المحتوى الرئيسى

ما جدية العرض السعودي بالتدخل ميدانيا في العراق وسوريا؟

03/19 10:29

أثار عرض ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال قوات سعودية لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا والعراق، تساؤلات حول جدية هذا العرض وإمكانية حدوثه بالفعل.

فالسعودية تقود حلفا عربيا في الحرب في اليمن ضد الحوثيين منذ 2015، ومنذ خوضها المعركة دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي، طرأ تغير على الدور السعودي في سوريا، لا سيما مع اقتراب رحيل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في حينها، وبدا التأثير السعودي بالملف السوري خافتا مقارنة بدور غريمتها في الإقليم إيران، وكل من روسيا وأمريكا وتركيا.

وتراجعت سوريا في أجندة السياسة الخارجية السعودية، حتى مجيئ الإدارة الأمريكية الجديدة، وقرأ باحثون في حديثهم لـ"عربي21"، أن السعودية كانت تنتظر الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.

وكان الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي حمدان الشهري، قال في وقت سابق لـ"عربي21"، إن السعودية تنتظر ماذا ستقدم الإدارة الجديدة للقضية السورية وغيرها من القضايا".

وأوضح أنه "إذا كان الأمريكان جديون في مثل هذه الملفات، فالرياض ستتحدث معهم بملفات المنطقة بشكل جدي أيضا".

وعلق رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي، زهير الحارثي، على ذلك بالقول، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان الأخيرة للولايات المتحدة أوضحت أن الإدارة الأمريكية الجديدة، لديها تفهم جديد، وأن تريد إعادة صياغة سياستها في المنطقة، بما يخدم مصالح المنطقة واستقرارها.

وعن العرض السعودي الذي قدمه الأمير محمد بن سلمان لترامب، قال الحارثي لـ"عربي21"، إن "السعودية سبق أن طرحت هذه الأفكار للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ولكنه لم يتحمس لها".

وقال: "كان هناك تقاعسا أمريكيا للإدارة السابقة التي خذلت جميع الحلفاء، وساهمت في إرباك المشهد السياسي في المنطقة".

اقرأ أيضا: هل تراجعت سوريا في أجندة السياسة الخارجية السعودية؟

وأضاف في معرض حديثه عن العرض السعودي، أن موقف الرياض واضح ومعلن، حتى أن مستشار الأمير محمد بن سلمان العسكري أشار إلى هذا مسبقا، بأن السعودية مستعدة لمثل هذا السيناريو، طالما أن الأمر يأتي تحت مظلة التحالف الدولي وبتنسيق مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه "إذا تم الترتيب لهذه الأمور، فإن السعودية مستعدة بالفعل".

وعن مسألة مشاركة قوات سعودية ميدانيا، أكد أنه إذا كانت هناك نية للتحالف الدولي ودعت الحاجة إلى وجود هذه القوات على الأرض السورية، ستشارك السعودية انطلاقا من قناعتها بأنها جزء من المجتمع الدولي.

وحول قدرة السعودية على تحمل تكلفة مشاركتها ميدانيا في سوريا في الوقت الذي تقود فيه حلفا عربيا في اليمن ضد الحوثيين، قال إن هناك "مبالغات"، موضحا أن العملية ستكون مشتركة، تجميع أكثر من دولة، وسيتم طرح ماذا يمكن أن تقدم هذه الدولة وتلك".

وقال: "نحن نتكلم عن تعاون مشترك بين دول وليس اجتهادا فرديا، فالسعودية ليست وحدها، فهناك دول أخرى".

وشدد على أن "السعودية ليست تتحمل تكاليف هذا الأمر وحدها، فهي تحاول أن تقدم جهدا حقيقيا كعضو في المجتمع الدولي، ودولة معتدلة تحاول أن تكرس مفهوم الأمن والاستقرار في المنطقة"، وفق تعبيره.

ولم يوافق الخبير العسكري، الدكتور فايز الدويري، الحديث عن تحمل السعودية كلفة التدخل ميدانيا في سوريا والعراق، ولفت إلى أن السعودية "منغمسة" بالفعل في عاصفة الحزم في اليمن، وقال إن أي مشاركة في جبهة ثانية، يصعب الأمور عليها عسكريا.

وقال لـ"عربي21"، إن "القدرات السعودية لا تسمح بإنشاء عاصفة حزم في الشمال كتلك التي في الجنوب، أي فتح جبهتين، واحدة في اليمن وأخرى في سوريا"، مضيفا أن "هذا أمر صعب، فالسعودية منذ 2015 في اليمن، ولم تحسم المعركة هناك، والأمر ما زال يحتاج سنوات لحسمه هناك".

واعتبر الدويري أن تصريح الأمير محمد بن سلمان "ليس أكثر من تسجيل موقف سياسي".

وأوضح أن "الحديث عن مشاركة سعودية ودول عربية في محاربة داعش، سبق الحديث عنه، ولكن العراق رفض العرض، ولم تكن هناك استجابة من النظام في سوريا".

وقال إن هذا الأمر لن يتحرك لسبب بسيط، أن الدور السعودي في العراق يتوقف على محاولة استعادة العلاقات من أجل الحد من النفوذ الإيراني، ومحاولة إعادة العراق للصف العربي، وهذا أقصى ما تطمح إليه السعودية اليوم هناك.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل