المحتوى الرئيسى

نشوى فاروق تكتب: استوصوا بالنساء خيرا | ولاد البلد

03/20 14:59

الرئيسيه » رأي » نشوى فاروق تكتب: استوصوا بالنساء خيرا

 هى أمك ..هى حبيبتك، هى زوجتك، هى شقيقتك، هى التى تشقي لأجلك، هى من كرست حياتها لك، هى من تقودك للنجاح، هى من تعينك علي مصاعب الحياة، هى من تضع يدها في يدك لتأسيس مستقبل أفضل، هى الرحم الذي حملك وأخرجك للحياة وهى الرحم الذي جعلك رحيم، إذن فهى كل الحياة، هى نصف المجتمع، هى التى تقف خلفك، هى الزهرة التى تعطر لك حياتك.

أعتقد أن أغلب الجمل السابقة أصبحت مجرد أكلشيهات محفوظة للمتاجرة بالمرأة والعبث بقضاياها وحقوقها، لأن المرأة بالفعل هى أكثر من نصف المجتمع، ولكونها من شكلت هذا المجتمع الذي تنتمى أنت له.

نعم المرأة هى المجتمع بأكمله، هى من جعلتك قائدا، رجلا صاحب قرار، المرأة هى التى عملت من أجل أولادها وكافحت من أجل مستقبلها علي مر التاريخ، ولن تحتاج المرأة ليوم أو شهر أو حتى عام للاحتفال بها، لأن الحقيقة تقول أن المرأة هى كل الحياة.

نعم المرأة كل الحياة منذ العصر الفرعونى حينما سجل التاريخ دور الملكة “إياح حتب” أو “إياحة” زوجة الملك”سقنن رع”،  والتى دعمت زوجها في حربه ضد الهكسوس حتى أن توفي، و لم تكتفي بذلك بل قدمت ابنها الكبير “كامس” في الحرب، حتى مات هو الآخر، ولم تكتف بل وقفت بجوار أبنها الملك “أحمس” وكان وقتها عمره لا يتعدى 10 سنوات، وأجبرته علي إدارة مقاليد الحكم، وقبيل التحرير، أعلنت “إياح حتب” نفير الحرب، وألقت خطاب حماسي، قالت فيه لابنها أحمس: “لا تعود إلا بالنصر” حتى أن أصبح أحمس قاهر الهكسوس.

ومن إياح حتب إلي حميدة خليل، وشفيقة محمد، أول سيدتين استشهدتا في ثورة 1919 حيث خرجتا  في مظاهرتين نسائيتين وكانت كل منهما تقود واحدة، ويهتفان بسقوط الاحتلال البريطاني، ويطالبان بعودة الزعيم المنفي سعد زغلول، حتى أن انطلقت رصاصات الغدر البريطاني لتخترق صدريهما وتعلن استشهادهما في يوم 16 مارس.

كل هولاء نماذج لنساء مصريات قرروا تغيير واقعهن علي مر العصور، ليؤكدن أن النساء قادرات علي تخطى الصعاب وصنع القرار وتأكيدا منهن علي أنهن كل الحياة، ومن الجهل أن نحصر دور المرأة المصرية في المطبخ أو نتهمها بأنها عورة يجب أن نخفيها وكأنها وصمة عار،  لأنها إمراة خلقت من ضلع أعوج.

وعلى رجل الدين الذي وصف المرأة بأنها عورة وأنها ناقصة عقل ودين، يجب عليه أن يقرأ دينه أولا  ليعلم أن الله ورسوله كرم المرأة في الاسلام وكرمها في المسيحية، ولنذكر جميعا أن المرأة في الاسلام كانت هى السيدة خديجة بنت خويلد وهى أول من أسلمت وكان لها دور كبير في نشر الحق والعدالة وذلك لرجاحة عقلها، و أسماء بنت أبي بكر، ذات النطاقين، والتى كانت معروفة بأنها حاضرة القلب والعقل، والسيدة هاجر أم الذبيح والذي سجلت دورا رائعا للمرأة العاقلة والزوجة المطيعة والأم الحانيةK والمرأة في المسيحية كانت هى مريم العذراء التى أنجبت سيدنا عيسي وتحملت كل الاتهامات البشرية حتى أن وضعت المسيح، لقد كرم الله المرأة في كل  الأديان.

ليس دور المرأة جديدا، لذلك كفاكم متاجرة بالمرأة وقضاياها، وفقط استوصوا بنسائكم خيرا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل