المحتوى الرئيسى

"بريء ومقتول ومنتظر الإعدام".. مصير رؤساء "الربيع العربي"

03/19 15:36

بعد أن خمدت نيران ثورات الربيع العربي التي اندلعت عام 2011، تنوعت مصائر رؤساء الدول صاحبة الثورة، لاسيما الذين أطيح بهم من سدة الحكم، وهي "مصر وليبيا وتونس" وأيضًا اليمن، فما بين هارب وآخر بريء وثالث مقتول.

تونس، قادت منذ 6 سنوات مضت، ثورة الياسمين التي انتقل شرارتها سريعًا إلى الأقطار العربية، وما إن اشتد الغضب التونسي تجاه "بن علي" الرئيس، حتى آثر الأخير الهروب خارج البلاد، وظن العالم أن مصيره سيكون هاربًا فقط، إلا أن الآونة الأخيرة كتبت له مصيرًا آخر.

إذ حُكم عليه بالسجن المشدد مدى الحياه في عدد من قضايا الفساد، منها استغلال النفوذ وإلحاق الضرر بالإدارة العمومية التونسية، وأدانه القضاء التونسي بالإعدام لكونه أعطى أوامر عندما كان فى الحكم لرئيس بلدية سيدى بوسعيد ببيع فندق "سيدى أبو فارس" الذى تملكه البلدية إلى أحد المقربين بثمن زهيد.

واليوم، اختلف الوضع قليلًا، إذ أعربت غالبية الأوساط التونسية عن صدمتها بتلك الأحكام وتعالت الأصوات بإجراء مصالحة وطنية ينتج عنها الصفح عن مذنبي الأمس، بدعوى أن تونس تمر بأزمات متتالية منذ سقوط نظام "بن علي" مما ولد حالة من الحنين الى العهد البائد بكل مساوئه.

وخرج عدد من الأحزاب السياسية عن صمته ونددوا بتلك الأحكام داعين الى سرعة تحقيق المصالحة الوطنية، منها حزب نداء تونس الذي اعتبر أن تلك الأحكام معرقلة لمسار المصالحة الوطنية، وأيضًا حركة النهضة الإسلامية فقد طالبت بالعفو عما سلف.

كانت مصر ثاني الدول الثائرة إبان الربيع العربي، واستطاع الثوار الإطاحة بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك خلال 18 يومًا، أزهقت فيهم الكثير من الأرواح ونزف الشباب الدماء لأجلها، ولم يمر على رحيله عن الحكم سوى أيام حتى تم القبض عليه وإيداعه السجن على خليفة تهم عدة.

7 سنوات تم فيها تداول تلك التهم في المحاكم، ما بين طعن واستئناف وتأجيل، حتى حصل الرئيس الأسبق على براءة في أغلبها، كان آخرها مطلع الشهر الجاري، حين حكمت محكمة جنايات القاهرة ببراءته من تهمة قتل المتظاهرين.

جاء حكم البراءة، بعد إدانته بقتل متظاهري الثورة في يونيو 2012، والحكم عليه بالسجن المؤبد، وألغت محكمة النقض الحكم وأمرت بإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى قضت بعدم جواز نظر الدعوى الجنائية ضده، إلا أن النيابة طعنت أمام محكمة النقض التي قررت إعادة المحاكمة مرة ثانية، ثم جاءت تبرئته.

ومؤخرًا، ظهرت أقاويل عدة تفيد بأن "مبارك" سيغادر مستشفى المعادي العسكري، إلى مسكن جديد بمنطقة مصر الجديدة، يتولى تجهيزه ويشرف عليه نجلاه "جمال وعلاء"، وأكد محاميه "فريد الديب" أنه لم تعد هناك حاجة لبقائه في مستشفى المعادي.

ثم جاءت الثورة الليبية، التي اندلعت في 13 فبراير، إثر اعتقال محامي ضحايا سجن بوسليم "فتحي تربل" في مدينة بنغازي فخرج أهالي الضحايا ومناصريهم لتخليصه  وذلك لعدم وجود سبب لاعتقاله، وامتدت شرارة الثورة إلى كل مدن ليبيا.

Comments

عاجل