المحتوى الرئيسى

«الأكراد وتركيا».. نزاع مستمر على الهوية

03/19 16:16

انطلقت تظاهرات للأكراد تقدر بـ20 الف شخص في كافة أنحاء مدينة فرانكفورت الالمانية بغرض المشاركة في تجمع بمناسبة الاحتفال برأس السنة الكردية "نوروز".

وحمل المتظاهرون شعارات وأعلام حزب العمال الكردستاني المحظور والمصنف كمنظمة إرهابية في ألمانيا، لكن الشرطة طالبتهم بطيها ومنعتهم من رفعها، حسب المتحدثة باسم الشرطة. 

وكانت وزارة الداخلية الألمانية، نشرت قبل أيام قائمة بالشعارات والأعلام الممنوع تداولها ورفعها في ألمانيا ومن بينها (أعلام حزب العمال الكردستاني وصور زعيم الحزب عبد الله أوجلان، والمعتقل في تركيا منذ عام 1999).

من جانبهم اعترض بعض ممثلي الأكراد على توسيع قائمة الحظر على الشعارات، حيث وصفوا حظر شعارات "حركة التحرير" الكردية بأنه يعادل "الحظر على الهوية الكردية".

وكان الرئيس التركي أردوغان اتهم من قبل ألمانيا ودولًا أوروبية أخرى، بأنها تدعم حزب العمال الكردستاني الذي تستهدفه الحكومة التركية بحملات عسكرية واسعة في المناطق التي يتخذها الحزب معقلًا له وفي شمال العراق.

منذ أن أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية في 1924، ويعاني الأكراد من انتقاص حقوقهم كمواطنين، وذلك بسبب المبادئ الستة التي وضعها أتاتورك و في مقدمتها القومية التركية، مُلغيًا كل الإثنيات الأخرى غير التركية من أكراد وعرب وبوشناق وشركس وغيرهم، إذ اعتبر ذلك التنوع ضعفًا وعنوان تشتت لا تملك تركيا الناشئة حديثًا رفاهية تحمل تبعاته.

وبذلك اعتبر كل مواطن في الجمهورية التركية "تركيا"، وإن كان ينتمي فعلًا إلى عرق آخر، وكان في مقدمة هؤلاء الأكراد الذين يقدر عددهم اليوم بنحو 14 مليونًا من بين 76 مليونًا هم تعداد الشعب التركي.

مبادئ أتاتورك تبعها حظر لغتهم، و عدم الاعتراف بحقوقهم الثقافية، إضافة إلى ما لحق منطقة جنوب شرق تركيا - ذات الأغلبية الكردية، من إهمال اقتصادي وتنموي، خاصة بعد نشوب الصراع المسلح مع حزب العمال الكردستاني منذ سبعينيات القرن الماضي.

تبدلت الأوضاع قليلًا مع وصول حزب العدالة والتنمية للحكم، حيث قام الحزب بإصلاحات على مراحل متباعدة، أولها عام 2003 حين سمحت الحكومة بتنظيم دورات لتعليم لغات غير التركية، لحقها افتتاح أقسام لتعليم تلك اللغات في الجامعات التركية، إضافة إلى حقوق التأليف والنشر باللغة الكردية، ثم افتتحت الدولة نفسها قناة تلفزيونية رسمية ناطقة بالكردية، وفي عام 2012 تم السماح بتعليمها كمادة غير إلزامية في المدارس. 

وفي سبتمبر 2013، أعلن أردوغان فتح مدارس ومعاهد خاصة تدرس بلغات غير التركية (الكردية خاصة)، والدعاية السياسية بلغات ولهجات أخرى، وتغيير أسماء بعض القرى لتعود لأسمائها القديمة، وزيادة عقوبات العنصرية والتمييز على أساس اللغة والعرق والقومية، وصولًا إلى تغيير "القسَم الطلابي" الذي كان يُتلى صباحًا في كل المدارس التركية لأنه يشير إلى الطالب "التركي" حصرًا كقومية. 

كما تبنى العدالة والتنمية سياسة تنمية المناطق الكردية عبر سلسلة من المشاريع الاقتصادية والتنموية، من طرق ومستشفيات ومطارات وجامعات ومرافق سياحية، وهو ما أدى لاستقبال أردوغان بحفاوة كبيرة لدى زيارته مدينة دياربكر - أكبر المدن الكردية.

وفي 21 مارس 2013، وخلال احتفالات "النوروز" التقليدية لدى الأكراد، تُليت رسالة وجهَّها عبد الله أوجلان زعيم الحزب المعتقل لدى السلطات التركية - يأمر فيها أتباعه بإلقاء أسلحتهم ومغادرة الأراضي التركية، ما تشير إلى وجود اتفاق غير معلن بين الطرفين، تتضمن مغادرة أعضاء الحزب المسلحين تركيا نحو العراق (جبال قنديل) على دفعات، وإدماج من لم يشتركوا في عمليات تفجير وقتل في المجتمع التركي، في مقابل إصلاحات دستورية وقانونية تلحظ حقوق الأكراد المضاعة.

وقد اجتازت فعلًا مجموعات من الحزب الحدود، بينما عادت مجموعات أخرى إلى قراها، وساد هدوء نسبي المنطقة.

عادت الأمور بين الحكومة التركية والأكراد لمنطقة الصفر مرة أخرى، وانقلبا مرة أخرى على بعضهما البعض بشكل مفاجئ بعد انتخابات 2015.

أهم تلك الأسباب تعود إلى تجاهل بعض أعضاء حزب العمال الكردستاني لشروط الاتفاق، حيث بدأ في إدارة منطقة جنوب وشرق تركيا بصورة مستقلة وبشكل تعسفي وجمع الضرائب ومحاكمة مواطني تلك المناطق.

وبالرغم من مطالبة الحكومة لهم بالتوقف عن تلك الإجراءات التي تتعارض مع مبادئ عملية السلام، إلا أنهم واصلوا أفعالهم. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل