيا للصندوق في تقريره الصحي السنوي.

ويمكن أن ترجع اضطرابات النوم إلى أسباب مختلفة تتنوع بين وجود ضوضاء في الوسط المحيط بالشخص ليلا وتصل إلى المعاناة من الضغط العصبي في مكان العمل أو في محيط الأسرة. وقد تتسبب إضرابات النوم في الإصابة باضطرابات نفسية وجسمانية، كما أنها قد تؤدي إلى الإصابة بالإعياء وعدم التركيز في العمل وزيادة عدد أيام التغيب عن العمل.

وتظهر الدراسة أيضا أن الغالبية العظمى من المصابين لا تعامل هذا الأمر بجدية ولا تذهب إلى الطبيب.

تفرز الغدة الدرقية هرمونات تنظم عملية الاستقلاب، وعند الإصابة بقصور في الغدة الدرقية، ينخفض تركيز ثلاثي يودوثيرونين والثيروكسين، ما يؤدي بدوره إلى انخفاض النبض ويدفع للشعور بالتعب. حتى فرط نشاط الغدة الدرقية يشعر بالتعب، إذ يدفع الخلايا لاستهلاك المزيد من الأكسجين وينتج عن ذلك زيادة في خفقان القلب. ولذا ينصح خبراء الصحة لدى الشعور الدائم بالتعب التوجه للطبيب للتأكد من سلامة الغدة الدرقية.

يعد نقص الحديد أحد أسباب الشعور الدائم بالتعب، وينتج عن ذلك الإصابة بفقر في الدم، ما يعيق كريات الدم الحمراء عن نقل الكمية الكافية من الأكسجين إلى كافة خلايا الجسم، وينتج عن ذلك شعور دائم بالتعب وقلة في التركيز. وللتغلب على نقص الحديد ينصح خبراء التغذية بتناول السبانخ والبقوليات واللحوم، فضلا عن تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين "C" إذ تعزز امتصاص الحديد في المعدة والأمعاء.

يعاني البعض من مشكلة الحساسية تجاه الغبار في المنزل، ما يدفعهم لتناول الأدوية لتخفيف آثار الحساسية، وغالبا ما تكون هذه الأدوية هي مضادات الهيستامين. صحيح أن هذه الأدوية تقلل من تأثير الحساسية، لكنها تتركز في الخلايا العصبية في الدماغ وتدفع للشعور بالتعب. لذا ينصح خبراء الصحة أولئك الذين يعانون من الحساسية بتناول الأدوية قبل النوم، علما أن تأثير أدوية الحساسية يختلف وفقا لمكوناتها.

توصل باحثون من كلية الطب في جامعة بنسلفينيا، إلى أن شرب كميات قليلة من السوائل في اليوم يؤثر بشكل سلبي على النوم. وحصل الباحثون على هذه النتائج بعد تحليل بيانات لـ4500 شخص شاركوا في الاختبار. ووجدوا أن النوم و تناول السوائل يرتبطان بعلاقة يمكن وصفها بـ"حلقة مفرغة"، أي من لا يشرب كافيا أثناء النهار ينام سيئا والعكس صحيح. و يوصي خبراء الصحة بشرب مالا يقل عن لتر ونصف من السوائل يوميا.

يساعد هرمون الأنسولين الخلايا في الجسم على امتصاص الغلوكوز من الدم وتحويله إلى الطاقة اللازمة للجسم. إلا أن هذه العملية الحيوية تكون غير ممكنة لدى المصابين بالسكري من النمط الثاني، ما يدفع مرضى السكري للشعور بالتعب والخمول. لذا ينصح خبراء الصحة أولئك الذين يشعرون بخمول ونعاس أثناء النهار بالتوجه إلى الطبيب لإجراء اختبارات الدم اللازمة والتأكد من عدم الإصابة بالسكري.

تؤكد العديد من الدراسات أن قلة الحركة تدفع للشعور بالتعب. إحدى هذه الدراسات أجريت عام 2012 من قبل "كوشران كولابوراسييون" وهي شبكة ألمانية مستقلة من الأطباء والباحثين. وشارك في الدراسة حوالي 4000 مريض بالسرطان. ووجد الباحثون أن التمارين الرياضية يمكن أن تخفف من التعب والخمول المرتبطة بمرض السرطان، ما يعني أن الرياضة أو حتى التنزه في الهواء الطلق كفيل بالتخلص من الشعور الدائم بالتعب والنعاس.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل