أمن القاهرة الغائب.. «الكورنيش» في قبضة البلطجية

حولَ أصحاب القاعات بكورنيش النيل المنطقة من المظلات وحتى كوبري الساحل، إلى ملكية خاصة، رغما عن أنف الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، التي تقف عاجزة أمام سطوة وقوة أصحاب القاعات، الذين يقومون بإغلاق جزئي للطريق في المنطقة أمام القاعات بالسيارات، لمدة يومين أسبوعياً.

يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، تختفي عناصر الأمن بمديرية أمن القاهرة والإدارة العامة لمرور العاصمة، من منطقة الكورنيش، لتصبح المنطقة التي تقع على جانبي الطريق حقاً مكتسباً لأصحاب القاعات، حيث تترك الأجهزة الأمنية الطريق في حالة من الفوضى، دون الإكتراث لحالة الإختناق المروري التي تحدث للطريق.

فيما يصبح السايس هو الآمر الناهي على الطرق، حيث يستغل الفراغ الأمني الذي يحدث في الشارع، ليصبح الحاكم بأمره، فرد إتاوات وبلطجة على قائدي السيارات ولا أحد يعرف السر وراء انسحاب الأمن وتسليم شارع الكورنيش للبلطجية.

وعن نصبات بيع الشاي فحدث ولا حرج، حيث تعجز مديرية أمن القاهرة عن مواجة الظاهرة، حيث يجبر الباعة رواد الكورنيش على الجلوس بشكل إجباري ودفع إتاوة نظير شرب كوب شاي أو حمص الشام، ومن يرفض إما يتعرض للضرب أو الطرد.

فلم تكد محافظة القاهرة تنتهي من المرحلة الأولى من أعمال تطوير ورفع كفاءة كورنيش النيل، حتى اجتاحت عربات الباعة الجائلين الكورنيش دون رادع، حيث يجبر الباعة مستعينين بالبلطجية الذين يعملون تحت أعين رجال الأمن، المارة على الدفع الإجباري.

أما بخصوص المواقف العشوائية على الكورنيش فحدث ولا حرج، حيث ظلت تلك المواقف بمثابة شوكة في خصر مديرية أمن القاهرة، التي وقفت موقف المتفرج من السائقين، الذين حسموا معركة البقاء لصالحهم على حساب رواد الكورنيش أو المستفيدين من الطريق.