المحتوى الرئيسى

في حوار لـ«الدستور».. نادية زخاري: مصر خارج «حزام الأمان» في البحث العلمي

03/19 21:34

عضو «القومى للمرأة» قالت إن القاهرة تحتل المرتبة 117 من أصل 142

تعيين سيدة محافظًا صفعة رئاسية للتيارات الدينية المُتشددة وعلى رأسها السلفيون

«السيسى يمتلك جرأة وشجاعة بحق المرأة».. هكذا وصفت الدكتورة نادية زخارى، عضو المجلس القومى للمرأة، وزيرة البحث العلمى الأسبق، تعامل الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع المرأة فى عامها، مشيرة إلى أن العام بدأ بهدية من الرئيس، بتعيين سيدة فى منصب محافظ البحيرة، فى تحدٍ كبير للتيارات الدينية المُتطرفة. وانتقدت «زخارى» فى حوارها مع «الدستور»، تضاؤل ميزانية البحث العلمى، ما جعل مصر تحتل مركزًا متأخرًا بين دول العالم، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات، ما يدفع العلماء المصريين إلى الهجرة.. وإلى نص الحوار:

■ بصفتك إحدى قيادات استراتيجية 2030.. كيف ترين مستقبل مصر معها؟

- الاستراتيجية تضم أكثر من شق يهدف إلى تنمية مصر فى المستقبل، من بينها البحث العلمى الذى هو مجال تخصصى، وكان الهدف أن يتحول الشعب المصرى إلى شعب يتعلم ويفكر ويبتكر، بعيدًا عن الحفظ والتلقين، وتطوير العملية التعليمية بجميع فروعها ومجالاتها، وأن يحتل البحث العلمى مكانة أفضل مما عليه الآن، وأن يتم وضع معايير واضحة تحدد مستوى تقدم البحث العلمى، وهو الحصاد المتوقع من تطبيق الاستراتيجية على مستوى البحث العلمي، فى ظل تشجيع ونوايا حقيقية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، للاهتمام بالبحث العلمى، وتدشينه العديد من اللجان الاستشارية العلمية والبحثية، من أجل التعرف وتقديم الجديد فى مجال البحث العلمى، ومشروع «القاهرة تبتكر»، هو فكرة الرئيس، ويهدف إلى تقديم جيل جديد من المُبتكرين والمخترعين للبلاد.

■ كيف يمكننا تقييم مستوى البحث العلمى فى مصر؟

- هناك العديد من المعايير التى يتم على أساسها تقييم عملية البحث العلمى، على رأسها يأتى مقياس نسبة تطور الأبحاث، ومدى نشر الأبحاث العلمية على المستوى الدولى، وتحولها إلى مرجع دولى للعلماء والباحثين الأجانب، علاوة على ارتفاع مستوى البحث العلمى فى مجال علم الكيمياء والإلكترونيات.

■ إذن لماذا تحتل مصر مرتبة متأخرة على مستوى البحث العلمى فى العالم؟

- مصر تحتل المرتبة 117 من أصل 142 على مستوى العالم فى البحث العلمى، وهى مرتبة متدهورة للغاية ومحبطة وتضعنا فى ذيل القائمة، والسبب الرئيسى فى ذلك هو ميزانية البحث العلمى الضعيفة للغاية وفقًا للدستور، التى تبلغ 1% فقط، وعلى الرغم من ذلك لا يتم تطبيقها من الأساس بكامل بنودها وفقًا لنص الدستور، وإن كان يجب أن تصل هذه النسبة إلى حوالى 2%، لكى تكون البلاد فى منطقة الأمان بالنسبة لميزانيات البحث العلمى على مستوى العالم، وهو ما يُعد أمرًا سيئًا للغاية لو علمنا أن دولة مثل الولايات المتحدة تحصل على عائد 4 دولارات مقابل كل دولار يُصرف فى مجال البحث العلمى، وهو ما لا يتحقق فى مصر، إذ لا يحقق البحث العلمى عائدًا يذكر، كذلك الأمر فى دولة مثل إسرائيل التى تبلغ فيها ميزانية البحث العلمى 4% من الموازنة العامة، وتحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم، والمرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط.

■ وما معوقات البحث العلمى فى مصر خلاف الميزانية؟

- للأسف الشديد حال المعامل العلمية فى الجامعات متدهور للغاية، وغير مجهزة بالشكل الملائم لإجراء التجارب والأبحاث العلمية، وبالتحديد فى جامعات الصعيد والأقاليم، وكذلك عدم وجود تعاون من رجال الأعمال فى تبنى مشروعات تطور من البحث العلمى، علاوة على الاضطرار لاستيراد علماء من الخارج، وعلى النقيض يتم تصدير العديد من العقول النابغة والمبتكرة إلى الخارج، وتستفيد بها تلك الدول وتخسرها مصر.

■ ولماذا تُهاجر العقول المصرية إلى الخارج؟

- نظرًا لتوافر الإمكانيات والمعامل والتسهيلات التى تمكنهم من إجراء تجاربهم العلمية وتطور من مستواهم العلمى، بينما هنا تسود حالة من الروتين والمُناقصات التى تصيب البحث العلمى بالشلل والتعقيد، علاوة على البحث عن العائد المادى الملائم لعملهم الشاق والمُكلف، وهو ما لا يتوافر فى وطنهم، وعلى الرغم من ذلك، فإن هؤلاء العلماء الذين هاجروا إلى الخارج أغلبهم لا يبخلون على وطنهم حال طلب دعمهم، مثلما حدث فى مؤتمر الأقصر الأخير، ومؤتمر «مصر تستطيع» الذى أقيم فى الغردقة، وضم العديد من العلماء المصريين فى الخارج، كذلك تبرع بعضهم باستضافة طلبة ودارسين من أجل تنمية مهاراتهم البحثية والعلمية، ولكن الأمر بحاجة إلى إعادة هيكلة على جميع المستويات، فى ظل حالة تدهور العملية التعليمية التى نُعانى منها.

■ على ذكر التعليم.. كيف تقيمين مستوى العملية التعليمية؟

- يشوبها داء الحفظ والتلقين بعيدًا عن الفهم والتوعية، فى ظل عدم استغلال الإمكانيات المتوافرة من أجل تطوير العملية التعليمية، والأزمة هُنا لايجب تحميلها للطالب أو الدارس فقط، لكن هُناك أيضًا مُعلمون كثيرون لديهم أزمة فى توصيل المعلومة وتقريب الطالب بشكل أكثر للعلم والمدرسة، وألا تتحول المدارس والجامعات إلى عنصر طارد للطلبة، وهو السبب الرئيس فى إحجام الدارسين عن الالتحاق بالكليات العلمية، فى ظل عدم قدرة بعض الأساتذة على توصيل المعلومة، وكذلك عدم وضوح الرؤية بعد التخرج فى فرصة العثور على عمل، مثلما هو الحال فى كليات العلوم أو الزراعة، مُقارنة بالكليات الأدبية.

■ بصفتك أستاذة بمعهد الأورام.. لماذا تُعد نسبة الشفاء من المرض طفيفة فى مصر؟

- يجب هُنا التفرقة بين المريض المصرى والأجنبى حتى لا نظلم الطبيب أو المنظومة الصحية فى مصر، لاسيما أن بروتوكولات العلاج واحدة فى جميع دول العالم، ومصر تمتلك العديد من الأطباء الذين يخرجون لتمثيل مصر فى الخارج فى علاج الأورام، لكن التفرقة هنا تأتى من حيث الاكتشاف المبكر للمرض، وبالتحديد فى أورام الثدى للسيدات، التى تصل فيها نسبة الشفاء حال الاكتشاف المبكر إلى حوالى 96%، بينما تبلغ النسبة حال الاكتشاف المتأخر إلى حوالى 6% فقط، وهنا يعتبر عنصر التوعية والتعليم فارقا بين المريض المصرى والأجنبى، علاوة على الحالة النفسية للمريض التى تحدد نسبة شفائه، كذلك مُمارسة المريض للرياضة بشكل مستمر، مع الوضع فى الاعتبار اختلاف نسبة الشفاء، حسب نوع ومكان الورم الخبيث، وعلى الرغم من ذلك تحتل نسبة الشفاء من الأورام فى مصر مكانة جيدة على مستوى العالم، ولم تصل إلى مرحلة متأخرة.

■ وما سبب الكشف المبكر عن مرض السرطان بشكل كبير مؤخرًا؟

- رأس الأسباب يتصدرها التقدم والتطور العلمى، إذ أصبحت هناك طرق حديثة ومبتكرة فى اكتشاف الأورام السرطانية، على عكس القرون الماضية، إذ كان يُصاب الشخص بالورم السرطانى ويموت دون أن يعرف أحد سبب الوفاة، ما جعل العلم سببًا رئيسيًا فى انتشار التعريف بالأورام السرطانية، علاوة على الأسباب الطبية، مثل التلوث الشديد الذى يضرب البيئة، ويُعد عنصرًا فعالًا فى انتشار المرض، وكذلك التقدم فى السن، وزيادة معدل الأعمار فى الفترة الأخيرة، حيث يُعد كبار السن الشريحة الأكثر عُرضة للإصابة بالسرطان، على الرغم من انتشار المرض بين صغار السن والأطفال، ولكن ليس بنسبة كبار السن، وأيضًا زيادة التعداد السكانى، وزيادة الإقبال على المعهد القومى للأورام، نظرًا لكفاءته فى علاج المرض.■ كيف تقيمين وضع المرأة فى الفترة الحالية؟

- بدأ عام المرأة بهدية عظيمة من الرئيس عبدالفتاح السيسى والدولة، بعد حصول المرأة على منصب المحافظ للمرة الأولى فى التاريخ، بتولى «نادية عبده» منصب محافظ البحيرة، فى لطمة قوية للفكر الذكورى الذى ساد المجتمع المصرى طوال سنوات مضت، وكذلك صفعة للتيارات المتشددة، ويُعد تحديًا كبيرًا من الدولة والرئيس ضد هذه التيارات المتطرفة التى أعلنت اعتراضها الكامل على تعيينها، بل وتربصها بالمرأة بشكل عام، ولكن المرأة أثبتت أنها أقوى من الجميع بدليل بقائها فى منصبها حتى اللحظة، وانتهاء عصور من التهميش وتحجيم دور المرأة، على الرغم من أنه حق طبيعى لها، بدليل توليها منصب الوزير، لكن منصب المحافظ ظل مقتصرًا على الرجال.

■ هل تتمتع المرأة بمواطنة كاملة أم لا تزال هناك حالة اضطهاد ضدها؟

- بالتأكيد، المرأة المصرية لها الحق فى الحصول على المواطنة الكاملة، وحصلت عليها بالفعل، لكن لا يزال هناك العديد من حالات الاضطهاد،لاسيما ضد المرأة المُعيلة فى صعيد مصر، وعددٍ من الأقاليم، وعدم حصولها على مكانة محترمة فى الأسرة، على الرغم من أنها فى كثيرٍ من الحالات تكون هى المورد الرئيسى للصرف على المنزل والأسرة، وكذلك هناك حالة تفرقة فى التعليم، حيث يفضل البعض تعليم الذكور على تعليم الإناث، ما يجعل نسبة الأمية تزيد بشكل كبير بين صفوف السيدات.

■ كيف تابعت عملية انتقال الأقباط والعنف ضد المرأة فى سيناء والعريش؟

- للأسف الشديد، كارثة وفاجعة فى غاية السوء، لا سيما أنه لا يوجد عاقل يتحمل تهجير سكان ومواطنين من منازلهم دون أن يشعر بمرارة وألم على ما حدث، وهُنا يجب التأكيد أن وجود التيارات الدينية فى الشارع المصرى خطر كبير، فى ظل وصول بعضهم إلى البرلمان، عن طريق حزب النور السلفى، المبنى على أساس دينى، على الرغم من نص الدستور على عدم جواز إنشاء أحزاب على أساس دينى.

- تجاهل العناصر الإرهابية وتركها تُفسد فى الأرض طيلة عقود مضت دون رادع، وتنامى الفكر الإرهابى والتكفيرى دون تصحيح أو مراجعة لتلك الأفكار، المُتهم الرئيسى فيما حدث، وهُنا أعفى القوات المسلحة وأجهزة الأمن من هذه المهزلة، بدليل تعرض قوات الأمن والجيش لنفس عمليات العنف والقتل، وعلى الرغم من ذلك لم تُقصر فى حماية المواطنين، كما أنه لا يمكن التعميم بأن هناك فتنة طائفية أو اضطهادا من قبل المُسلمين ضد الأقباط، بدليل تعرض المسلمين أنفسهم للقتل على يد تلك الجماعات المُتطرفة.

كرّمت وزارة الداخلية، اليوم، أمهات العاملين المدنين في نادي ضباط الشرطة بمدينة نصر، وبعض أمهات الشهداء، وذلك في إطار احتفالات الوزارة بيوم المرأة وعيد الأم، حيث تم تكريم والدة الشهيد أحمد أبو سريع ...

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل