المحتوى الرئيسى

متى يثور البرلمان دفاعًا عن الأمهات؟

03/19 02:10

قيل فى الأم الكثير، إلا أنه أصبح من المعتاد سماع ومعايشة قصص عقوق الوالدين، خاصة عند بلوغ أرذل العمر فتتصاعد أدخنة الجحود بالوالدين خاصة بالأم، وذلك بعد أن ربت وعملت وأنفقت على الأبناء هى والأب، فما بين حجج منطقية وأخرى غير منطقية مثلما يتحجج أحد الأبناء أو زوجته بأن الأم العجوز تصدر أصواتًا من أنفها أثناء النوم، أو والد فقد السيطرة على الجهاز الإخراجى فأصبح يتبول على نفسه، وأم أخرى تبكى على الوحدة وغياب من يرعاها، وأب يتوفى فى منزله ويكتشف جيرانه بعد انتشار رائحة تعف جسده الهزيل، وأم طردها ابنها طمعًا فى إرضاء زوجته، زلزال من الألم والحزن والكبت فجرته أمهات باقتراب الاحتفال بعيد الأم.

فى دور رعاية المسنين أو "مدافن الأحياء" من المسنين كما يسميها البعض، تنطلق صرخات الأمهات معلنة رفضها رد الجميل بهذا الأسلوب، ورغم احتياج بعضهن لرعاية خاصة إلا أنهن افتقدن التواصل مع الأبناء، فقد شغلتهم الحياة عن إحقاق الحق، ليتجسد أمام الجميع المثل الشعبى القائل "قلبى على ولدى انفطر وقلب ولدى عليا حجر"، وبين حيرة الأمهات وجحود الأبناء وذهول المجتمع، كانت لـ"برلمانى" أطروحة للخروج من النفق المظلم للتفكك الاجتماعى الذى ارتبط بالشعب المصرى منذ سنوات قلائل.

عضو بـ"تشريعية البرلمان": زاد الانهيار الأخلاقى بعد ثورة 25 يناير

من جانبه؛ قال النائب خالد حنفى، عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بالبرلمان، إن ازدياد حالات العنف ضد أحد الوالدين خاصة الأم، سببه الأساسى أن المجتمع حدث له شبه انهيار أخلاقى بعد ثورة 25 يناير، وتصور البعض أن يفعل ما يريد بغض النظر عن الآخرين، وأصبحت الحرية مطلقة وليست نسبية، لافتًا إلى أنها تتعارض مع حقوق الآخرين، مضيفًا "من حقك تمشى فى الشارع لكن بدون إيذاء الناس".

وردًا على إمكانية إصدار تشريع لحماية الأم من إيداع أحد الأبناء لها فى دار رعاية مسنين، أوضح النائب أن الضوابط فى رعاية الوالدين هى ضوابط شرعية أكتر منها قانونية، بمعنى أن الأديان السماوية الإسلامية والمسيحية نظمت علاقة الأبناء بالوالدين.

وأضاف: "لدينا أحايث وآيات قرآنية منها على سبيل المثال (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه وهنا على وهن وفصاله)، و(إن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفًا)، وجاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك)". وأضاف: "دى كلها دلائل شرعية تحث على طاعة الوالدين، وفى حديث يعتبر عقوق الوالدين أحد الكبائر".

وأكد أن ما ينظم العلاقة هو الإطار الشرعى، متابعًا: "وللأسف أصبحنا بعيدين، ونحتاج لتجديد الخطاب الدينى، مثل تصحيح المفاهيم الدينية وعلاقتها بالسياسية لازم تصحيح العلاقات الاسرية وعلاقات الناس ببعضها والمعاملات، خاصة أن الإعلام المرئى وما يعرضه من مواد درامية يغير هذه الفكرة مثل المسلسلات والافلام لا يتعرض لهذه المشاكل من الزاوية السلمية، ونادرا ما يمس عمل هذا سوى فيلم واحد لعادل أمام هو فيلم زهايمر، فقد حاول أبنائه الاستيلاء على أمواله لولا أنه لقنهم درسًا، لكن فى نيتهم الاستيلاء على أمواله".

أمهات على عتبة البرلمان.. على عبد الونيس يطالب بإصدار تشريع يجرم عقوق الوالدين

طالب على عبد الونيس، عضو مجلس النواب عن دائرة دار السلام بالقاهرة، بضرورة إصدار تشريع يجرم عقوق الوالدين وهو تشريع من أصل الدين الإسلامى، لكن فى ظل الابتعاد عن الدين فلزم إصدار تشريع من صلب العقيدة، وهو ما لن يختلف مع المسيحية التى تسعى هى الأخرى لترسيخ احترام الوالدين خاصة عند بلوغ مرحلة الشيخوخة.

وأضاف "عبد الونيس"، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى"، أن الدراما عليها دور إلى جانب الإعلام لكثافة المشاهدة وعمق التأثير الذى تتركه فى نفوس المشاهدين.

وعن إلحاق الأبناء لأحد آبائهم فى دور المسنين، أكد النائب أنه تصرف مهين، ويدل على عدم قدرتهم على تحمل الآباء، على الرغم أن الآباء تحملوا الأبناء حينما كانوا أطفالاً وفى مراحل نموهم المختلفة".

وتابع: "من الممكن وضع ضوابط لقبول المسنين فى دور الرعاية المختلفة، لكن الدور تنظر لهذا الأمر كعائد اقتصادى، والشخص كبير السن أيًا كان أم أو أب، فهو نزيل وستتربح من وراء هذا الشخص، لنعود للعلاقة بين الشخص ووالده أو والدته، فليس حلها بوضع ضوابط بل البنى آدم نفسه يكون متربى كويس عشان مايفكرش كده".

واقترح النائب البدء من المجتمع بالتوعية فى المساجد، والكنائس، والإعلام، والدراما، وتغيير ثقافة المجتمع بالتزامن مع إصدار تشريع لذلك.

إليزابيث شاكر ردًا تشريع لحماية الأمهات: إذا كانت الجينات مانفعتش معاهم التشريعات هتنفع؟!

فيما قالت الدكتورة إليزابيث شاكر، عضوة مجلس النواب، إن الاعتداء على الوالدين أو أحدهما هو انفلات أخلاقى، وبدأت هذه الظاهرة تصبح فجة ومبالغ فيها ومرفوضة فى كل القيم المجتمعية، والسبب الآخر لانتشار هذه الظاهرة هو انتشار المخدرات، إذ ساعدت على أن يفقد الإنسان توازنه وعقليته، ويتصرف تصرفات غير لائقة وغير متزنة.

وأوضحت لـ"برلمانى": "ماينفعش نعمل قانون يضع ضوابط لوضع الأبناء للوالدين فى أحد دُور الرعاية، فإذا كانت الجينات مانفعتش معاهم يبقى التشريعات هتنفع؟!، ولازم نعرف إن المشاعر لا تُقَنَّن ولا تُضْبَط بقانون".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل