المحتوى الرئيسى

لعنة الفراعنة تصيب وزير إعلام السودان

03/20 18:18

زعم وزير الإعلام، المتحدث باسم الحكومة السودانية، أحمد بلال عثمان، أن السودانيين حكموا مصر، قائلا: "لا يعلم الكثيرون أن فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر"، مستندا إلى قول الله تعالى (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْم أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِى مِنْ تَحْتِى أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، وذلك فى تزييف متعمد للحقائق وتاريخ وحضارة مصر القديمة الممتد لآلاف السنين.

وتطاول الوزير السودانى، أن بلاده ستقوم بتوضيح للعالم أن الأهرامات السودانية أقدم من المصرية، قائلا: "أهرامات البجراوية أقدم من الأهرامات المصرية بألفى عام، وهو ما سنعمل على توضيحه للعالم".

زاهى حواس ردًا على وزير الإعلام السودانى: كلامك تخاريف وأهراماتنا أقدم بـ2500 عام

وفى هذا السياق قال الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار السابق، إن الأهرامات السودانية المعروفة باسم "الأهرامات المروية" تعود للعصر المتأخر، وعمرها حوالى 2500 عام، لكن الأهرامات المصرية عمرها 5000، وأول هرم فى التاريخ هو هرم الملك زوسر، ولدينا 123 هرمًا خاصة بالملوك والملكات، كلها أقدم من الأهرامات السودانية.

وأضاف "حواس"، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أنه بالنسبة لفرعون موسى فلا يوجد أى دليل إطلاقًا على أنه سودانى، وأن ما قاله وزير الإعلام السودانى مجرد تكهنات ليس لها أى أساس من الصحة، ولا يستطيع أى عالم آثار أو تاريخ أو دين تأكيد من هو فرعون "الخروج" إطلاقًا، وأما بالنسبة لجنسيته فكل الشواهد تؤكد أنه مصرى.

وتابع "حواس": "لدينا لوحة بالمتحف المصرى معروفة باسم لوحة النصر أو لوحة إسرائيل، وهى عبارة عن نص مكتوب من شاعر يُمَجِّد فى الإله مرم بتاح ابن الإله رمسيس الثانى، وفى هذه اللوحة إشارة إلى أن شعب اسرائيل أبيدوا وانتهت بذرته".

وأوضح "حواس"، أن كلمة "إسرائيل" ليس ورائها مخطط مدينة، أى أنهم كانوا شعب بلا مدينة، بالإضافة إلى أن بعض علماء المصريات أكدوا أن كلمة "يزرين" لا تعنى إسرائيل، وتابع: "نعرف أن الشاعر لن يكتب قصيدة يمجد فيها ملك إلا إذا كان الملك حى، ونعرف من خلال الكتب السماوية أن فرعون موسى قد غرق فى البحر، وهذا يؤكد أن فرعون الخروج كان قبل مرم بتاح، ولكن لا يستطيع أحد أن يؤكد من هو، وفى هذه الفترة لم يكن للسودانيين حكم على مصر إطلاقًا".

وأشار "حواس"، إلى أن فترة حكم السودانيين لمصر كانت فى العصر المتأخر فى الأسرة 25، ولا يمكن لفرعون أن يكون فى هذه الأسرة، وأنه خلال الأسرة الـ19 أو قبلها، وهذا يؤكد تخاريف وزير الإعلام السودانى.

نائب عن تصريح "أهرامات الخرطوم": حاكم شمال السودان كان مصريا لقبه "الابن الملكى"

وبدوره رد الدكتور نادر مصطفى، أمين سر لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان، على تصريحات أحمد بلال عثمان، وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية التى زعم فيها أن فرعون موسى كان سودانيًا وأهرامات السودان هى الأقدم، قائلا: "ينبغى أن ننطلق من الحقائق الحضارية والتاريخية والجغرافية الثابتة علميًا، فإذا تحدثنا عن الحضارة المصرية فالسودان هى محطة مهمة على الإمداد الطبيعى لها الذى وصل إلى منابع النيل".

وأضاف "مصطفى"، فى تصريحات لـ"برلمانى": "حضاريًا شمال السودان مصرى، فنصف السودان حتى الخرطوم كانت تابعة لمصر على مر التاريخ، وعاش المصريون فى شمال السودان وجاء السودانيون إلى مصر واختلطوا كشعب واحد له نفس الثقافة والحضارة التى يستحيل فصلها، وصنع المصريون حضارة السودان، وأنشأوا هناك أهرمات صغيرة على غرار الأهرامات المصرية، وحاكم شمال السودان كان مصريًا لُقِّبَ بالابن الملكى نائب الملك، بل وأكثر من ذلك أنهم أبحروا بمراكب البردى فى الدولة الوسطى، وتركوا فى أوروبا آثار على غرار حضارتهم".

وتابع النائب الدكتور نادر مصطفى: "أما عن الاستشهاد بالآية الكريمة وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْم أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ، وتفسيرها خطًأ عن أن السودان بها عدة أنهار، ففى مصر والسودان نهرًا واحدًا له روافد من المنابع فى السودان ومصبات فى الدلتا بمصر، وخلال الفتح الإسلامى لمصر، كانت الدلتا 3 أفرع وكان للمصب فى عهد الفراعنة 10 أفرع، وبقى منهم اثنين إلى الآن".

وقال أمين سر لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان: "أما عن فرعون موسى؛ فعمليًا لم يحدد العلماء هويته من بين الفراعنة المصريين، وما قاله وزير الإعلام السودانى ينطوى على العديد من المغالطات العلمية التى تخالف تاريخ الحضارة المصرية وحقائق الجغرافية، وينطوى على استغلال سياسى فى ثوابت حضارة عظيمة راسخة فى أذهان وقلوب الدنيا، وتتعارض تصريحاته مع ما وقر فى نفوس شعبى مصر والسودان من روابط حضارية وثقافية أزلية لا يستطيع مسها سياسيًا أى كان".

ووكيل ثقافة البرلمان: المسألة من أهواء شخصية وعليه الرجوع إلى التاريخ الحقيقى

وفى هذا السياق، قالت النائبة نشوى الديب، وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، أن على الجميع الرجوع إلى التاريخ الصحيح قبل الخروج بهذه التكهنات، حيث إن التاريخ هو مقياس كل شىء، وأن المسألة به لن تقاس بالآراء والأهواء الشخصية، إنما تبنى على المعلومات، قائلة: "كل واحد حر فى رأيه بس يرجع للتاريخ للتأكد أولا".

وتابعت نشوى الديب، فى تصريحات لـ "برلمانى"، أنه على وزير الإعلام السودانى قبل طرح ما قاله فى وسائل الإعلام كان عليه أن يعود للمعرفة الحقيقة التى بنيت على أحداث التاريخ الحقيقى وليس أهواء "البنى أدمين".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل