المحتوى الرئيسى

مشروع محمد على.. «المبنى العريق» يتحول من مكافحة الأوبئة إلى مكافحة المرضى

03/19 10:17

الكثير من التفاصيل الطيبة تتعلق بهذا المبنى العريق، قديماً وحديثاً، عادة ما تتصدر المشهد، ليبقى الواقع الحقيقى فى الخلفية دون اهتمام يذكر، الكثير من ردود الفعل الطيبة توالت فى عام 2015 حين انتشرت صورة للدكتور حسين خيرى، أستاذ جراحة الأوعية الدموية، وهو يجلس منهكاً عقب عملية جراحية طويلة بقصر العينى، إلا أن السعداء لم ينتبهوا للترولى الصدئ الذى يستند إليه نقيب الأطباء الحالى. عام واحد فصل بين هذه الصورة وبين صورة أخرى لنساء ملتاعات فى جنازة الممرضة عزة صلاح بقصر العينى، قتلتها جرعة بنج زائدة، أثناء رئاسة «خيرى» للقصر، الكثير من وقائع الموت تجرى، لكن هذه كانت بين أهل البيت، لذا وجبت الوقفة الاحتجاجية من جانب الموظفات اللائى تجمهرن أمام مكتب «خيرى»، فضلاً عن تحرير محضر رقم 1510 بقسم مصر القديمة للتحقيق فى الواقعة التى دعت العاملين للاعتراف بحالة الإهمال التى أودت بحياة المريضة عقب انفجار رئتيها، وعجز المستشفى عن تدبير سرير فى الرعاية لنقل المريضة إليه! المستشفى الذى يشهد كثير من أجزائه تسريب مياه، يسقط بعضها فوق رؤوس المارة، شهد القسم النفسى به حريقاً محدوداً بدا الماس الكهربائى بريئاً منه، حيث لعبت «الكراكيب» الدور هذه المرة، كراكيب لا يخلو منها موقع فى المؤسسة الكبرى، التى لم يختلف الحال بينها وبين الكلية التى انهار سقف مدرجها على الطلبة فى أكتوبر الماضى، الكثير من الأخبار غير السارة تصدر عن الكلية والمستشفى على حد سواء، تبدو كحلقة أخيرة فى سلسلة طويلة من الإهمال داخل المؤسسة التى ظلت لسنوات طويلة واحدة من أهم وأنجح المؤسسات التى عرفتها مصر فى القرن التاسع عشر، بحسب المؤرخ خالد فهمى، الذى عدد إنجازات القصر فى أحد أبحاثه قائلاً «دشنوا مشروعات أهمها تعريب الطب، والقضاء على الأوبئة، ووضع قاعدة بيانات دقيقة عن السكان، والعناية بالصحة العامة، والتطعيم ضد الجدرى، والحد من خطر وباءى الطاعون والكوليرا، فضلاً عن التقليل من معدل وفيات الأطفال وزيادة متوسط عمر الرجال والنساء، والارتقاء بمستوى معيشة الأهالى». المستشفى الذى جرى تشييده فى منطقة أبوزعبل ليكون مستشفى عسكرياً حصد أغلب أطبائه خبرات مضاعفة، حيث كانوا يُرسلون فور تخرجهم للوحدات العسكرية المقاتلة فى جبهات القتال المختلفة فى الشام والحجاز واليمن والسودان، ما أكسبهم خبرة ثمينة عبر مناظرة عدد كبير من الحالات والقيام بمئات العمليات الجراحية، ليتسع الدور ويتم نقل المستشفى إلى قصر العينى عام 1837 نسبة إلى صاحب القصر أحمد بن العينى الذى شيده عام 1466. انضباط صارم ميّز أطباء ومرضى وممرضى القصر على حد سواء لتنهار الصرامة والخدمات تدريجياً، صحيح أن المستشفى ينتظر قرضاً من المملكة العربية السعودية قيمته 420 مليون ريال، بما يعادل 2 مليار جنيه، بحسب الدكتور فتحى خضير عميد كلية طب قصر العينى، يفترض أن يدعم الإنشاءات والأجهزة والمفروشات واستبدال الاعتماد على الطاقة الكهربائية بالشمسية، إلا أن المشوار يبدو طويلاً فى ظل الاحتياجات العديدة للمستشفى الذى لا يزال عميده يناشد التبرع من أجل تطويره. إلا أن الأموال لا تبدو هى المشكلة الوحيدة، بحسب الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات فى مكتبة الإسكندرية، ورئيس تحرير مجلة «ذاكرة مصر المعاصرة» التى تناول العدد التاسع منها تاريخ قصر العينى، عام 2012، تصادف أن زار أحد أصدقائه، الذى كان مريضاً بقصر العينى القديم قبل عام، زيارة جاءت عقب تحرير المجلة جعلته يرتب مجموعة من الأفكار فى صورة أسئلة يقول «لدينا مؤسسة طبية عريقة، لديها إمكانيات ضخمة، وبها أطباء ممتازون، لكن هناك عدة إشكاليات لا بد من طرحها بقوة، أولها عدم وجود توثيق كامل لتاريخ قصر العينى، خاصة بعد وفاة الدكتور محمود المناوى الذى كان يحمل عبء هذه المسألة على كتفه، ثانياً لدينا ضغط من الدولة على قصر العينى ليقبل عدد طلاب أكبر من استيعابه، ثالثاً لدينا إشكالية بشأن المبانى الجديدة فى محيط القصر، ورابعاً صحيح أن المستشفى يقدم خدمات جليلة للفقراء والطبقة الوسطى، لكنه بحاجة لوقفية ضخمة تدعم هذا، أما أهم سؤال يأتى خامساً بشأن البحث العلمى فى قصر العينى، هل هناك بحث علمى من الأصل؟ وإن كان فما هى نتائج هذه الأبحاث؟».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل