المحتوى الرئيسى

«العصمة فى إيدي».. سيدات يروين قصصهن لـ«الدستور»

03/18 19:31

«العصمة فى يدى»، قالتها المرأة لخطيبها قبل لحظات من عقد القران، ليشعر كأن صاعقة حلت به. وأمام الموقف الحرج، وقف يناقشها فى قرارها، ليجد أسبابها منطقية، لكنه لم يستطع الموافقة، بسبب العرف الاجتماعى والاعتبارات العائلية وطبيعة التربية الشرقية إضافة الى الشهامة والنخوة التى شكلت حواجزً منيعًا للموافقة، لينتهى الأمر بالانفصال، وينفض العرس.

وفقاً لما أكده إسلام عامر، نقيب المأذونين، لـ«الدستور»، فإن وجود العصمة فى يد الزوجة حلال شرعًا وقانونًا، مشيرًا إلى أن «وجود العصمة فى يدها لا يضيف شيئا سوى تطليق نفسها، ولا يعنى ذلك سلب حق الزوج فى تطليق زوجته أو إلغاء قوامته عليها، بل لابد أن تكون مطيعة لزوجها مؤدية لحقوقه».

وأضاف «عامر» أن العلماء أجازوا أن تشترط المرأة على زوجها عند العقد حق تطليق نفسها فتقول: «طلقت نفسى»، ولا تقول له: «أنت طالق»، وحينها لا يجوز لها أن تسترجع نفسها له، بل هو من يرجعها لنفسه.

فى هذا التحقيق، ترصد «الدستور» العديد من قصص السيدات اللاتى يملكن فى أيديهن حق العصمة، وتعرف: لماذا كان هذا القرار.

أميرة: «عقدة الزواج الأول» وراء تمسكى بـ«حق تطليق نفسى»

«أميرة. ب» عمرها 36 عامًا، تعيش فى منطقة المرج الجديدة، التابعة لمحافظة القاهرة، تزوجت من «شريف .ع» منذ 8 سنوات وأنجبت منه طفلين.

تقول: كنت متزوجة من قبل بشخص آخر وأنجبت منه طفلًا، رغم أنى كنت أعانى معه، احتملته فوق طاقتى، تحملت الضرب والإهانة من أجل ابنى، حتى فاض بى الكيل، وكنت أذهب إلى بيت أهلى لأحتمى بهم لبعض الوقت، فكان يأتى ويأخذنى معه، وفى اليوم التالى يعيد الكرة.

تحكى أميرة: «كان متسلطًا ورجعيًا، حتى استطاع أن يوصلنى إلى حالة نفسية جعلتنى لا أطيق رؤيته، فتركت له البيت، وصممت على الطلاق، ولما وجدنى غير مستعدة للتفاهم معه، طلب منى التنازل عن جميع مستحقاتى، فوافقت، ولكنه أصر على أن ياخذ ابنى، وهنا رفضت، واتجهت مع والدى للطريق القانونى».

وتكمل: «بعد الطلاق أمام المحكمة، رفضت الزواج مرة أخرى بشكل قطعى، برغم أن الكثيرين تقدموا لى، حتى جاء شريف، ووجدته شخصًا مناسبًا، ولكن الخوف الذى يسيطر علىّ جعلنى لا أفكر فيه، ورفضته ولكنه لم ييأس، وبعد فترة طلب يدى مرة أخرى، ومع إلحاح أهلى جلست معه، وتحدثنا، ووافق على كل شروطى، إلا شرطا وحيدا أزعجه للغاية، وجعله يتراجع عن فكرة الزواج منى، وهو أن تكون العصمة فى يدى.

وتضيف أميرة: «فوجئ أهلى كلهم بطلبى هذا، حتى أبى نفسه لم يوافقنى، لكن شريف الذى ابتعد لفترة، عاد معلنا موافقته، وتفهمه دوافعى وراء هذا الطلب، وتزوجنا، ومن يومها نعيش فى سعادة، ورزقنا الله بطفلين هما كل حياتى».

تقول أميرة عن زوجها: «لن أفكر يومًا فى الطلاق منه، لأنه حولنى من جثة هامدة، إلى إنسانة دبت بها الحياة». وتكمل: «واجهتنا ضغوط كثيرة بسبب رفض أهله شرط العصمة، والجميع اعترض على ذلك لكن تمسكه بى جعله يرفض التخلى عنى».

نورا.. تخلت عن ثروة أهلها للزواج من عامل مقابل «الحق فى الانفصال»

قبل 26 عامًا، تزوجت «نورا. ع». كانت حينها فى التاسعة عشرة من العمر، وتعرفت على شاب يدرس معها فى السنة الجامعية الأولى، وكانت تراه يعمل لدى والدها، تحدثا سويا لفترة، قبل أن يتطور الأمر لمشاعر وارتباط عاطفى وثيق. تقول «نورا» إن علاقتها وزميلها كانت عادية فى البداية، ولم تتوقع أنهما سيكونان حبيبين، لصعوبة الارتباط الرسمى بينهما، «فهو من عائلة متوسطة الحال، ووالدى سيرفض الموضوع تماما، ولن يقبل بأى حال من الأحوال، ولكن قلبى فرضه علىّ وأنسانى الفارق بيننا. حاولت الابتعاد عنه أكثر من مرة، ولكنى لم أستطع، لأننى أحببته، وهو كان يحاول إسعادى بكل الطرق، فاتفقنا على الارتباط، وهو قال إنه سيتحدث مع أبى ويحاول إقناعه». وتضيف: «اتفقنا على أن يتحدث مع والدى، لكن كان رد أبى أن طرده من العمل، وبرغم ذلك كنا نتقابل كثيرا، وبعدها بفترة قررنا الزواج فى السر، واشترطت أن تكون العصمة بيدى، لكنه رفض، وانفصلنا لفترة، ثم عاد وأخبرنى أنه موافق على شرطى، فتزوجنا، واستمررنا متزوجين سرًا، وكلانا يقيم فى بيت أهله، ونلتقى أحيانا فى فندق أو شقة مفروشة، إلى أن علمت بحملى منه».

تكمل: هنا بدأت الصراعات العائلية، فقد علم أهلى بزواجى سرًا، وأصر والدى على أن يبعده عنى، لكننى تركت المنزل، وأقمت مع وزجى فى فندق، وحينها حدثنى والدى على الهاتف طالبا مقابلتى أنا وزوجى، ليتمم الزواج فى العلن ويقطع عنى كلام الناس، وبالفعل أتممنا الزواج بشكل رسمى، والعصمة مازالت فى يدى».

وتتابع نورا: «أنا لن أترك زوجى حتى النهاية، من وقت زواجى إلى الآن ونحن فى سعادة، ورزقنا الله بثلاثة أولاد، ونعيش على المودة، ويكفينى راحة البال، ورغم أن خلافات كثيرة تمر بيننا، إلا أنه لم يحدث أن هددته يوما بأن العصمة فى يدى».

فاطمة: «الصعيدى» تنازل لأجل الحب

فاطمة الرفاعى من مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، تبلغ من العمر ٥٠ عامًا، تقول: «تزوجت وعندى 18عامًا، بشكل تقليدى، حسب عادات وتقاليد البلد، كان رجلًا ميسور الحال، ووافقت على الارتباط به لأن أهلى وجدوه مناسبًا، وبعد 5 سنوات، أثمر هذا الزواج طفلًا وجد والديه منفصلين». اكتشفت بعد الزواج أن شريك حياتها انطوائى لا يحب معاشرة الناس، ويريد منها أن تقاطع كل من حولها، ح تى أهلها، وتحملت حتى لا تحصل على لقب مطلقة.

تقول «فاطمة»: «أهلى لم يكونوا يعرفون عنه سوى أنه طيب، ولكن أنا من أعاشره. تحملت الوضع معه على ذلك، حتى لاحظت أنه صار كثير الخروج من المنزل، ثم يتحدث على الهاتف مع بنات تصغره سنًا، فحاولت التحدث معه بطريقة مهذبة، وفى كل مرة كان النقاش ينتهى بالضرب». تضيف: «لم يكن أهلى على اقتناع بكلامى، بل يرددون مقولة «ربى ابنك» إلى أن جاء اليوم الذى جاء إلى المنزل ومعه مجموعة من الأصدقاء يتحدثون عن المخدرات وأنواعها، ولما ناقشته، كان غائبا عن الوعى بسبب المخدر، فظل يضربنى حتى سال الدم من فمى، وصرخت، وسقطت أرضا، فلم يحاول إسعافى، بل تركنى، ولولا جارتى التى تدخلت ونقلتنى للمستشفى. بعدها استغللت الفرصة وصممت على الطلاق».

تقول: «لم أفكر بعدها فى الزواج مطلقًا، وبدأت العمل بشركة أدوات طبية، وهناك رزقنى الله بزميل أرمل ولديه طفلة، اقتربنا من بعضنا فى فترة قصيرة، لكننى لم أفكر فى الزواج، رغم إلحاح أهلى على إتمام ارتباطى بشخص من العائلة».

وتواصل: «تقدم لى زميلى، فاعتذرت له، وشرحت له أسباب رفضى، وحكيت له عن زواجى الأول، لأجده يرد بابتسامة مازحا: «خلاص يا ستى العصمة تبقى فى إيديك علشان لو زعلتك سيبينى».

فى البداية كانت مزحة ولكنى تمسكت بها. تحكى «فاطمة»، و«أصررت على أن تكون العصمة بيدى، فاعترض وقال إنه كان يمزح، فساومته: إن كنت تريد الارتباط بى فعليك التنازل عن قرارك، وشرحت له أن العصمة لا تمنعه من طلاقى وقتما يريد، لكنها تتيح لى الفرصة فى تطليق نفسى منه إن وجدت معه ما يؤذينى».. تقول فاطمة: «تناقشنا كثيرا، قبل أن يوافق على الزواج، لكن وسط عدد محدود من العائلة».

استئصال الرحم دفعنى لطلب «العصمة»

«بسمة. ر»، البالغة من العمر حوالى 25عامًا، فتاة وحيدة مدللة تعشق الحياة، توفيت والدتها وهى بالمرحلة الابتدائية، فعاشت مع جدتها، بينما تزوج والدها بأخرى، وصار لديها ٣ إخوة آخرين، ولكنها قريبة جدا من والدها، حيث إنه لم يكن عنده فتاة غيرها، ويحقق لها ما تتمناه.

بسمة تزوجت عندما بلغت الـ18 عامًا، من شخص قريب لها من العائلة، كان يظهر لها المحبة، وكانت سعيدة معه حتى تعرضت لحادث سيارة أليم، أفقدها الطفل الذى كانت بانتظاره، واضطرت لاستئصال الرحم، وبعدها بدأت المعاناة.

توضح: «بعد خروجى من المستشفى، ظهر زوجى على حقيقته، بدأ يتغير فى تصرفاته معى، ويحاول اختلاق الخلافات باستمرار، بل أراد أن يشعرنى بأنى فقدت أمومتى، وأن ذلك أمر لا يحتمل بالنسبة له، فطلبت منه أن ننفصل فى هدوء، ولكنه لم يوافق، حتى لا يقال إنه تخلى عنى».

تكمل: «قصة استهتاره لم تكن تنتهى، فقد كنت أسمع مغازلته أى فتاة أمامى، وعندما أعترض يبادرنى بأعذار لا تنتهى، حتى عندما قرر الزواج بأخرى وافقته، واعتبرته حقا له، ولكنى طلبت منه أن ننفصل، وظل إصراره على الرفض حتى اعتقدت أنه متمسك بى، لكن بعد خطوبته سمعته يتحدث إليها فى الهاتف، بأننى لن أكون موجودة على أى حال، وحينها تركت المنزل، وقررت الانفصال».

تدخلت العائلة، كما تقول «بسمة» «ليتم الطلاق فى هدوء، لكنه رفض، فأقامت قضية خلع بمحكمة الأسرة، وبالفعل انفصلا، وبعد حوالى عامين، التقت زميلا لأخيها، شعرت من أول لقاء بإعجاب متبادل، وتحدثا، وعلم من أخيها أنها مطلقة، فكان أن تقدم للزواج منها.

تقول «بسمة»: «لم ييأس، وكرر الطلب أكثر من مرة، ووافقت، بشرط أن تكون العصمة فى يدى، خاصة أنه لا يستقر بمصر كثيرا بحكم عمله، بل يسافر للخارج باستمرار، لكنه رفض، وغادر مصر، ثم عاد بعد 6 أشهر، ليبدى موافقته على طلبى، واتفقنا أنه إذا أراد أن يكون له أولاد، فلن أعترض على زواجه بأخرى.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل