مصر والفاتيكان.. 3 زيارات متبادلة بين "الرئيس" و"البابا" قبل اللقاء المقبل

زيارة رسمية منتظرة لـ"البابا فرانسيس"، بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان، إلى مصر في الأسبوع الأخير من شهر أبريل المقبل، تلبية للدعوة الموجهة إليه من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويجري خلالها مقابلات مع الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وزيارة الكنيسة الكاثوليكية من أجل ترسيخ رسالة السلامن وتعزيز روح التسامح والحوار بين كل البشر من مختلف الأديان ونبذ خطاب الإرهاب، والتعصب وممارساته الآثمة، وفقا لبيان أصدرته رئاسة الجمهورية للإعلان عن برنامج الزيارة.

لقاء "البابا فرانسيس" بـ"السيسي" تأتي امتدادا لتاريخ طويل من الزيارات المتبادلة بين مصر والفاتيكان، كان أولها الزيارة التي قام بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني للقاهرة في 24 فبراير عام 2000، استقبله، خلالها، الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتبادل معه وجهات النظر بشأن العديد من القضايا المهمة في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين الطرفين، إضافة إلى مقابلة جمعته بالإمام الأكبر الراحل محمد سيد طنطاوي، شيخ الجامع الأزهر وقتها، لتوضيح أهمية الحوار بين المسلمين والمسيحيين، فضلا عن قيادة "البابا يوحنا" للكنيسة المصرية، خلال اليوم التالي، بعد لقائه بقداسة "البابا شنودة".

"مبارك" كان أول رئيس مصري يزور دولة "الفاتيكان" في 13 مارس عام 2006، حيث استهلها بلقاء مع "البابا بنديكت السادس عشر"، بعد عام واحد من توليه الكرسي البابوي، حيث تطرقت الزيارة إلى مستقبل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، تبادل "الرئيس" و"البابا" وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في العراق وإيران، علاوة على تناول سبل تعزيز العلاقات الطيبة التي تجمع مصر والفاتيكان.

التوتر الذي شاب العلاقات بين مصر و"الفاتيكان" كان سببه العلاقات بين "مصر" و"الفاتيكان" تصل إلى أوج قوتها حين يسافر البطريرك الكاردينال أنطونيوس نجيب، البطريرك الفخري للأقباط الكاثوليك، إلى دولة الفاتيكان للمشاركة في انتخاب بابا الفاتيكان الجديد في 2 مارس عام 2013، وهو الحدث الذي مثل، وقتها، أول مشاركة مصرية في الانتخابات البابوية لـ"الفاتيكان" منذ 50 عاما، وفاز فيها "البابا فرانسيس"، الذي تولى المنصب بعد استقالة "البابا بنديكت الثالث عشر" قبلها بعدة أشهر.

الرئيس عبدالفتاح السيسي كان صاحب آخر لقاء لرئيس مصري مع "بابا الفاتيكان" بعد اجتماعه مع البابا فرانسيس، صباح 24 نوفمبر عام 2014، في مقر الفاتيكان، وقابل، خلال الزيارة، رئيس وزراء الفاتيكان بيترو بارولين، لبحث مبادرة بابا الفاتيكان لتعزيز العلاقات بين المسلمين والكاثوليك، من خلال عدم استخدام الدين وسيلة لتبرير العنف، فضلا عن مناقشة بعض القضايا الشائكة في الشرق الأوسط من قبيل وقف التدخل العسكري في سوريا.