المحتوى الرئيسى

من "السيول" لـ"العواصف".. الضحايا يحطمون أسطورة "حار جاف صيفا.. معتدل ممطر شتاء"

03/19 16:55

"موجة برد"، "عاصفة ترابية"، "موجة حارة"، كلمات لم يكن لها في الماضي، وقع قوي على أذن المواطن، الذي ما زالت محفورة في ذهنه، العبارة الشهيرة التي قرأها في كتاب الدراسات الاجتماعية أيام التلمذة، "طقس مصر.. حار جاف صيفًا.. معتدل ممطر شتاءً"، إلا أنه في السنوات القليلة الماضية، تغيرت المقولة شيئًا فشيئًا، ولم تعد مجرد أخبار الطقس رفاهية أو خدمة، بل أخذت تباعات الطقس السيء موقعها في باب الحوادث وتوابع الكوارث.

ولعل "العاصفة الترابية"، التي هبت على معظم أنحاء مصر بالأمس، والتي وصفتها الهيئة العامة للأرصاد الجوية في بياناتها، أنه ناتجة عن نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة على أغلب الأنحاء، خاصة جنوب البلاد، كانت سببًا في إصابة 197 مواطنًا بالمحافظات بضيق التنفس، بحسب بيانات وزارة الصحة، التي نصحت المواطنين بارتداء الكمامات، كما عطلت الدراسة بالمدارس في 7 محافظات، نتيجة لسوء الأحوال الجوية.

197 مصابًا خلفتهم العاصقة الترابية.. و51 راحوا ضحية سيول غارب والبحيرة.. و76 قضى عليهم الحر

المصابون في العاصفة الترابية الأخيرة، كانوا أحسن حظًا، ففي موجة سيل سابقة، وقعت نهاية أكتوبر الماضي، ضربت محافظات الصعيد وجنوب سيناء والبحر الأحمر، كانت نهاية حياة 26 شخصًا، بحسب البيان الرسمي الصادر من وزارة الصحة وقتها، وإصابة نحو 135 شخصًا، بالإضافة إلى انهيار منازل وغرق طرقات، وكانت منطقة "رأس غارب" بالبحر الأحمر أكثر المتضررين من الكارثة.

عداد ضحايا سوء الأحوال الجوية، لم يحص ضحايا السيل في جنوب مصر فقط، وإنما كانت الأمطار التي ضربت شمال مصر في نوفمبر عام 2015، واحدة من أعتى موجات الطقس السيء، التي أدت إلى غرق شوارع الإسكندرية في مياه الأمطار، وقتلت 6 أشخاص، بينما كانت الخسائر الأكبر في البحيرة، حيث سقط 25 ضحية للأمطار الغزيرة في دمنهور وكفر الدوار، بالإضافة إلى قرية "عفونة"، التي غرقت بالكامل في مياه الأمطار وقتها، وسقط منها وحدها 16 ضحية، كما استقبلت المستشفيات وقتها ما يقرب من 100 مصاب في البحيرة وحدها.

خبير بيئي: ما يحدث يصنف تحت بند "الظواهر الجامحة" الناتجة عن التغيرات المناخية

ضحايا الطقس السيء، لم يخلفهم البرد والسيل والعاصفة الترابية فقط، بل أسقطت الموجة الحارة في أغسطس 2015، 76 متوفي، ومئات المصابين، بحسب بيانات وزارة الصحة المصرية وقتها، حيث وصلت درجات الحرارة في بعض المناطق وقتها إلى 47 درجة مئوية، ووصفها خبراء الأرصاد الجوية وقتها، بأنها الموجة الأشد حرارة منذ 11 عامًا.

الدكتور مجدي علام، الخبير الدولي في شئون البيئة، يؤكد أن ما حدث بالأمس من عواصف ترابية، ومن قبل في كارثة السيول في رأس غارب والبحيرة وكفر الشيخ، يأتي في إطار ما يسمى باسم "الظواهر الجامحة"، وهي ظواهر تأتي في توقيت غير متوقع من العام، وبشكل غير متوقع حيث تحمل أكثر من عامل يزيد من شدتها وحدتها، وأيضًا في مدى جغرافي أكبر من دولة واحدة، كأن تأتي الرياح بسرعة مضاعفة، وتحمل كميات من الأتربة بصورة أكثر من المتوقع فيزيد من أثارها السلبية، فالعواصف الترابية الأخيرة امتدت خارج النطاق الجغرافي المصري ووصلت إلى دول الخليج، وأيضًا في السيول، أتت كمية من مياه الأمطار والسيول في يوم واحد، وتحمل كميات أمطار لم تحدث طوال سنوات سابقة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل